تصاعدت أزمة السولار بشكل مخيف في محافظة جنوبسيناء وسط تقاعس الحكومة في حل الأزمة، في ظل العجز الكبير في كميات السولار والبنزين الوارد لمحطات الوقود، مما أدى إلى توقف العديد من سيارات السياحة وسائقي الميكروباصات، إضافة إلى تعطل حركة السياحة في جنوبسيناء بسبب النقص الحاد في السولار الذى تشهده المحافظة خلال هذه الأيام. يقول محمد هشام مدير إحدى الشركات السياحية الكبرى بشرم الشيخ إن ما يحدث أنه تم تدمير وضرب السياحة في شرم الشيخ، مشيرا إلى تكرار مشهد توقف السيارات السياحية في محطات الوقود لساعات، فتلك كارثة ودعاية سيئة للسياحة والوضع في مصر. وأضاف أن خسائرنا كشركات نقل سياح كبيرة جدا، وثقة الشركات السياحية الأوروبية بنا اهتزت، بسبب عدم التزامنا بالرحلات السياحية مع الشركات السياحية نتيجة اختفاء السولار. وتابع أن هناك تقارير ترد من السياح للشركات السياحية الأوروبية عن شركات السياحة المصرية، وأغلب التقارير سلبية بسبب تعطل السياح فى المطار بالساعات لعدم وجود سولار لنقل السياح للفندق. وأكد أنه قام بالحديث مع محافظ جنوبسيناء عن أزمة السولار، فقال: "أنا هاعمل إيه خد رقم وزير البترول وكلمه"، وأعطانى سكرتيره رقما وهميا. وأشار إلى أنه يضطر إلى شراء السولار من محافظة السويس فى جراكن لتموين سيارة الشركة. ويتكرر مشهد انتظار عشرات سيارات النقل والسياحية أمام محطات البنزين على مستوى مدن المحافظة، وتعطلت رحلات السفر البحرية في مدينتي شرم الشيخ ودهب، وحدثت مشاحنات بين السياح والشركات المنظمة للرحلات، بالإضافة إلى استمرار توقف عدد كبير من المراكب السياحية عن الإبحار، خاصة مراكب سياحة الغوص والأنشطة البحرية. ورفعت بعض محطات البنزين شعار "خارج الخدمة"، فيما اكتفت بعض المحطات، بتمويل السيارات ب20 لتر بنزين فقط، حتى تستطيع الكميات الواردة أن تكفى جميع المواطنين. من ناحية أخري، تشهد مدن رأس سدر وأبوزنيمة وأبورديس حالة من الغليان والاستياء نتيجة أزمة الوقود المستمرة في الوقت الذي لم تقم فيه وزارة البترول بتقديم أى حلول حتى هذه اللحظة، نظرا للارتباك الحادث بسبب البطء فى تأمين سيارات نقل المواد البترولية. وفي مدينة دهب، تكدست مئات السيارات أمام المحطات التي رفع أغلبها لافتات تفيد بعدم وجود سولار، وشهدت الشوارع الرئيسية شللاً مرورياً، ولجأ سائقو الأجرة بمناطق العصلة إلي تموين سياراتهم. فيما فشل محافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة وجميع المسئولين في حل الأزمة، وازدادت طوابير السيارات أمام محطات الوقود. وفى رأس سدر، نشبت مشادات عنيفة للحصول علي السولار بمحطة رأس سدر بين السائقين والعاملين بالمحطات، وامتدت الطوابير مسافة 200 متر. كما امتدت طوابير السيارات أمام المحطات في طور سيناء، واشتكي الصيادون وأصحاب سيارات الأجرة والنقل من نقص السولار في بداية موسم صيد الأسماك، مما اضطرهم للشراء من السوق السوداء بسعر 30 جنيهاً للصفيحة. وصرح ثروت عفيفي مدير عام التموين بجنوبسيناء بأنه تم ضبط 4 آلاف لتر سولار أثناء تهريبهم لمحافظة مجاورة. وأضاف أنه تم الضبط بالتعاون بين التموين وقسم شرطة رأس سدر ضبطت 8 سيارات محملة بنحو 4 آلاف لتر سولار في إحدى المدقات الجبلية.