النصر يُلغي معسكره في النمسا بسبب ظروف طارئة ويبحث عن بديل    نادية مصطفى لفيتو: احنا مش متطرفين ومصطفى كامل بيخاف على البلد (فيديو)    «زي النهارده» فى ‌‌30‌‌ يوليو ‌‌2011.. وفاة أول وزيرة مصرية    رغم إعلان حل الأزمة، استمرار انقطاع الكهرباء عن بعض مدن الجيزة لليوم الخامس على التوالي    ترامب يحذر من تسونامي في هاواي وألاسكا ويدعو الأمريكيين إلى الحيطة    وزير الخارجية يلتقي السيناتور ليندسى جراهام بمجلس الشيوخ الأمريكي    الاتحاد الإفريقي يصدم "الدعم السريع" بعد تشكيل حكومة موازية بالسودان ويوجه رسالة للمجتمع الدولي    فتح باب التقدم لاختبارات الدبلومات والمعاهد الفنية لدخول كلية الحقوق والرابط الرسمي    ثروت سويلم: لن يتكرر إلغاء الهبوط في الدوري المصري.. وخصم 6 نقاط فوري للمنسحبين    انهيار جزئي لعقار مكون من 7 طوابق في الدقي    من "ترند" الألبومات إلى "ترند" التكت، أسعار تذاكر حفل عمرو دياب بالعلمين مقارنة بتامر حسني    طريقة عمل الأرز باللبن، تحلية سريعة التحضير ولذيذة    البنك العربى الإفريقى يقود إصدار سندات توريق ب 4.7 مليار جنيه ل«تساهيل»    جدول مباريات بيراميدز في الدوري المصري الممتاز الموسم الجديد 2025-2026    "البترول" تتلقى إخطارًا باندلاع حريق في غرفة ماكينات مركب الحاويات PUMBA    عبداللطيف حجازي يكتب: الرهان المزدوج.. اتجاهات أردوغان لهندسة المشهد التركي عبر الأكراد والمعارضة    حظك اليوم الأربعاء 30 يوليو وتوقعات الأبراج    السيد أمين شلبي يقدم «كبسولة فكرية» في الأدب والسياسة    ليلى علوي تسترجع ذكريات «حب البنات» بصور من الكواليس: «كل الحب»    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين الحكومي والخاص    ترفع الرغبة الجنسية وتعزز المناعة.. 8 أطعمة ترفع هرمون الذكورة بشكل طبيعي    لا تتبع الوزارة.. البترول: السيطرة على حريق سفينة حاويات قرب منصة جنوب شرق الحمد    وزير الثقافة: جوائز الدولة هذا العام ضمت نخبة عظيمة.. ونقدم برنامجا متكاملا بمهرجان العلمين    4 أرغفة ب دينار.. تسعيرة الخبز الجديدة تغضب أصحاب المخابز في ليبيا    تنسيق الثانوية 2025.. ماذا تعرف عن دراسة "الأوتوترونكس" بجامعة حلوان التكنولوجية؟    تنسيق الجامعات 2025| كل ما تريد معرفته عن بكالوريوس إدارة وتشغيل الفنادق "ماريوت"    إبراهيم ربيع: «مرتزقة الإخوان» يفبركون الفيديوهات لنشر الفوضى    الجنايني يكشف سبب تعثر بيع زيزو لنيوم السعودي    وفاة طالب أثناء أداء امتحانات الدور الثاني بكلية التجارة بجامعة الفيوم    القانون يحدد شروط لوضع الإعلانات.. تعرف عليها    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    الدقيقة بتفرق في إنقاذ حياة .. أعراض السكتة الدماغية    تنسيق الجامعات 2025 .. تفاصيل برامج كلية التجارة جامعة عين شمس (مصروفات)    يسمح ب«تقسيط المصروفات».. حكاية معهد السياحة والفنادق بعد قضية تزوير رمضان صبحي    إخماد حريق في محول كهرباء في «أبو النمرس» بالجيزة    منافسة غنائية مثيرة في استاد الإسكندرية بين ريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقى العربية.. صور    إنجاز غير مسبوق.. إجراء 52 عملية جراحية في