الشعب هو النواة الصلبة التي من دونها لا يكون ثمة وطن . وأي نجاح لأي مسئول أو حزب أو جماعة دون أن يقابله رصيد لدى الشعب هو والعدم سواء. وما يكون في عرف الأفراد رياء هو في عرف الساسة والأحزاب مصارحة وكشف حساب لاستجلاب ثقة الشعب وتفويضه بالاستمرار في إتمام مهام المسئولية التي حاز شرف توليها الرئيس أو الوزير أو النائب أو الحزب ... وهلم جرا .. ولقد أثبتت القواعد الراسخة التي لا تتزعزع أن تهميش الشعب من اهتمامات الساسة والحكام يعني زوال ملكهم و دهس الشعوب لهم بأقدامهم الحافية المتشققة عاجلا أو أجلا ... وبناء عليه، لا أرى من الحكمة في المشهد الحالي أن يتم التعامل مع الشعب ككم مهمل، مما يتركه فريسة لأعداء الوطن و المتسلقين وإخوان المسيخ الدجال، يصورون له الحق باطلا والباطل حقا، وحين إذ ستكون العواقب وخيمة ) والتجربة الرومانية خير دليل .( لذا ينبغي أن تضع القوى الشريفة ) رئاسة وأحزاب وجماعات وأفراد ( الشعب نصب أعينها وأن يكون الهدف الاستراتيجي الأول والأخير احتواء الغالبية الساحقة من الشعب في صفها وأن يكون مؤيدا لها بل وداعما لها، مما سيضخ في بدنها دماء الحيوية، وسيقوي موقفها ويثبت أقدامها حين تتخذ القرارات الجريئة و الخطوات المفصلية لاجتثاث أشواك الفساد التي تمد بجذورها في أعماق المجتمع. ولكي نتحول من الكلام النظري إلى الخطوات العملية ، أقترح -كبداية - الآتي : * توحيد الصف الوطني ) الذي يضم كل القوى والأحزاب التي تؤمن بالديموقراطية وتحترم اختيارات الشعب وهويته وثقافته وتمد يد العون لكل من يدفع بالوطن للأمام ، وهم والحمد لله كثر ( تحت مظلةأو ائتلاف يشملها جميعا ويكون هو المتحدث باسمها أمام الشعب وحائط الصد المتين أمام موجة الثورة المضادة . * أن تنحي كل هذه القوى خلافتها ) القليلة في الأساس ( جانبا إدراكا منها لخطورة المرحلة التي يمر بها الوطن حيث تكالبت وتوحدت كل قوى الشر عليه ، وأن تغلب عليها روح التعاون والتآزر .. * أن تكون اللغة التي يخاطب بها هذا الإئتلاف ) لو افترضنا تسميته كذلك ( الشعب في وسائل الإعلام تجميعية وفي دوائر الاتفاق وفي هموم الشعب وأماله وطموحات، وان تكون تفاؤلية و تبحث عن كل ما يتوجس منه الشعب وتتنبأ به وتبذل قصارى وسعها لتطمينه. * اشتراك كل هذه القوى في كل الفعاليات على الأرض مما يعطيها الزخم اللازم ويفوق بها فعاليات القوى الفاسدة . *استخدام كل القنوات والمنابر و وسائل الآعلام التقليدية والحديثة للوصول للشعب و كسبه في الصف الوطني وتوضيح إنجازات المؤسسات المنتخبة و الإئتلاف الوطني ورسالته وأهدافه ، وفي المقابل كشف عورة القوي الهدامة وفضح أفعالها ومكائدها. * مصارحة الشعب دائما بخلفيات كل قرار ليسهل عليه استساغته و للحيلولة دون استغلال القوى الهدامة لبعض القرارات لإفقاد الشعب الثقة في قيادته .. * تعاون كل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تدعم الأهداف السابقة بالدعاية لبعضها ونشر البوستات التي تصب في تحقيق الأهداف المنشودة .. هذا بعض الأفكار التي أطرحها بين يديكم ..في انتظار الأفضل منكم .. والله الموفق والمستعان .. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]