السير ونستون ليونارد سبنسر تشرشل رجل دولة إنجليزى وجندى ومؤلف وخطيب مفوه، يعتبر أحد أهم الزعماءِ فى التاريخِ البريطانى والعالمى الحديثِ، شغل منصب رئيس وزراء بريطانيا عام 1940، واستمر فيه خلال الحرب العالمية الثانية بعد استقالة تشمبرلين، واستطاع رفع معنويات شعبه أثناء الحرب، حيث كانت خطاباته إلهاماً عظيماً إلى قوات الحلفاء، كان أول من أشار بعلامة النصر بواسطة الإصبعين السبابة والوسطي، وبعد الحرب خسر الانتخابات سنة 1945، وأصبحَ زعيمًا للمعارضة ثم عاد إلى منصب رئيس الوزراء ثانيةً في عام 1951، ثم تقاعد سنة 1955م. ولد فى أكسفورد، أبوه هو اللورد راندولف هنرى سبنسر تشرشل كان من زعماء حزب المحافظين، درس فى أكاديمية هارو، ثم فى أكاديمية ساندهرست العسكرية، وعمل بعد ذلك ضابطاً فى سلاح الفرسان بالهند. نقل تشرشل إلى مصر سنة 1898، ومنها انتقل إلى السودان تحت إمرة اللورد كتشنر، وشهد، بوصفه مراقباً حربياً معركة أم درمان سنة 1898 التى نشبت فى آخر الثورة المهدية، وكتب تشرشل بعد ذلك «حرب النهر» الذى وصف فيه الحملة الإنجليزية المصرية لاسترجاع السودان. شهد حرب البوير فى جنوب إفريقيا فى الفترة من 1899-1902، بوصفه مراسلاً حربياً لجريدة إنجليزية، وأسره البوير ولكنه استطاع الفرار. بدأ حياته السياسية فى حزب المحافظين، وانتخب عضواً فى مجلس العموم، وفى سنة 1904، انضم إلى حزب الأحرار، الذى نجح بعد ذلك فى الانتخابات العامة. عين تشرشل وزيراً للتجارة (1908-1910) ووزيراً للداخلية (1910-1911) ثم وزيراً للبحرية (1911-1915)، وفى مطلع الحرب العالمية الأولى كان وراء حملة الحلفاء إلى الدرنديل، التى أخفقت إخفاقاً ذريعاً، فعد تشرشل مسئولاً عن هذا الإخفاق، مما اضطره إلى الاستقالة، وحارب ضابطاً فى الجبهة الغربية بفرنسا. وفى عام 1917 عينه صديقه لويد جورج رئيس الوزارة وقتها، وزيراً للذخيرة ثم وزيراً للحربية والطيران (1919-1921)، بعد ذلك عاد إلى حزب المحافظين، وفى سنة 1924 عُين وزيراً للمالية. بقى تشرشل بين عامى 1929-1939، بلا منصب وزاري، وانصرف فى أثنائها إلى التأليف، وكان ينتقد ويحذر من سياسة التسامح والتهدئة التى اتبعها تشامبرلِن، رئيس الوزارة آنئذ، مع ألمانية النازية. عُين عند اندلاع الحرب الثانية سنة 1939 وزيراً للبحرية، ولما اجتاح الألمان النرويج وهولندا ثم بلجيكا وفرنسا، استقال تشمبرلين معتقداً أن الحلفاء قد خسروا الحرب، وفى 10/5/1940 أصبح تشرشل رئيساً للوزارة البريطانية، وأعلن فى 7/6/1940 أن بريطانيا ستتابع الحرب وحدها، وتعرض بعد ذلك للوم شديد، بعد أن عجزت بريطانيا عن صد الجيش الألمانى فى اليونان، وخاصة فى جزيرة كريت، وله أثر فى نشوب الحرب بين ألمانيا وروسيا، وبذلك تجنبت بريطانيا أى غزو محتمل لأراضيها. ولما هاجم اليابانيون بيرل هاربر ودخلت الولاياتالمتحدة الحرب، أسرع تشرشل إلى لقاء الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت فى فرقاطة أمريكية فى الأطلسي، وقرر الرجلان توجيه الجهد الأساسى الحربى ضد ألماني، كما وُضع ما عُرف بتصريح الأطلسى الذى أُعلن فى 1/1/1941، وتجدد لقاء تشرشل مع روزفلت فى كندا سنة 1943، بعد استقالة موسولينى فى إيطاليا. توفى فى 24 يناير سنة 1965، شيعه الشعب البريطانى فى جنازة رسمية وشعبية مهيبة. من مؤلفات تشرشل: «لورد راندولف تشرشل» (1906) وهو ملخص سيرة أبيه، و«الأزمة العالمية» (4 مجلدات، 1923-1927)، و«تاريخ الأمم الناطقة بالإنجليزية» 4 مجلدات، و«الحرب العالمية الأولى» 6 مجلداً، وقد حصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 1953.