يوم واحد بمستشفى نجع حمادي    رئيس مدينة الحسنة يعقد اجتماعا تنسيقيا تمهيدا للاستعداد لانتخابات الشيوخ 2025    أحمد فؤاد سليم: عشت مواجهة الخطر في الاستنزاف وأكتوبر.. وفخور بتجربتي ب "المستقبل المشرق"    رسميًا.. جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد تصريحات وزارة المالية (تفاصيل)    عاجل- ترمب: زوجتي ميلانيا شاهدت الصور المروعة من غزة والوضع هناك قاس ويجب إدخال المساعدات    ناشط فلسطيني: دور مصر مشرف وإسرائيل تتحمل انتشار المجاعة في غزة.. فيديو    أسامة نبيه يضم 33 لاعبا فى معسكر منتخب الشباب تحت 20 سنة    مصرع عامل اختل توازنه وسقط من أعلى سطح المنزل في شبين القناطر    عمرو الجناينى: تفاجأت باعتزال شيكابالا.. ولم أتفاوض مع أحمد عبد القادر    «الجو هيقلب» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : أمطار وانخفاض «مفاجئ»    جدول امتحانات الثانوية العامة دور ثاني 2025 (اعرف التفاصيل)    ترامب: الهند ستواجه تعريفة جمركية تتراوح بين 20% و25% على الأرجح    عيار 21 الآن يسجل رقمًا جديدًا.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 30 يوليو بعد الانخفاض بالصاغة    محمد السادس: المغرب مستعد لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر    سبب غياب كريم فؤاد عن ودية الأهلي وإنبي وموعد عودته    الجنايني عن شروط عبدالله السعيد للتجديد مع الزمالك: "سيب اللي يفتي يفتي"    معلقة داخل الشقة.. جثة لمسن مشنوق تثير الذعر بين الجيران ببورسعيد    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟.. واعظة تجيب    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
الجديد في قصص يوسف ادريس في ماجستير لمجدي العفيفي
نشر في الأخبار يوم 07 - 07 - 2010

شعرت بالفخر والسعادة لان ابني البكري في الصحافة حصل علي
ماجستير بتقدير ممتاز عن البناء الفني لقصص يوسف ادريس

السبت:
كانت أمسية امتزج فيها احساس السعادة.. بالفخر
فقد كان ابني في الصحافة وزميلي العزيز الكاتب الصحفي المرموق مجدي العفيفي يجلس علي يمين القاعة رقم 71 بكلية الاداب بجامعة القاهرة مرتديا الروب الجامعي.. وكانت امامه علي المنضدة الصغيرة رسالة الماجستير التي سوف يناقشها وبجانبها باقة ورد.. وكان يتصدر القاعة اعضاء لجنة مناقشة الرسالة التي اختار لها موضوع: »البناء الفني في القصة عند يوسف ادريس«.. وكانت اللجنة مكونة من الاساتذة الكبار الدكتور احمد شمس الدين الحجاجي مشرفا.. وعضوية كل من الدكتور سليمان العطار والدكتور مدحت الجيار..وثلاثتهم من أهم الاساتذة الجامعيين المتخصصين في اللغة العربية وادابها.. وكنت جالسة في المدرج الذي ازدحم بأصدقاء مجدي العفيفي من الكتاب والروائيين والصحفيين الذين حرصوا علي الحضور للاستماع الي هذه الدراسة التي تفتح عوالم جديدة في ادب يوسف ادريس.. وكان احساسي بالسعادة الممتزجة بالفخر سببه ان صاحب الرسالة التي وصفها الاساتذة الاجلاء اعضاء لجنة المناقشة بانها ممتازة وتصلح رسالة للدكتوراه وليس فقط للماجستير هو مجدي ابني البكري في الصحافة فقد بدأ مجدي العفيفي عمله الصحفي في دار أخبار اليوم عام »6791« وانضم وهو مازال طالبا في الجامعة