عايشنا جميعاً المسرحية الإستعراضية الهزلية (جدد لى يا جدع/ ورثنى يا جدع) والتى إستمرت ما يزيد عن عام والتى بدأ الفصل الأول فيها بالحراك الذى أحدثته حركة (كفاية) وإنتهى بالإستفتاء الفضيحة على المادة (76) وبدأ الفصل الثانى عقب الإستفتاء وإنتهى بنتيجة الإنتخابات المتفق على بطلانها والمختلف على أرقامها، ونحن الآن فى إنتظار رفع الستار عن الفصل الثالث والأخير وعلى المعارضة أن تقيم آداءها فى الفصلين الأول والثانى قبل أن تشارك فى الفصل الحاسم وبين حسابات المكسب والخسارة فى الفترة السابقة أرى:- 1) الخاسر الأول هو حسنى مبارك شخصاً وأسرةً وحزباً ونظاماً فقد سار خلف مجموعة من الصبية فاقدى البصر والبصيرة أساؤا إليه من حيث أرادوا أن يسوقوه حيث كانوا فى دعايتهم لمبارك كمن ينظم حفل للإحتفال بليلة القدر تحييه راقصة . 2) الخاسر الثانى هو نعمان جمعه شخصاً وحزباً حيث بلع الطعم الذى قدم له وقبل دور (الدوبلير) فإنهدم المسرح فوق رأسه وأعتقد أن حزب الوفد الآن خارج الخدمة. 3) الخاسر الثالث هم الإخوان المسلمون حيث حكمت تصرفاتهم إنتهازية ساذجة أفقدتهم إحترامهم لدى كافة التيارات الأخرى، حيث دخلوا لعبة التحالفات دون فهم لأصول اللعبة، فالتحالفات السياسية مشروعة حتى بين الخصوم التقليدين بشرط أن تكون معلنة ومحددة المراحل والأهداف، وهذا ما لم يفهمه الإخوان، ولعل فى التحالفات الإنتخابية التى أجراها حزب الله فى الإنتخابات النيابية مثال على هذه التحالفات. 4) الرابح الأول هو د/ أيمن نور فقد أجاد اللعب وأصبح رقم لا يمكن تجاهله وورث بجدارة تراث التيار الليبرالى فى مصر بعد خروج حزب الوفد من الخدمة. 5) الرابح الثانى هى حركة (كفاية) فقد كان لها السبق فى كسر حاجز الخوف وتخطى كل الخطوط الحمراء كما أن عفوية الشعارات وشفافية الأهداف أعطاها مصداقية فى الداخل والخارج لكن ما تم خلال الفترة السابقة لا يصلح للفترة القادمة وعلى قادة (كفاية) إعادة بلورة الأهداف والوسائل. 6) الرابح الثالث هى أحزاب وتيارات المقاطعة (التجمع – الناصرى) فقد تناغم موقفها فى مقاطعة الإنتخابات مع موقفها الكاشف لعورات النظام وعليها أن تستثمر هذا الرصيد وتبنى عليه. بعد تقييم الآداء فى الفترة الماضية كما ذكرت أرى أن على القوى المعارضةالجادة التى أفرزتها التجربة النضالية الأخيرة وهى (حزب الغد – حركة كفاية – حزب التجمع – الحزب الناصرى) تحديداً أن تتصرف على أنها تعيش فترة إنتقالية وبالتالى فهى مطالبة بالآتى:- • تشكيل لجنة قيادة المعارضة المصرية برئيس دورى كل شهر ومتحدث رسمى وأقترح د/ أيمن نور كأول رئيس والأستاذ/ عبدالحليم قنديل كمتحدث رسمى. • تدعو اللجنة إلى تشكيل هيئة حكماء تضم عقلاء الأمة لوضع عقد إجتماعى جديد للأمة. • ينبثق عن الهيئة السابقة لجنة إعداد الدستور تقوم بوضع مسودة لدستور جديد خلال ثلاثة شهور. • تعرض مسودة الدستور على هيئة الحكماء لمناقشتة وإقراره. • يعرض الدستور على الشعب للإستفتاء من خلال الصحف والإنترنت للمصادقة عليه. • تتقدم المعارضة بطلب للرئيس بتشكيل حكومة محايدة لمدة ستة شهور توافق المعارضة على تشكيلها وتشارك فيها لطرح الدستور للإستفتاء عليه ثم الدعوة إلى إنتخابات رئاسية وبرلمانية. • إذا لم يوافق الرئيس تدعوا المعارضة الشعب إلى العصيان المدنى وتنزل قيادات المعارضة إلى الشارع لقيادة الجماهير وتكون على إستعداد لتقديم فاتورة الحرية.