لا شك أن الأحداث المتصاعدة فى مصر بعد الإعلان الدستورى الجديد الذى أصدره الرئيس محمد مرسى وما تبعه من استقطابات حادة، تنذر بالخطر وتهدد مسيرة الوطن بمزيد من الانقسامات، فى ظل مخططات قاتلة يسعى البعض لتنفيذها تحت زعم مشروعية الخصومة السياسية، لإغراق البلاد فى الفوضى والصدامات الدامية. ربما يكون مبعث القلق هو الدعوة السافرة التى وجهها البعض للجيش بالتحرك لإسقاط رئيس الجمهورية المنتخب، بسبب إصداره الإعلان الدستوري، وهو ما يمثل، بلا شك، عدوانًا صارخًا على الإرادة الشعبية التى انتخبت الرئيس ورضيت بالمسار الديمقراطي. القوى السياسية المختلفة الآن من حيث الأيديولوجيات والمناهج الفكرية الاشتراكية والرأسمالية تتحد جميعها من أجل إسقاط أصحاب المشروع الإسلامي، وليس من أجل إسقاط مرسي، كما يزعمون، فى محاولة لقيادة البلاد إلى الفوضى تحت زعم قيادتها إلى الحرية، رغم أن الشعب الذى هو فى النهاية سيد الموقف لا يحتاج لأوصياء على إرادته. المشهد الأبرز خلال الأيام الماضية يؤكد ممارسة القوى السياسية المعارضة للتيار الإسلامى ومرسى لكل أنواع البلطجة على جميع الأصعدة.. بلطجة جنائية يشهدها فى محمد محمود بحرق الأبنية والمدارس ومكتب الجزيرة مباشرة، وحرق وتدمير مقر اعتصام أسرة الدكتور عمر عبد الرحمن، وما تبعه من حرق مقرات الإخوان وقتلى وجرحى من شباب فى عمر الزهور؛ فى حين يغض إعلام الفلول الطرف عن هذه البلطجة الجنائية. منذ أيام، أصدر وزير الإعلام صلاح عبد المقصود قرارًا إداريًا بمنع بث قناة "دريم" من مدينة الإنتاج لمدة أسبوع، قامت الدنيا ولم تقعد دفاعًا عن حرية الإعلام، فى حين غض العلمانيون الطرف عن حرق مكتب قناة الجزيرة وتدميره أمام الرأى العام، على الرغم من خطورة هذا الفعل على سمعة البلاد باعتباره يعكس صورة فوضوية لمصر أمام العالم كله. البلطجة السياسية التى يقودها الفرقاء، البرادعى وصباحى وموسى، لقيادة الشعب للفوضى من خلال تظاهرات التحرير؛ واضعين أيديهم فى يد الفلول الذين فتحوا الخزائن لتجنيد أكبر كم من البلطجية فى ميدان التحرير. الأغرب من ذلك هو صمت وزارة الداخلية التى أكدت اعتراف أكثر من 348 صبيًا بالحصول على أموال ومخدرات نظير هذا التخريب، وهو ما يثير التساؤل حول صمت وزارة الداخلية عن هؤلاء المجرمين المحرضين على حرق وتدمير المنشآت؟ ولماذا يتم الشغب فى محيط السفارة الأمريكية؟ لماذا لا تصدر الداخلية بيانًا للرأى العام تطلعنا فيه بكل شفافية عن هؤلاء المخربين والداعين للبغى والعدوان؟ ثم من المسئول عن الدماء التى أريقت فى هذا الشغب؟ قطعًا الأرواح التى زهقت معلقة فى رقبة المحرضين على الخروج على مرسى الرئيس المنتخب بعد الثورة. حالة التمرد والبلطجة القانونية التى يقودها "الزند" ليوهم الرأى العام أن جموع القضاة معه؛ مع أن معظم الحاضرين كانوا محامين وسياسيين من المتردية والنطيحة وما أكل السبع. على دعاة البغى أن يتقوا الله فى أوطانهم، وعلى معارضى المشروع الإسلامى أن يكفوا على نشر الفوضى ومحاولة إغراق البلاد فى كارثة لا يعلم مداها سوى رب العالمين.. قطعاً مصر كنانة الله فى أرضه.. تكفل الله تعالى، بحفظها، ولن يستطيع أحد أن يمسها بسوء.