شهدت محافظة الشرقية تزايدًا كبيرًَا في أزمة الوقود، من البنزين والغاز، ما تسبب في اختناق شديد أمام المحطات ومستودعات الغاز، وأرجع مراقبون أن سبب ذلك يرجع لضعف الكميات الواردة لمحطات تموين الوقود البالغ عددها 155 محطة بمختلف المحافظة. وأكد مدير عام التجارة الداخلية بالشرقية أن الشرقية يورد لها 40% من حصتها اليومية منذ ظهور الأزمة، خاصة من نوع البنزين 80، وقال إن الاستهلاك اليومي يقدر ب 700 ألف لتر تقريبًا، وهناك عجز كبير في بنزين 90 و92 يصل إلى 80% من قيمة الحصة الحقيقية حيث تقدر ب 218 ألف لتر، وقد انخفضت القيمة الواردة للنصف من السولار والمقدر فعليًا ب200 ألف لتر يوميًا، ما أفقر الوقود بالمحافظة، والتي تشهد زحامًا وشجارًا بين أصحاب المحطات وأصحاب السيارات ظنًا من الأخير وجود بنزين بالمحطات ويتم إخفاؤه وبيعه بالسوق السوداء، وذلك من خلال قيام عدد من أصحاب المحطات والذين ينتمون للنظام السابق ببيع نسب كبيرة بطرق غير شرعية، وعليه فقد تفاقمت الأزمة بالمحافظة حيث وصلت إلى ذروتها وتسببت في ازدحام شديد وتكدس داخل مدن قرى المحافظة، الأمر الذي ساهم في تعطيل حركة المرور بالطرق، واستمرار المناوشات والمشادات بين المواطنين على أولوية الحصول على السولار والبنزين. كما أثرت الأزمة على المزارعين ووصل سعر ري الفدان إلى 400 جنيه، وذلك من خلال صعوبة الحصول على الحصة المطلوبة، وامتدت أيضًا تلك الأزمة لتصل إلى المخابز التي تعمل بالسولار، خاصة في القرى، وعليه فقد قام عدد كبير من أصحاب المحطات بتعليق لافتات تشير إلى عدم وجود أي مواد بترولية. كما وصل الأمر إلى إغلاق العديد من المحطات التي تتبع النظام السابق مثل محطات الصالحية الجديدة وأبو شلبي والعدوى بفاقوس، بينما هدد أصحاب السيارات الملاكي بالاعتصام وسط الطرق الرئيسية، ويقول محسن شحاتة فني بشركة النيل بالصالحية الجديدة، إن أزمة نقص السولار أثرت بشكل حاد على المواصلات وأن الموقف العمومي شهد إضرابًا مفتوحًا بين السائقين وذلك لرفع الأجرة على المواطنين. يقول محمد عمار، مزارع، من إحدى قرى المحافظة وهى قرية جهينة إن أصحاب مواتير الري قاموا برفع سعر ري الفدان إلى 400 جنيه للفدان، بعد أن كان 300 جنيه فقط، وبالتالي يؤثر ذلك على نقل السماد العضوي وحرث الأراضي وغيرها من الأمور المرتبطة بالمعدات التي يعتمد عليها الفلاح نظرًا لتوقف جميع الآلات متسائلاً: "كيف يتم ري الأراضي الزراعية؟" أم نتركها إلى الجفاف والبوار ويحدث ذلك على الرغم من تصريحات المسئولين. وأشار العديد من المزارعين إلى أنهم قدموا العديد من الشكاوى أحيانًا بإنكار ذلك تمامًا وأحيانًا بافتعال الأزمة وأحيانًا ثالثة بقرب انفراجها، وفى ظل ذلك التضارب في التصريحات ظهرت السوق السوداء والتهريب والتلاعب في الأسعار، ففي مدينة الزقازيق ما زالت أزمة البنزين مستمرة حيث تصاعدت لتشمل بنزين 90 الذي أصبح الحصول عليه أمرًا في غاية الصعوبة بعد أن كانت الأزمة تقتصر على بنزين 80 فقط، وشهدت بعض محطات الوقود طوابير طويلة لأصحاب الموتوسيكلات، وسيارات السرفيس، بعد وصول كميات من بنزين 80. أما المزارعون فشكوا من استمرار اختفاء السولار من محطات الوقود وعجزهم عن توفيره لتشغيل ماكينات الري، وكانت أزمات السولار بالشرقية، قد وصلت إلى حد السطو على محطات الوقود والاستيلاء على شاحنات محملة به. وينتظر عدد كبير من سائقي الشاحنات أمام محطات الوقود والتي تأتى في الغالب من الساعة الحادية عشرة إلى الساعة الثانية ظهرًا ما أدى إلى حدوث عدد من المشادات والمشاحنات بين السائقين على أولوية الحصول على السولار، والذي يقوم بتسيير سيارات النقل والميكروباص قبل نفاده وعلى الرغم من تأكيدات وتصريحات المسئولين بوزارتي البترول والتضامن والعدالة الاجتماعية عن قرب انفراج أزمة البنزين 80 إلا أن هذه الأزمة ما زالت مستمرة، حيث لا يزال الآلاف من أصحاب المركبات والسيارات يعانون الأمرين، في سبيل الحصول على احتياجات سياراتهم من هذه النوعية من البنزين، وذلك بسبب العجز الكبير في الكميات الموردة من شركات البترول. فيما أكد أصحاب محطات الوقود أنهم لا يستطيعون الحصول على الحصة بسهولة، وقال الحاج نصر فهمي إن النسب التي نقوم بالحصول عليها في النازل مع مراعاة شدة الضغوط من قبل المواطنين فلابد من وجود حل فوري لتلك المشكلة.