ما بين الاعتراف المبكر بالهزيمة والحجم الحقيقى فى الشارع السياسى ، وما بين السعادة البالغة بتحقيق نسبة نجاح لا بأس بها من الشهرة والبريق الإعلامي يقترب مرشحو الأحزاب التسعة لانتخابات رئاسة الجمهورية وخلال ساعات قليلة باستثناء مبارك طبعا من الليلة الأخيرة من عمر ليالى حملتهم الانتخابية والتى بلغت 21 يوما كاملا قضاها وتمتع فيها هؤلاء المرشحون بالشهرة التلفزيونية والفضائية وصولات وجولات عمت تقريبا الغالبية من محافظات مصر وربما خارجها . فلم يتبق إلا ساعات وقد يرحل بعدها هؤلاء المرشحون التسعة من ذاكرة المواطن المصرى ، لما تعانيه أحزابهم أصلا من هشاشة وضعف وغياب عن الشارع المصري الذى يعرف بالكاد أسماء القليل من أحزابهم وأسمائهم هم شخصيا . ولأنها ساعات باقية من عمر الشهرة بالنسبة لهؤلاء المرشحين ، فقد رصدت (المصريون) تفاصيل هذه الساعات الأخيرة فى حياة هؤلاء المرشحين وكيف وأين يتم قضاؤها ؟ فرئيس حزب مصر 2000 فوزى غزال أفصح للمقربين منه أنه سيقضى هذه الساعات فى بيته مع أولاده بعد أن ابتعد عنهم طيلة الأيام السابقة ، ويوم الأربعاء يوم الاقتراع سيتوجه إلى لجنة الانتخاب المقيد بها ليدلي بصوته ويعود إلى البيت فورا . ولكن الطريف أن غزال بدلا من أن يعترف بعجز حزبه عن توفير مندوبين له داخل اللجان وخارجها برر ذلك بأن كل رجال القضاء مندوبيه ، وكأنه يذكرنا بعبارة من فيلم (الحرام) اللى ما لوش أهل الحكومة أهله . وأما الأقصري رئيس ومرشح حزب مصر الاشتراكى فهو مستمسك بالشهرة وتعرف الناس عليه حتى اللحظات الأخيرة ، حيث أكد أن الجولات الانتخابية والميدانية صباح يوم الاقتراع تمثل له أملا هائلا فى أن يشاهده الناخبون ويتعرفون عليه ، بغض النظر عن انتخابهم له ، فما تحقق له و للحزب من شهرة خلال جولاته الانتخابية والتغطية الاعلامية لهذه الجولات يعد فوزا كبيرا وعظيما . وإلى منتجع سياحى للاسترخاء قرر ممدوح قناوى رئيس ومرشح حزب الدستور الاجتماعى الذهاب والبقاء حتى ظهور النتيجة ، مؤكدا أنه سيدلى بصوته فى هدوء بعيدا عن الصخب الاعلامى فهو وعلى حد قوله لايحب (الشو) ثم يعود إلى المنتجع السياحى ليضع الخطط المستقبلية الكفيلة لمواجهة الحزب الوطنى الحاكم فى الانتخابات البرلمانية المقبلة . المفارقة الطريفة أن الباقيين من المرشحين (العجرودى رئيس ومرشح حزب الوفاق ، الصباحى رئيس ومرشح حزب الامة ، ترك رئيس ومرشح حزب الاتحادى الديمقراطى) قالو أنهم سوف يقضون تلك الساعات فى البيت مع ابنائهم وكأنهم اتفقوا على ذلك . كما لم يختلف أى احد منهم أن ما مضى من ايام كان حلما جميلا من الشهرة ، وبانتهاء يوم الاقتراع وظهور النتيجة تبدأ العودة إلى كابوس العزلة ، صرح بذلك المرشحون الثلاثة ما عدا شلتوت رئيس ومرشح حزب التكافل الاجتماعى الذى أكد أنه سيقض هذه الساعات على كنبة بالحزب .