أنطونى إيدن هو رئيس وزراء بريطانيا العظمى الأسبق، والمسئول عن اتخاذ قرار اشتراك بريطانيا مع فرنسا فى محاولة الاستيلاء على قناة السويس فى أعقاب قرار جمال عبد الناصر بتأميمها عام 1956، وقد وجِهت إليه انتقادات واسعة بسبب قراره هذا، ثم تم التوصل سريعًا تحت ضغط الأممالمتحدة إلى وقف لإطلاق النار، واستقال إيدن فى يناير 1957م نظرًا للفشل الذريع الذى لاحقه، وأعقبه تدهورًا فى صحته. ولُد إيدن فى مثل هذا اليوم عام 1897، بمدينة درهام، وقضى سنتين فى الجبهة الفرنسية خلال الحرب العالمية الأولى، ثم درس فى جامعة أكسفورد، وتخرج فى عام 1922م. بدأ حياته السياسية حين انتخب عضواً فى مجلس العموم البريطانى عن حزب المحافظين فى لمنجتون عام 1923، وعين وزير دولة للشئون الخارجية عام 1931، وعين مسئولاً عن العلاقات الدولية فى وزارة الخارجية عام 1934، ثم وزيراً لشئون عصبة الأمم عام 1935. صار إيدن وزيرًا للخارجية فى عام 1935م، لكنه استقال فى عام 1938م، لاختلافه مع سياسة رئيس الوزراء تشمبرلين حول مهادنة الدكتاتورين: الألمانى هتلر، والإيطالى موسولينى، فاستقال احتجاجاً على ذلك سنة 1938، لكنه عاد وزيراً لشئون الكومنولث. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية عُين وزيراً للخارجية مرة ثانية فى 23 كانون الأول 1940 فى حكومة ونستون تشرشل، وبقى فيها حتى هزيمة حزب المحافظين فى انتخابات عام 1945، وأسهم من خلال منصبه فى تقوية نفوذ السياسة البريطانية فى المشرق العربى أثناء الحرب العالمية الثانية، وعند تأسيس جامعة الدول العربية بمراسلاته مع مصطفى النحاس باشا رئيس وزراء مصر، ونورى السعيد رئيس وزراء العراق. وعقب نجاح المحافظين ثانية فى الانتخابات عام 1951 عاد إيدن إلى تولى وزارة الخارجية وصار نائباً لرئيس الوزراء، وشارك فى حل بعض النزاعات الدولية وفى إنهاء الحرب فى الهند الصينية 1954. تولى إيدن رئاسة الوزارة البريطانية فى 6 إبريل سنة 1955، وحاول تهدئة الموقف الدولى الذى تميز فى الخمسينيات بسياسة الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالى والاشتراكى. وعلى إثر تأميم الرئيس جمال عبد الناصر لشركة قناة السويس فى 26 يوليو 1956 شارك إيدن بالتعاون مع فرنسا وإسرائيل فى التخطيط للعدوان الثلاثى على مصر وفى تنفيذه. وإثر إخفاق العدوان انسحب إيدن من الحياة السياسية العامة تماماً، وقدم استقالته فى 9 يناير 1957، وصار بعد ذلك عضواً فى مجلس اللوردات حاملاً لقب كونت آفون عام 1961، ثم انصرف إلى كتابة مذكراته الشخصية التى ضمنها حياته وتجربته السياسية، وتوفى فى 14 يناير 1977.