الي فريق العمل بصفحة أخبار الادب التي كنت اشرف عليها والتي كان يحررها مجموعة صغيرة العدد من المحررين لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة.. وكان واضحا منذ بدأ مجدي عمله الصحفي انه يملك الموهبة والحس الصحفي والقدرة علي اصطياد الخبر والموضوع والخبطة الصحفية.. فقد كان شدد الحرص علي ان يحتل الموضوع الذي يقدمه اسبوعيا مكان الصدارة في الصفحة.. وان يحقق في فترات متقاربة خبطات صحفية تثير الجدل والمناقشة في الوسط الادبي.. واستطاع وهو شاب صغير في العشرين ان يكون صديقا لعمالقة الادب الذين يندر ان يجود الزمان بمثلهم.. توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف ادريس واحسان عبدالقدوس وزكي نجيب محمود ويحيي حقي ورشاد رشدي ويوسف السباعي ومصطفي محمود وعبدالقادر القط ومحمود امين العالم وحسين فوري.. وغيرهم من ادباء مصر ونقادها وفلاسفتها.. وكما كان صديقا شخصيا لكل هؤلاء الكبار.. كان علي علاقة وثيقة بشباب الادباء.. وكانت معظم تحقيقاته تصلح ضربات صحفية رائعة فقد كانت هذه الفترة من تاريخ صفحة أخبار الادب بالأخبار من اخصب الفترات التي تحققت فيها انتصارات صحفية ادبية مدهشة.. يكفي ان اذكر المعركة التي اثارتها الصفحة بين شيخ كتاب مصر توفيق الحكيم والدكتور رشاد رشدي.. وكان ذلك قبل ان يفوز كاتبنا العالمي نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الادب.. فقد اعلن الدكتور رشاد رشدي في صفحة اخبار الادب انه لا يوجد اديب مصري او عربي يستحق جائزة نوبل لان الادب العربي شديد المحلية.. وقد اغضب هذا الرأي استاذنا توفيق الحكيم الذي كان يري انه يستحق جائزة نوبل.. فكان ان رد علي الدكتور رشاد رشدي بمقال نشره في جريدة الاهرام تحت عنوان »أسخف مقال«.. وفي هذا المقال حاول الكاتب الكبير بذكاء شديد ومن خلال استعراض اعماله ان يثبت ان الادب المصري يستحق جائزة نوبل وكان يقصد بالطبع ادب توفيق الحكيم.. وقد توالت ردود فعل هذه المعركة في الوسط الادبي.. وانقسم كُتاب مصر ونقادها الكبار إلي فريقين.. فريق يتفق مع توفيق الحكيم.. وفريق يأخذ بوجهة نظر الدكتور رشاد رشدي.. وكانت هناك معركة اخري تفجرت بين الدكتور رشاد الذي كان وقتها مديرا لاكاديمية الفنون وتوفيق الحكيم الذي هاجم فكرة اهداء الاكاديمية ورئيسها للدكتوراهات الفخرية إلي عدد من شيوخ الادب والفن ومن بينهم توفيق الحكيم نفسه والموسيقار محمد عبدالوهاب.. فقد رأي توفيق الحكيم ان مستوي الحاصلين علي الدكتوراه الفخرية يهبط عاما بعد عام.. وان المعيار في الحصول علي هذه الدكتوراه الفخرية اصبح هو الشيخوخة وكبر السن لا الاستحقاق.. وهكذا في كل اسبوع كانت أخبار الأدب تثير قضية ادبية شديدة السخونة تستمر توابعها اسابيع حتي نفجر قضية جديدة مثل خبطة احسان عبدالقدوس عندما اعلن وسط ذهول الوسط الادبي عن رفض ترشيح نفسه لجائزة الدولة التقديرية في الآداب وكانت وقتها هي اعلي جائزة تقدمها وزارة الثقافة وكان احسان مرشحا لها في ذلك العام.. وعرض احسان عبدالقدوس مبرراته لرفض الجائزة.. وكانت المرة الاولي التي يثير فيها احد كبار الادباء اعتراضاته علي اسلوب اختيار الفائزين لهذه الجائزة.. وهي اعتراضات مازال البعض يرددها حتي اليوم.
