نظمت الحركة المصرية من أجل التغيير " كفاية " ، بمشاركة العديد من الأحزاب والقوى المعارضة ، ثاني أكبر مظاهراتها خلال أقل من ثلاثة أيام ، حيث تظاهر ما يتراوح ما بين سبعة إلى عشرة آلاف شخص وسط القاهرة احتجاجا على فوز الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية ، مرددين هتافات تؤكد تزوير الانتخابات . وشارك في المظاهرات العشرات من أعضاء حزب الغد يتزعمهم الدكتور أيمن نور ، الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسة حاصدا أكثر من نصف مليون شخص ، وهو ما دفع البعض لاعتباره الفائز الأكبر في الانتخابات ، لكن نور رفض الاعتراف بنتيجة الانتخابات ، مؤكدا أنه حصل على 30 في المائة على الأقل من الأصوات. وتجمع المتظاهرون في ميدان طلعت حرب ، حيث توافد المئات من حركة كفاية وحركة شباب من أجل التغيير والحملة الشعبية من أجل التغيير وحزب العمل ، لكن الجديد تمثل في مشاركة القوى الحزبية حيث شارك في المظاهرة حزب التجمع بأعداد كبيرة ، إلى جانب عدد كبير من الشخصيات العامة مثل الدكتور سعد الدين إبراهيم والشاعر أحمد فؤاد نجم والقيادي الإسلامي الدكتور كمال حبيب وعدد من القيادات الحركية. واتجهت المظاهرة إلى ميدان التحرير ، تحت اللافتات المناهضة للرئيس مبارك وعائلته والحزب الحاكم ، كما ردد المتظاهرون "باطل" لكل من مبارك والحزب الوطني والانتخابات وقانون الطوارئ. وفشلت محاولات الأمن في احتواء المظاهرة وتوجيهها إلى جانب من ميدان التحرير حيث تسلل عشرات المتظاهرين إلى شارع التحرير متوجهين إلى ميدان باب اللوق بعد أن تأكدوا من غياب التواجد الأمني. وأراد المتظاهرون التوجه إلى ميدان عابدين والاعتصام هناك مرورا بميدان العتبة ولكن القيادات الحركية في المسيرة منعتهم من ذلك خوفا من تكرار سيناريو المشادات التي حدثت في يوم الأربعاء الماضي. ولم يجد المتظاهرون بدا من استكمال المسيرة في شوارع وميادين وسط البلد الهادئة نسبيا مثل شارع البستان وشارع القصر العيني وشارع 26 يوليو. ولاقت المظاهرة تجاوبا كبيرا في المواطنين والعاديين والباعة المتجولين وأنضم إليها المئات منهم حتى وصلت أعداد المتظاهرين في شارع 26 يوليو إلى ما يقرب من 7 آلاف متظاهر . وقد قام الأمن بمحاولة تجميع بعض الشباب والبلطجية لينضموا إلى مسيرة مضادة ويحدثوا صداما بينهم وبين المتظاهرين إلا أن المتظاهرين تجاهلوا هذه المظاهرة ومضوا في مسيرتهم مما أبطل محاولة الأمن إفساد المسيرة. وفي تمام الساعة الثامنة وصلت المظاهرة إلى ميدان طلعت حرب مكان انطلاقها بعد 4 ساعات من النجاح المتواصل في شوارع القاهرة حيث وقف كمال أبو عيطة الناشط في حركة كفاية بوسط الميدان الذي امتلأ على آخره بالمتظاهرين ودعاهم إلى فض المظاهرة والانصراف بهدوء بعد أن أعلن عن مسيرة أخرى يوم الأربعاء المقبل بميدان الدقي تنظمها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين للتضامن مع المعتقلين السياسيين. من جانبه ، رفض الشاعر أحمد فؤاد نجم التعليق على انتخابات الرئاسة إلا بكلمة واحدة وهي "باطل" كما وجه نداء للشعب المصري قائلا " يلا نحب مصر بجد" ، بينما انتقدت جميلة إسماعيل زوجة الدكتور أيمن نور موقف المقاطعين للانتخابات ، قائلة "كنت أرغب في أن أرى هذا التفاعل في صناديق الانتخابات". واعتبر مجدي أحمد حسين الأمين العام لحزب العمل أن تلك الانتخابات غير شرعية منذ البداية فالمادة 76 لم يوافق عليها إلا 3% ومهازل يوم الانتخاب التي شهدت اختراع لجنة الوافدين التي تم بها تزوير أصوات الآلاف . وأوضح حسين أن المادة 76 أوجدت اللجنة العليا للانتخابات التي لا يمكن الطعن على قراراتها ، فضلا عن استبعاد 1700 قاض فلم يصبح هناك إشراف قضائي حقيقي على الانتخابات لذلك ليس أمامنا إلا الطعن في الشارع لأننا لم نسمع عن طاغية خرج من الحكم بالانتخابات لذلك فالشارع هو خيارنا الوحيد. أما جورج إسحاق المنسق العام لحركة كفاية فقد أكد على أن الانتخابات الرئاسية قد تم تزويرها فلا توجد انتخابات نتيجتها 88% أبدا كما أن هناك 77% من الشعب قد قاطع الانتخابات لعدم الثقة فيها. وبالنسبة لبرنامج كفاية بعد 7 سبتمبر ، أكد جورج إسحاق على أن هناك تغييرات سوف يتم الإعلان عنها في وقت لاحق.