فى يناير القادم يكمل إيريل شارون رئيس وزراء إسرائيل اليمينى الأسبق خمس سنوات راقداً فى المستشفى فاقداً الوعى. ومن المقرر كما نشرت جريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن يعاد إلى منزله بكامل التجهيزات الطبية التى تحافظ عليه حياً كفترة اختبار وسط أهله وأقربائه. وتعد حياة شارون مليئة بقسوة القلب والغلظة خلال حروبه كضابط بالجيش الإسرائيلى وأيضاً عندما دخل معترك السياسة كوزير ثم رئيس لوزراء إسرائيل. وانضم فى عام 1942 لتنظيم الهاجاناة وفى عام 1947 عمل حارساً فى شرطة المناطق العربية. واشترك فى معارك الفالوجة، وفى عام 1949 أصبح قائد سرية ثم انتقل إلى لواء جولانى وعمل قائداً لسرية استطلاع فى التشكيل، وفى عام 1951 عين شارون ضابطاً للمخابرات فى القيادة المركزية، وفى عام 1952 عمل فى نفس المهنة فى القيادة الشمالية وترقى لدرجة رائد. وفى عام 1956 تم تعيين شارون قائداً للواء المظلات وحارب فى عدوان 1956. ومع تولى إسحاق رابين مهمة رئيس الأركان الإسرائيلى فى عام 1964 تم تعيين شارون رئيساً لهيئة القيادة الشمالية وبعدها بسنتين تم تعيينه رئيساً لشعبة التدريب فى هيئة أركان الجيش وفى هذه المهمة تمت ترقيته لدرجة اللواء، وفى حرب 1967 اشترك كقائد للواء مدرع. وفى يونيو 1973 خرج شارون من الجيش واتجه للتنافس على مقعد فى الكنيست فى إطار (حزب الأحرار) ومن يونيو إلى أكتوبر 1973 بذل جهوداً مضنية لإنشاء حزب الليكود ومع اندلاع حرب أكتوبر عام 1973، تمت إعادة شارون للجيش مرة أخرى قائداً للواء المدرعات. وفى الحملة الانتخابية للكنيست والتى جرت عام 1973 أختير شارون عضواً بالكنيست وفى ديسمبر عام 1974 استقال من الكنيست وعاد إلى الجيش الإسرائيلى مرة أخرى وفى عام 75 و1976 عمل مستشاراً لرئيس الوزراء آنذاك إسحاق رابين لشئون الأمن، وفى انتخابات الكنيست التاسع عام 1977 تنافس شارون على رأس حزب أقامه الذى حصل على مقعدين فى الكنيست وتم تعيين شارون وزيراً للزراعة فى الحكومة التى ترأسها مناحم بيجين وفى تلك الفترة دعا شارون لتوسيع المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية، وفى عام 1981 تم تعيين شارون وزيراً للدفاع. وفى سبتمبر عام 1982 قامت قوات الكتائب اللبنانية بمذبحة للسكان الفلسطينيين اللاجئين الفلسطينيين فى مخيمى صابرا وشاتيلا فى لبنان، وفى تقرير لجنة «كاهانا» اتضح أن شارون تغاضى عن دخول الكتائب لمعسكرى صابرا وشاتيلا وفى أعقاب توصيات لجنة كاهانا قام مناحم بيجين بتنحية شارون واصبح لفترة طويلة وزيراً بدون حقيبة وزارية. وفى حكومة الوحدة التى تشكلت بعد انتخابات 1984 تم تعيين شارون وزيراً للصناعة والتجارة وفى فبراير عام 1990 استقال من الحكومة. وبعد سقوط تلك الحكومة فى 15 مارس تم تعيين شارون وزيراً للبناء والإسكان فى حكومة إسحاق شامير وفى تلك الفترة قام بتسريع وتنشيط البناء فى المستوطنات. وفى نهاية فترة حكومة نتانياهو الأولى تم تعيين شارون وزيراً للخارجية وعندما خسر نتانياهو انتخابات عام 1999 خرج من رئاسة الليكود، وفى الانتخابات التى أجريت على رئاسة الليكود فاز شارون برئاسة الحزب فى سبتمبر عام 1999. وفى نوفمبر 2005 بعد انفصال حزب العمل عن حكومة شارون وموافقة الحزب على تقديم الانتخابات لتجرى فى مارس 2006 أعلن شارون عن خروجه من كتلة الليكود وتكوين حزب جديد هو حزب «كاديما» وفى نهاية ديسمبر عام 2005 أصيب شارون بسكتة دماغية ومازال يرقد فى غيبوبة عميقة.