كما أوضحت بالأمس هناك خمسة شروط متوفرة في العرب تجعل إخضاعهم وإذلالهم أسهل بكثير على قوى الغرب من التعامل مع الحالة الإيرانية. والشروط التي تعمل العقول الشيطانية في الولاياتالمتحدة وإسرائيل على توفيرها في إيران هي : القابلية للاستدراج إلى فخاخ منصوبة بإحكام الحمق الذي يوفر للأعداء أسلحة هم في أمس الحاجة إليها الضعف الذاتي الذي يغري العدو بالضرب الشعبية المتدنية للنظام الحاكم وأخيرا الذريعة التي يمكن إختلاقها عن طريق حملات إعلامية بارعة في الكذب والاحتيال. هذه الشروط الخمسة غير متوفرة حاليا في الإيرانيين وهو مايدفع العقول الشيطانية في مراكز المخابرات "مستودعات الفكر" الصهيونية Think Tanks أن تبدع مصائد وفخاخ يصعب على الإيرانيين رؤيتها وإختلاق أحداث تشتت إنتباه القيادة الإيرانية حتى يمكن إستدراجها إلى ما ينصب لها . أما شرط الحمق فهو يتطلب مضاعفة الإستفزازات والحملات النفسية على إيران على أمل أن تدفعها هذه الضغوط إلى إرتكاب فعل يتسم بالتهور والحمق يمكن إتخاذه ذريعة لحشد جيوش أوربا وراء أميركا وإسرائيل. ومن أمثلة الاستفزازت مشروع قانون طرحه أعضاء في الكونجرس منذ ثلاثة شهور يبطل "إتفاق الجزائر" بين إيرانوالولاياتالمتحدة عام 1981 والذي على أساسه تم الإفراج عن الرهائن. ويسمح القانون المقترح بمحاكمة المتورطين في عملية إقتحام السفارة الأمريكية وإحتجاز الرهائن عام 1979أمام القضاء الأمريكي ? كما يتهم إيران بتمويل الإرهاب . وفي يوليو الماضي أيضا توترت الأجواء التي رافقت زيارة رئيس وزراء العراق إبراهيم الجعفري إلى إيران بسبب الطلب الذي تقدم به لإعادة النظر في اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين ? وهي المسألة التي يتيقن الإيرانيون بأن أميركا تقف وراءها ? خاصة بعد إعلان أعضاء في الكونجرس تأييدهم للطلب العراقي. ولأن إيران ليست ضعيفة طبقا للشرط الثالث إلى درجة تجعلها "Doable" ? فإن قرارا من مجلس الأمن بفرض عقوبات موجعة عليها ? وينص على تفكيك منشآتها العسكرية وتدمير صواريخها طويلة ومتوسطة المدى .. قرارا كهذا يصبح ضرورة (وجون بولتون موجود لهذا الغرض بالذات) . يبقى شرط الذريعة ? أو العمل الإرهابي الذي يمكن تلبيسه لإيران ? وهذه مسألة لن تحير الجهة (أوالجهات) المسئولة عن تسميم عرفات وتفجيرات لبنان المتواصلة ? ومخابرات نجروبونتي ستكون جاهزة دائما بالمعلومات المناسبة. وفي إطار الإعداد للحرب يقول رويل مارك جريخت العميل السابق في وكالة المخابرات المركزية وأحد "خبراء إيران" في معهد الأمريكان إنتربرايز، الذي يُعد أحد أهم المطابخ الشيطانية لعصابة المحافظين الجدد (الجارديان 18/1) : " لقد بدأت الإدارة الآن ونحن معها في التركيز بقوة على إيران ? وحلقات النقاش لاتتوقف. هذه الحوارات الرائعة سنخلص منها إلى توصيات هامة خلال شهور قليلة." وإذا كان هذا يحدث في "الأميركان إنتربرايز" ? فالمؤكد أن طبخات مثيلة يجري الإعداد لها الآن بهدوء في "مشروع القرن الأمريكي الجديد" وغيره من "مستودعات الفكر" اليمينية الصهيونية. وكما جاء في الجارديان أيضا فإن المحافظين الجدد أحضروا "جميع الخبراء في إدارة ريجان الذين تعاملوا مع الحرب العراقية الإيرانية وفضيحة إيران كونترا ? وجرى تشكيل مطبخ سياسي خارج الحكومة تحت إشراف دوجلاس فيث مساعد وزير الدفاع لإنتاج أوراق فكرية عن إيران." وكان دوجلاس فيث قد أعد لغزو العراق بنفس الأسلوب : إستقدام "خبراء" لهم توجه فكري واحد ? مؤيد لأجندة المحافظين الجدد ? لمساعدة البنتاجون على مواجهة المعارضين للحرب في الخارجية والمخابرات المركزية. [email protected]