وقد كانت الصفحة الادبية في الفترة التي اشرفت فيها عليها ابتداء من عام 6791 وحتي عام 4891 عندما تم اختياري رئيسة لتحرير مجلة الكواكب بدار الهلال هي الفرصة التي برزت فيها مواهب مجدي العفيفي بحيث تلقي في نفس الوقت الذي قدر لي فيه ان اترك الاشراف علي الصفحة عرضا للعمل في صحافة سلطنة عمان.. وهناك تزايدت فرص الصحفي المصري الشاب في التألق وتكشفت قدراته فصار مديرا لعدد من اهم الجرائد والمجلات العمانية والخليجية ومديرا لمكاتب هذه المجلات بل ومديرا لمكتب مجلة نوريز الامريكية الاقتصادية ومستشارا اعلاميا لمؤسسات الانتاج الاعلامي ولبعض القنوات الفضائية وخبيرا اعلاميا في مكاتب بعض الوزراء العمانيين ومؤلفا لاثني عشر كتابا في الفكر والثقافة والحياة وكاتبا لبعض الاعمال التليفزيونية الوثائقية.. واخيرا وبعد رحلة طويلة اثبت فيها وجوده علي المستوي الاعلامي اختير مستشارا صحفيا في مكتب جلالة السلطان قابوس للشئون الاعلامية منذ عام 5002 وعمل في نفس الوقت مديرا لمكتب اخبار اليوم في عمان.. ووسط كل هذه المشاغل انتهي من كتابة رسالته للماجستير عن البناء الفني في القصة القصيرة عند يوسف ادريس.
ولكن ما هو الجديد في رسالة ماجستير مجدي العفيفي عن البناء الفني في قصص يوسف ادريس ليستحق صاحبها تقدير الامتياز والاشادة من اساتذة اللجنة الذين استمرت مناقشتهم لها ثلاث ساعات متصلة؟
خلصت الرسالة إلي »ان يوسف ادريس اتخذ من فن القصة القصيرة شكلا ادبيا مناسبا لتحقيق رسالته فالقصة عنده وسيلة من وسائل ايصال الحقائق والمعرفة المؤصلة والموثقة في اتصالها وتشابكها بالحقائق الكونية وأنه لذلك وهب لها عمره واثبتت الرسالة مدي نجاح اعمال يوسف ادريس في خلق شكل مصري للقصة القصيرة ساهم به في تجذير الهوية الابداعية وهذا التأصيل يعد من أكبر انجازات يوسف ادريس وابناء جيله.. واثبتت الرسالة ان يوسف ادريس استطاع من خلال فنه القصصي ان يكسر القشور الصلدة لكثير من المحرمات والممنوعات والمحظورات في النفس والمجتمع والضمير باستنطاق المسكوت عنه في الدين والسياسة والاخلاق والمجتمع وانتزاع الاقنعة وتجريد العقل من الاوهام وتمييز الخيوط الدقيقة بين المعقول واللامعقول ومواجهة المشكلات النوعية بالتعمق فيها وطرحها للجدل واختراق الافق المسدود بفتح الطريق للحوار حول كل شيء وهو في كل ذلك يبحث عن شكل قصصي مميز يلتحم فيه العنصر البنائي بالبعد الوظيفي وصولا إلي قصة مصرية جدا.. وذلك هدف كبير جاهد طويلا في سبيل تحقيقه.. وقد تحقق بمهارة وجدارة.
