استوقفتني جملة للكاتبة الخليجية عائشة الشيخ وهي: "إن للفرح مائة جناح"، وقلت تعقيبًا عليها: "إلا غزة فهي مكسورة الجناح".. والذي يتابع تطور الأحداث في غزة يعلم هدف ما ذهبت إليه وليت العالم ترك لغزة جناحًا واحدًا تفرح به وتشارك الدنيا فرحها لكنهم قصوا لها كل جناح و"نتفوا" ريشها حتى صارت لصيقة الأرض تدافع عن حق البقاء وهو أضعف الحقوق بالنسبة لها، في الوقت الذي تصرخ أمريكا وروسيا وكندا ودول أخرى عديدة تقول من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها ضد الإرهاب الفلسطيني، أي أنهم يقلبون الطاولة على الفلسطينيين ويلبسونهم "العمة" ويصبح المعتدى عليه هو المعتدي، والمظلوم هو الظالم، والظالم الحقيقي بريء في أعين العالم كله ومن حقه أن يستخدم كل سلاح ويقتل ويشرد ويهدم البشر والحجر ويستخدم الأسلحة المحرمة دوليًا أيضًا ولا أحد يقدر يقوله له "بم"! هذا عن العالم الغربي لكن ما بالنا بالعالم العربي ومواقفه أمام غزة وما يجري في غزة، -باستثناء بعض قادة العرب وبمساندة ومساعدة من تركيا التي أصبحت عربية أكثر من العرب وإسلامية أكثر من دول الإسلام الكبرى- "هل أصبحنا بلهاء بجد لدرجة أننا لا تستفزنا الأحداث فيها والاعتداءات الإسرائيلية على أناسها البسطاء، وأهلها الطيبين، فصار العرب كما قال رئيس وزراء وزير الخارجية القطري "خرفان" بسبب تخاذلهم أمام غزة.. وهو يؤكد "أن الوضع يتطلب قرارًا سياسيًا حكيمًا بإجراءات سلمية".؟! مصر "المنكوبة" بحوادث القطارات والوقود والخبز والقمامة والتأسيسية وحل مجلس الشعب والنائب العام والقضاء الذي دخل الحرب مع الرئاسة وسيناء وما أدراك ما سيناء؟ وعشرات الأزمات والمشاكل الداخلية والخارجية الأخرى، ومع كل ذلك لم تنس غزة واتخذت خطوات فعالة رسميًا وشعبيًا لنصرة غزة ولو اقتضى الأمر أن تعلنها حربًا عسكرية لم تتأخر من أجل الأطفال والنساء والشيوخ الكبار الذين يموتون في غزة تحت صلف الكيان الصهيوني الغاشم، فيحسب لمصر كل ذلك، ويحسب لتركيا مجهودها ويحسب لقطر أيضًا كل ذلك ويحسب لكل صوت حر استنكر العدوان ووقف يقول لا، لكن أين بقية حكام العرب الكثيرين وهم يملكون السلاح الذي صدأ في مستودعاتهم والبلايين من الدولارات التي كان يصيبها العفن في بنوك سويسرا والعلاقات الوطيدة مع من تستطيع أن تأمر إسرائيل أمرًا بوقف الاعتداءات في أقل من ساعة؟؟ ◄◄آخر كبسولة: ◄أردوغان بجامعة القاهرة: العدوان على غزة مرفوض.. وأحيي مرسي على سحب السفير من إسرائيل.. نجيب محفوظ حضر كتابة النشيد الوطني التركي.. مصر وتركيا قلب وعقل المنطقة.. وارفع رأسك فوق أنت مصري. = تحية وتقدير لهذا الرجل الكبير في مواقفه وتصرفاته وحميته على كل كيان عربي وإسلامي.. سيسجل لك التاريخ هذا الموقف المشرف وسينسى التاريخ كل صاحب موقف متخاذل من حكام العالم العربي الكبير. دمتم بحب [email protected]