طرح حزب "الإصلاح والنهضة" – ذي التوجه الإسلامي- مبادرة لعقد حوار بين التيارات الإسلامية والليبراليين، بعيدًا عن "الإقصاء" أو "التخوين"، من أجل الاتفاق على أجندة وطنية تراعي مصلحة البلاد وهويتها، وذلك من أجل عبور المرحلة الانتقالية، وإنهاء حالة الاستقطاب الراهنة التي تهدد مكتسبات الثورة. وأكد عصام زيدان الناطق باسم الحزب ل "المصريون" أهمية قيام حوار إسلامي - ليبرالي، دون إقصاء لأي طرف، بغية وضع أجندة ثوابت تراعي مصلحة البلاد وهويتها مع الحفاظ لكل توجه بخطابه دون إقصاء أو تخوين للآخر, مبديا استعداد حزبه رعاية هذه المبادرة التي تهدف إلى الحفاظ على مكتسبات الثورة، والاتفاق على تجاوز الخلافات التي تشكل خطرًا حقيقيًا عليها. وأضاف إن "الاستقطاب الحادث الآن لا يعبر عن رغبات شعبية، بل توجهات نخبة منعزلة عن الشعب تسعى لتحقيق مصالح حزبية ضيقة على حساب المصلحة الأم والأهم، وهي الحفاظ على المسار الصحيح لثورة 25 يناير المباركة والسعي الحثيث لتحقيق أهدافها, التي التفت حولها كافة أطياف الشعب المصري على أختلاف توجهاتها". وفي حين أعرب عن تأييده لحق كل مواطن مصري في التظاهر تعبيرًا عن رأيه بحرية تامة وبدون أي قيود ما دام هذا التظاهر سلميًا ولا يضر بالصالح العام، إلا أن زيدان حذر من خطورة التظاهرات التي يتم حشدها من قبل أي طرف من الأطراف في مواجهة طرف آخر, لأنها تؤدي إلى شحن الأجواء. واعتبر أن هذا الأمر يتنافى مع المسئولية الوطنية للقوى السياسية, التي ينبغي أن تسعى لتوافق وطني يساعد على عبور المرحلة الانتقالية بسلام وبدون تعريض البلاد لخسائر يمكن تلافيها بنشر ثقافة الحوار بدلاً من الصراع وترشيد الخطاب السياسي. وحذر المتحدث باسم حزب "الإصلاح والنهضة" من أن هذا الاستقطاب قد يؤثر سلبًا على حصاد الثورة المصرية لاسيما بعد انطلاق محاكمة رموز النظام السابق, وبعد أن استبشر الشعب خيرًا بالتوجه نحو البناء والتنمية. وكان يعلق بذلك على الجدل القائم حاد حول مليونية الجمعة 12 أغسطس, التي دعت إليها بعض الطرق الصوفية والقوى السياسية، فيما أعلنت قوى أخرى رفضها التام لها ومقاطعتها واصفةً إياها بأنها "تفتيت للوحدة الوطنية". وفي هذا الإطار أعلن الدكتور محمد سعد الكتاتني الأمين العام لحزب "الحرية والعدالة"، أن الحزب سيقاطع المليونية المقررة يوم الجمعة تحت اسم مليونية "في حب مصر المدنية"، مؤكدا أن لكل فصيل الحق في المشاركة من عدمها وفقًا لرؤيته وقناعاته. وأكد في تصريح صحفي الثلاثاء، أهمية التوافق المجتمعي بين كافة القوى والتيارات السياسية في مصر خلال الفترة الحالية، وضرورة السعي إلى وحدة الكلمة، واستمرار الضغط الشعبي من أجل تحقيق باقي مطالب الثورة المجيدة. وينضم الحزب بذلك إلى مجموعة كبيرة من القوى والأحزاب السياسية التي أعلنت عدم مشاركتها في المظاهرة التي دعا إليها الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية وبعض القوى اليسارية والليبرالية. وأعلنت "الجبهة الحرة للتغيير السلمي" اعتذارها عن المشاركة في المظاهرة المليونية لانشغالها فى حملات توعيه, وتأكيدا على قرارها السابق بتعليق التظاهرات تخفيفا عن المواطنين فى شهر رمضان الكريم. وقررت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية الثلاثاء عدم المشاركة في مليونية الجمعة القادمه ورفضت الدعوة للتظاهر في هذه الجمعة واعتبرتها دعوة "للفرقة والانقسام" في وقت تحتاج فيه البلاد الى الوحدة والاتحاد. كما نفى "ائتلاف شباب الثورة" ما ورد فى بعض وسائل الاعلام عن مشاركته فى مليونية الدولة المدنية أو "فى حب مصر"، معربا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن تحفظه على الشكل الحالى لدعوة المليونية لأنها تساهم فى تفتيت الوحدة الوطنية.