بدأ الهدوء يعود مرة أخرى إلى شوارع مدينة العريش بعد نحو أسبوع من الزحام الشديد الذي عم المدينة بعد تحرير غزة وذلك بعد عودة آلاف الفلسطينيين إلى القطاع وانتشرت قوات الأمن المركزي في ميدان البلدية، الذي يمثل قلب مدينة العريش ، تحسباً لأي طارئ ومتابعة عملية مغادرة من تبقى من الفلسطينيين للمدينة . وكان آلاف المواطنين الفلسطينيين ، قدرتهم بعض المصادر بنحو مائة ألف فلسطيني ، قد اجتازوا الحدود إلى مدينة العريش بعد ساعات قليلة من الانسحاب الإسرائيلي من القطاع فجر الاثنين الماضي وتكرر المشهد أيام الثلاثاء والأربعاء وبدرجات أقل يومي الخميس والجمعة قبل أن تتصدى قوات الأمن الفلسطينية والمصرية لعمليات التسلل ما أدى إلى جرح ستة فلسطينيين بينهم أربعةرجال أمن. وقد تسبب هؤلاء في حدوث انتعاشة تجارية لم تشهدها مدينة العريش من قبل إلا أن تلك الانتعاشة شابها العديد من السلوكيات السيئة لعدد من المواطنين الذين استغلوا إقبال ضيوف المدينة من الأشقاء الفلسطينيين على السلع والخدمات وقاموا برفع أسعارها إلى مستويات مبالغ فيها جداً وهو ما آثار استياء وغضب العديد من الفلسطينيين الذين لم يتوقعوا تلك المعاملة من جانب أهالي المدينة حيث ارتفعت أجرة المواصلات بين مدينتي رفح المصرية والعريش إلى سبعة أضعاف الأجرة العادية وذلك خلال الأيام الثلاثة الأولي من دخولهم ثم ما لبثت في الانخفاض بعد ذلك لتبلغ أربعة أضعاف الأجرة العادية كما ارتفعت أجرة المواصلات الداخلية بين أحياء العريش إلى نحو عشرين ضعفاً خلال الأيام الثلاثة وعجز المئات من الموظفين والعاملين عن الذهاب إلى أعمالهم بسبب الأزمة الحادة في المواصلات داخل مدينة العريش نتيجة للضغط الشديد على سيارات الأجرة لدرجة أن سيارات نقل البضائع قامت بالعمل كسيارات أجرة حيث نقلت مئات المصريين والفلسطينيين سواء من وإلى مدينة رفح المصرية أو بين أحياء العريش المختلفة وخاصة حي المساعيد الذي يبعد عن مدينة العريش بنحو عشرة كيلو مترات الذي حاول عدد من سكانه تحرير محاضر إثبات حالة بقسم شرطة ثالث العريش تثبت عدم تمكنهم من الذهاب إلى أشغالهم بسبب صعوبة الواصلات وهو الأمر الذي رفضه مأمور القسم حتى لا يتم إحراج القيادات التنفيذية والأمنية بشمال سيناء والتي عجزت على التعامل مع الأزمة بشكل جيد!. وتكرر مشهد اجتياح المواطنين الفلسطينين مدينة العريش في قطاع غزة مع المصريين الذين جاءوا إلى القطاع فالفلسطينيون رفعوا أجرة المواصلات من سبعة شواكل (دولار ونصف الدولار) إلى 30 شيكل للمسافر الواحد من مدينة رفح الفلسطينية إلى مدينة غزة ونقلت بعض المصادر أنه شوهد آلاف المصريين يشترون آلاف البطانيات والأدوات الزراعية وتناولوا ساندويتشات الحمص والفلافل التي يشتهر بها القطاع إلى جانب الحلويات الشامية والكنافة النابلسية الشهيرة كما اشترى المصريون التفاح الذي يبلغ سعر الكيلو جرام الواحد منه في القطاع نحو جنيهين ونصف الجنيه فيما يزيد سعره عن أربعة أضعاف هذا السعر في العريش. من جهة أخرى ، شرعت قوات مصرية كبيرة في الانتشار على الحدود وشوهد انتشار المئات من قوات حرس الحدود والأمن المركزي المدججين بالعصي قرب بوابة صلاح الدين لمنع تنقل المواطنين عبر الحدود كما انتشر المئات من قوات الأمن الوطني الفلسطيني والشرطة الخاصة على الجانب الآخر من الحدود وشرعوا في إغلاق الثغرات المنتشرة على طول الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر جنوب محافظة رفح الفلسطينية والتي كانت تستخدم لعبور المواطنين بين مدينتي رفح المصرية والفلسطينية. من جهته ، أعلن مسئول امني فلسطيني بارز انه سيتم تشغيل معبر رفح على الحدود بين قطاع غزة ومصر صبيحة غدً الأربعاء للمسافرين والقادمين الفلسطينيين وقال جمال كايد قائد قوات الأمن الوطني جنوب قطاع غزة في تصريحات صحفية انه سيتم تشغيل المعبر خلال ال 84 ساعة المقبلة بعد ما أغلقته إسرائيل في السابع من هذا الشهر ذهابا وإيابا في وجه الفلسطينيين وأشار كايد إلى انه "بعد يومين من الجهد الذي بذلناه انتشرت قوات الأمن الوطني وقوات الشرطة الفلسطينية وسيطرنا على الجدار وأنه تمت السيطرة على الشريط الحدودي بشكل تام". من جانبه، توقع مصدر أمني فلسطيني أن يتم إغلاق الحدود بشكل كامل خلال اليومين القادمين مؤكدا أنه واعتبارا من صباح أمس لم يتمكن فلسطيني من الذهاب إلى مصر كما أنه لم يتمكن مصري من المجيء إلى القطاع ولوحظ نهار أمس خلو الشوارع والأسواق في محافظة رفح من المواطنين المصريين، بعد أن كانت تغص بالمئات منهم خلال الأيام القليلة الماضية .