سمعة الناس حولها ساتر، ويجب أن يكون قبلها دستور, والدستور تتم صياغته, ومن الصياغة ما قتل, والقتل ليس بإزهاق الأرواح فقط, بل إن الفتنة أشد من القتل, والفتنة ليست التعذيب فحسب, بل من الفتنة تعذيب معنوى أكثر إيلاما, وأتذكر كيف كان بعض الصحفيين يدورون فى طرقات الوزارات ولا يزالون, فيقبضون ليشتموا الخصوم, لا مانع من الافتراء بأى صورة, وخذ تلك القصة القصيرة لعل بها تتضح الصورة. "فى ماسبيرو, قامت دولة النساء, وكانت سيدة قوية جدا, قيل: إن لها نفوذا وتأثيرا, ومخيفة لمنافسيها.. وأضف إلى ذلك ما شئت من صفات سيئة فى مجال العلاقات الوظيفية.. لكن كل هذا فى جانب, وسمعتها وشرفها فى جانب آخر, والله أعلم بعبيده.. والمهم أصيب حاسبها الشخصى بفيروس, فأعطته موظفا تثق به لإصلاحه, ثم كانت المفاجأة أو قلة الأدب أو السفالة, فقد فجعتنا صحيفة أسبوعية, بصفحة كاملة عن السيدة, وصور لها تدخن الشيشة, داخل غرفة نوم, مرتدية ما يكون لغرف النوم. الصور تملأ الجريدة لعددين, والصور تملأ المبنى, وعلى هواتف الموظفين, تم إيقاف السيدة, تم تدميرها بالكامل, وصلت القصة لزوجها وهو عالم مرموق بالخارج, فطلقها, وصلت الفضيحة المحبوكة لخطيب ابنتها المحجبة, فسخ الخطبة.. تم وأد الأسرة, تم رجم الجميع..السيدة والابنة والزوج والابن الشاب.. قابلتها ثم قابلت الصحفى صاحب الخبر, وهو يتباهى بخبطته الجهنمية, تأكد لى أن الصور خاصة فى شقتها بالساحل, والصور كانت على جهاز الكمبيوتر, وأن الصحفى تلقى هاتفا محمولا حديثا كهدية, ولا أقول رشوة, فالرشوة شىء مؤدب بالنسبة لوصف تلك الهدية, وأن قيادتين بالمبنى -رجلا وامرأة - وراء الحادث. السيدة تعيش الآن كالموتى, وأنا أشهد أنى لم ألحظ عليها ولم أسمع من أحد أنه رأى علاقة محرمة لها مع أحد. انتهت القصة, ولم تنته الأصوات المطالبة بإلغاء حبس الصحفيين, وهل على رأس الصحفيين والإعلاميين – وأنا منهم - ريشة؟ وما الأمارة على المطالبة بالحصانة, من يخطئ يُحاسب, ومن يُسىء يتم تأديبه وإلا, فمَنْ أمِنَ العقوبةَ, أساء الأدب. لو هى بلد قانون, فالقانون فوق الرءوس, وفوق الجميع, فوق الصحفى والنائب والمستشار والضابط والفنان.. وكما قلت لمعاليك: قتل السمعة أحيانا يصبح أقسى من قتل النفس, وأحق بالعقوبة, ومن حكمة الحكم أن الله قد حكم, بعقوبة الذين يقذفون المحصنات, فما بالك بالذين يقذفون صاحبات الحصانة من أمهات المؤمنين رضوان الإله عليهن؟. هذا حدث فى صحفنا بالفعل.. فقل هى فوضى صفراء, ولا تقل صحافة صفراء. [email protected]