أطلق حزب النور دعوة للقوى المدنية لفتح حوار شامل من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة وتنحية الخلافات الأيديولوجية جانبا في هذا الوقت الحرج من تاريخ البلاد. وقال الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي لحزب النور إن الحزب رحب من قبل بالحوار مع القوى الليبرالية، على أساس إيجاد ثوابت مشتركة للعمل الوطني، مؤكدا أن الفترة الحالية والمقبلة لا تحتمل مزيدا من الانشقاق والتناحر والفرقة، وهو ما سيضيع معه الأصل وهو انتزاع البلد من كبوته ومن أيدي النظام البائد. وأشار حماد إلى أن التوافق بين القوى الوطنية من شأنه أن ينهى أزمة الدستور قبل بت المحكمة الدستورية في القضية. من جانبه، قال الدكتور خالد سعيد المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية، إن اقتراح "النور" جيد، وإن الجبهة ترحب بفتح حوار مجتمعي بين كل الفصائل الوطنية ومن الجيد أن يتقدم الإسلاميون بالمبادرة وينبغي على القوى المدنية أن تستجيب لهذه المبادرة من أجل مصلحة البلد العليا. واقترح سعيد أن يتم عقد عدد من الفعاليات والورش والمؤتمرات على أن تجمع العقلاء من أبناء التيارات الوطنية ولمدة شهر يتم التوصل خلالها إلى حلول وسط والتفاهم حول القضايا الخلافية في الشارع السياسي من أجل العبور بالبلاد لبر الأمان.وأكد سعيد أن الجبهة ستكون أول المشاركين في المبادرة إن تمت. وقال الحسين عبد القادر البسيونى مسئول الاتصال السياسي لحزب الحرية والعدالة، إن الحزب يدعو لذلك منذ فترة طويلة، مشيرا إلى مبادرة الدكتور محمد سعد الكتاتني "لم الشمل" والتي تجسد محاولة فعلية لفتح حوار مجتمعي بين القوى المدنية والإسلامية بشكل سريع من أجل العبور بالبلاد إلى بر الأمان، وقطع الطريق على المتربصين بالوطنيين، ومنع عودة النظام السابق، أو بقاء البلاد في صراع سياسي لإفشال النظام الحالى، وهو ما لم يحدث، على حد تعبيره، لأن القوى الوطنية أعقل بكثير من ذلك وسيفوتون الفرصة عليهم. وأشار البسيونى إلى أن مبادرة الدكتور سعد الكتاتني "لم الشمل" تقطع الآن خطوات كبيرة نحو التوافق، فقد استجاب لها عدد كبير من القوى المدنية، وهو ما يؤكد أن الجميع يريد الاستقرار والتوافق. ووافقهم الرأى المهندس عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، مؤكدًا أن هذه المبادرة كان من المفترض أن تتم منذ فترة طويلة من أجل قطع الطريق على فلول النظام السابق للوقيعة بين القوى الوطنية، مشددًا على أنه لن تستطيع البلد أن تقوم من عثرتها والقوى الوطنية تتنازع وتتناحر فيما بينها، والحل الوحيد هو الاجتماع على مائدة حوار واحد والخروج من الأزمة الحالية.