ولعل من اهم ما جاء في رسالة ماجستير مجدي العفيفي انه كشف احقاد الدارسين الاسرائيليين والاجانب لأدب يوسف ادريس مثل الصهيوني ساسون سومينج والهولندي كوبر شويك.. كما ابرز اعترافات النقاد العرب من اليساريين الذين ظلموا يوسف ادريس واكتشفوا ظلمهم له بعد مماته مثل محمود امين العالم وغالي شكري وقامت الدراسة بالرد علي الذين هاجموا يوسف ادريس وكشف مواقفهم الشخصية منه.. واخيرا كشفت هذه الدراسة ان انجاز يوسف ادريس القصصي يمثل حلقة جوهرية من حلقات تطور فن القصة القصيرة كفن معقد ومتشابك وان تاريخ القصة القصيرة في مصر والعالم العربي يتوقف عند انجاز يوسف ادريس باعتباره معلما بارزا ومؤثرا في مسيرة هذا النوع الادبي المراوغ وانه استطاع بجدارة ومهارة ان يحافظ علي شكل القصة القصيرة من الذوبان والتلاشي وان اعمال يوسف ادريس القصصية تجدد نفسها مع كل قراءة كاشفة من خلال الرؤية الشمولية التي تنتظم مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية والانسانية داخل انساق فنية وتشكيلات جمالية.
وقد انتهت المناقشة النهاية السعيدة المتوقعة.. عندما وقف الدكتور الحجاجي واعلن حصول الباحث علي درجة الماجستير بامتياز وكانت هذه نهاية امسية شعرت فيها بالسعادة والفخر.
دفاع عن الكلاب والقطط المفتري عليها!
الاربعاء:
حتي الحيوانات الاليفة في بلدنا تجد من يحقد عليها ويكرهها ويطالب بابادتها ويؤلب الناس عليها ويقول بأن المصريين ينفقون علي الكلاب والقطط في العام الواحد اربعة مليارات جنيه!!!!
وقد ازعجني كثيرا أن الذي كتب التحقيق الذي يهاجم الحيوانات الاليفة بكل قسوة ويهاجم ايضا بعض الجمعيات التي ترفق بالحيوانات في مصر وتعالجها.. واحد من الكتاب الذين لهم تاريخهم واحترامهم.. وان النشر جاء في صفحة كاملة من جريدة الاهرام شديدة الاحترام.
ولو ان الكاتب ذكر في تحقيقه الذي نشره تحت عنوان »انه عالم كلاب وقطط« ان المصريين ينفقون علي الكلاب والقطط اربعة ملايين جنيه او حتي عشرة او مائة مليون لكان من السهل تصديق الرقم.. اما اربعة مليارات مرة واحدة فهو امر بعيد عن التصديق .سية.. وعلي طعامها المستورد؟!
وقد كان من الممكن اعتبار هذا التحقيق الصحفي من باب الدعابة او الفكاهة لولا ان كاتبه صحفي كبير ولولا ان التحقيق اتخذ طابعا دمويا عندما طالب فقراء بلدنا الذين وصفهم بالمطحونين الشقيانين ان يقوموا بحملة في كل القري والنجوع بالهراوات والطوب وسم الفئران لابادة صنف القطط والكلاب من علي وجه الارض!
