لندن: يكشف مارتين جلبرت في كتابه "تشرشل واميركا" الصادر مؤخرا "قصة حب تشرشل الحقيقي" للولايات المتحدة الاميركية، وهي "قصة حب" كان تشرشل قد عززها بداية بزيارته إلى نيويورك عام 1895، ثم تعاقبت زياراته حتى زيارته الأخيرة عام 1961. وكان تشرشل، في الفترات التي تقع ما بين الحروب، يتمتع بحياة مترفة ومكلفة، فاتجه لجمع مقادير كبيرة من المال من خلال رحلاته الاميركية لالقاء المحاضرات ومن عمله الصحافي. ويخبرنا الكاتب مارتين جلبرت - وفق نامق كامل بجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية - أيضا عن تصميم تشرشل في منتصف الثلاثينات "للحفاظ على السلام الشامل في اوروبا"، ويشير المؤلف إلى أن تشرشل حينما كان يذهب إلى الولاياتالمتحدة الاميركية كان يلمَع ويصقل كل عبارة من عباراته حول الرباط الدموي الخالد للشعوب المتحدثة بالانجليزية. وفي عام 1932 في اطلنطا، التابعة لولاية جورجيا قال تشرشل لمستمعيه ان التراث الذي يدافع عنه "هو نتاج لساننا المشترك وقانوننا الأساسي المشترك ومفصل تراثنا الأدبي ومثلنا، انه رباط نسبنا الأحمر". ووفقا للكتاب - ليس كل الأميركيين بالطبع مقتنعين بمبالغات تشرشل عن العلاقة الأنجلو - اميركية. فصحيفة "الواشنطن بوست" تعتقد بأن تشرشل كان "يحاول أن يتملق الولاياتالمتحدة الأميركية حتى تتولى بعض مسئوليات بريطانيا". وفي الحقيقة كان ذلك بالضبط ما فعله تشرشل، وبشكل خاص خلال الحرب العالمية الثانية. بعد سقوط فرنسا عام 1940 اخذ تشرشل يتوسل روزفلت، في رسالة تلغرافية في الرابع من مايو 1941 لإعلان الحرب، لكن الرئيس الاميركي لم يرد على هذه "الاستغاثة". وبعد لقائه الأول، في يوليو عام 1945، مع ترومان خليفة روزفلت، قال عنه هذا الأخير، الذي يبدو أنه استوعب شخصية تشرشل - وفقا لنفس المصدر -: "تكلم بكثير من الهراء حول عظمة بلدي وكم يحب روزفلت وكم سيحبني...إلخ...إلخ...". لقد شعر ترومان بأنه يمكن ان يستمر مع "هذا الرجل الانجليزي" ما دام "لا يحاول ان يتملقني كثيراً". لكن عند هذه المرحلة، ربما كان التملق هو كل ما يستطيع ان يقدمه تشرشل. كانت جهود بريطانيا الاستثنائية خلال الحرب قد تركت البلاد في حالة استنزاف وفقر. إن حقيقة "العلاقة الخاصة" التي أُسست خلال الحرب العالمية الثانية، التي عمل تشرشل كثيرا على توطيدها، قد ساهمت في تثبيت دعائم سلطة بريطانيا في النصف الثاني من القرن العشرين. يذكر ان تشرشل حاز اهتمام العديد من الكتاب فقد صدر مؤخرا كتاب بعنوان "تشرشل والحرب" لجيفري بست ويقول في بدايته: "كانت الحرب بالنسبة لتشرشل تشكل الثقل المركزي في حياته". ويذكر الكتاب أنه عام 1944 كتب طبيبه الخاص اللورد موران يقول بأن الحرب بالنسبة لتشرشل كانت تعني "فعلاً رومانتيكياً".