حاصر الآلاف من المتظاهرين الرافضين للدستور، بالإسكندرية، مسجد القائد إبراهيم، وأغلقوا الشوارع المؤدية له أمس - الجمعة، مما تسبب في احتجاز الشيخ أحمد المحلاوي خطيب مسجد القائد إبراهيم وعدد كبير من المصلين لأكثر من عشر ساعات متواصلة. أصيب الشيخ أحمد المحلاوي بإرهاق شديد داخل مسجد القائد إبراهيم بسبب طول فترة احتجازه، وسمع صوت الشيخ من داخل المسجد يطالب برحيله لأنه لا يحتمل كل هذا الوقت وهو مريض. وطالبت نجلة الشيخ المحلاوي قوات الأمن والجيش بإخراج والدها من المسجد ومن معه من المصلين، مؤكدة أن ما يحدث هو اعتداء على تاريخ الشيخ الطويل في النضال، ولا تعرف هل الخلاف السياسي يصل إلى هذا الحد وسفك الدماء ومحاصرة المساجد واحتجاز شيخ مسن ومصلين بداخله؟ وقال الشيخ المحلاوي، إن عدد المحتجزين معه داخل المسجد أكثر من مائة فرد منهم النساء والأطفال والمرضى، وتم إخراج مريض بأزمة قلبية في سيارة إسعاف. وأشار المحلاوي إلى أن من هاجموا المسجد لم يكونوا من المصلين ولم يسمعوا الخطبة، ولا يعرف كيف اندلعت الأحداث بالخارج، غير أنه فوجئ بهجوم على المسجد والقبض على اثنين، وتم تسليمهم للأمن بعد ذلك، مضيفا أن الأمن وعده بإنهاء الأزمة منذ بدايتها إلا أنه ظل أكثر من 12 ساعة محتجزاً. من جانبه، قال اللواء ناصر العبد، مدير البحث الجنائي بمديرية أمن الإسكندرية، إنه تواجد مع الشيخ ومع المحتجزين داخل المسجد بصحبة مدير الأمن لافتا إلى أن قوات الأمن ورجال المباحث طوقوا المسجد، منعا لأي أحداث، مؤكدا أن تأخر إخراج الشيخ جاء لتأمينه من المجموعات المندسة وسط المتظاهرين التى قد تحاول الاعتداء على الشيخ أو تحرض على الاشتباك مع قوات الأمن لحظة إخراجه، وانتظرنا لحين تقل الأعداد ونستطيع الخروج دون أي مشكلات. وبعد انتشار خبر احتجاز الشيخ المحلاوي حاولت بعض المجموعات من المتظاهرين المؤيدين للدستور والرئيس إخراجه ولكن دارت اشتباكات عنيفة بين المؤيدين للرئيس وبين المتظاهرين المحاصرين لمسجد القائد إبراهيم، وبحسب شهود عيان في أن هذه المجموعات جاءت بأعداد كبيرة وسمع صوت إطلاق أعيرة نارية وسط حالات كر وفر بين الطرفين ووقوع إصابات بين المتظاهرين حيث أصيب أكثر من 19 فردا من بينهم 5 من التيارات الإسلامية، وإحراق ثلاث سيارات. وحاولت قوات الأمن التدخل لوقف الاشتباكات وقامت بإطلاق طلقات صوت في الهواء، لتفريق المتظاهرين وسط حالة من الخوف وتم غلق المحلات المجاورة للمسجد ومنطقه محطة الرمل. وطالب الشيخ المحلاوي من داخل المسجد المحتجز بداخله، المتظاهرين بالانصراف حقنًا للدماء، لافتا إلى أن شباب الإخوان المسلمين طلبوا منه أن يأتوا لإخراجه ولكنه رفض حتى لا تسيل دماء المصريين، وهو ما قابله المتظاهرون بالهتاف ضده وضد الإخوان المسلمين، مؤكدين أنهم لا يخافون من أحد وأنهم مستمرون في حصار المسجد. وفي الساعات الأولى من صباح السبت خرج الشيخ أحمد المحلاوي والمحتجزون معه باستخدام مدرعات الشرطة بعد إطلاق قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين. وفي نفس الإطار أكدت اللجنة النقابية للعاملين بأوقاف الإسكندرية في بيان لها أنه عشية عرس المصريين بدستور يوشك الشعب على الاستفتاء على مشروعه، ومع فرحة المصريين بهذا التقدم وجدنا من يحاول أن يفسد على الشعب فرحته، إذ قامت مجموعة همجية - على حد قول البيان - باقتحام مسجد القائد إبراهيم رمز الثورة في الإسكندرية وحاولت التعدي على شيخ ثوار الإسكندرية مؤكدة رفضها واستهجانها هذا العمل السفيه مناشدة المواطنين بعدم التوجه إلى المسجد، لمنع اشتعال الأحداث.