ويا سيدي الكاتب .. كيف طاوعك قلبك علي الدعوة لقتل حيوانات مسالمة ليس لها ذنب سوي تصورك ان هناك قططا وكلابا في مصر ينفق عليها اربعة مليارات من الجنيهات؟ وحتي لو أن هذا صحيح وهو مستحيل فما ذنب قطط وكلاب القري والنجوع التي لا تقل بؤسا عن سكانها.. وما الذي سوف يستفيده أهل القري والنجوع من قتل حيوانات هي اصدقاء للفلاحين وتساعدهم في حياتهم.. القطط تساعد في القضاء علي الفئران.. والكلاب تساعد في الحراسة والدفاع حتي الموت عن اصحابها.. فالله ولكن للأسف فإن الدعوة إلي قتل وتعذيب الحيوانات الاليفة هي ثقافة مجتمعنا.. لا يختلف في ذلك الكاتب المثقف.. أو المحافظ الذي يأمر بقتل الكلاب والقطط في الشوارع بالرصاص او بالسم الزعاف.. او اطفال المدارس الذين تحرضهم »الأبلة« المحجبة علي ضرب وتعذيب وقتل الكلاب بأبشع الطرق لانها »نجسة« وهو ما اساء الي سمعة مصر في الخارج وللعلم فإنني لست عضوا من اي جمعية من جمعيات الرفق بالحيوان.. وانما انا ارفق بالحيوان كما تدعوني لذلك انسانيتي وديني.. ولانني من اصدقاء الحيوان فانني علي صلة ببعض جمعيات الرفق بالحيوان في مصر من اهمها جمعية اصدقاء الحيوان التي يرأس مجلس ادارتها المحامي الكبير احمد الشربيني..ومقر هذه الجمعية في شبرامنت حيث يوجد ملجأ للحيوانات المريضة او المصابة بكل انواعها.. فنشاط الجمعية لا يقتصر علي الحيوانات الاليفة وانما ايضا علي حيوانات الجر والمواشي وقد شهدت لهذه الجمعية اكثر من مؤتمر دولي حضره بجانب نشطاء الحيوان في العالم فضيلة شيخ الجامع الازهر السابق الدكتور المرحوم محمد سيد طنطاوي الذي القي في المؤتمر محاضرة عن الرفق بالحيوان في الاسلام وحضرتها سمو الاميرة عالية شقيقة الملك حسين التي تعتبر من أشد اعضاء الرفق بالحيوانات.. وفي هذه المؤتمرات تناقش قضايا تهم الانسان.. مثل الامراض التي تنتقل من الحيوان الي الانسان.. ومثل افضل وسائل نقل حيوانات الذبح من بلادها البعيدة مثل استراليا الي مصر وعشرات القضايا التي تهم الثروة الحيوانية في بلادنا التي ارتفعت فيها اسعار اللحوم ارتفاعا جنونيا لاسباب لها علاقة بسوء تربية المواشي وسوء معاملة الحيوان مثل هذه الجمعيات من بينها ايضا جمعية ترأسها السيدة امينة اباظة كريمة الكاتب الراحل الكبير ثروت اباظة وجمعية ترأسها الاعلامية المعروفة مني خليل.. والعديد من الجمعيات الاخري المحترمة التي هي في خدمة المجتمع وهي جمعيات لا علاقة بها بفنادق السبع نجوم او بعمليات تسريح شعر الكلاب وطلاء اظافر القطط.. وانما هي جمعيات تحاول الرفق بالحيوانات بجميع انواعها.. وعلاج الحيوانات المعذبة في مصر من اجل صالح مصر وصالح البشر في مصر.. ثم ان الحيوانات سوف يحاسب الله البشر علي القسوة عليها.. يوم الحساب فمن الاحاديث النبوية الشريفة ان امرأة دخلت النار في قطة عذبتهاوحبستها حتي ماتت جوعا.. وان رجلا غفر الله له لانه سقي كلبا يلهث من العطش.. فالرحمة بالحيوان شريك الانسان علي الارض هي من جوهر الديانتين الاسلامية والمسيحية. عالم القطط والكلاب في مصر هو عالم بائس.. لان ثقافة عدم احترام الحيوان هي السائدة للأسف.. والمفروض علي كتابنا خاصة الكبار ان يكرسوا اقلامهم للدعوة للرفق بالحيوانات.. شركائنا في الارض.
ويا عزيزي الكاتب الكبير عزت السعدني.. انتظر منك مقالا او تحقيقا صحفيا من تحقيقاتك الممتعة يدعو هذه المرة الي الرفق بالحيوان بحيث يمكن اعتباره اعتذارا لقطط وكلاب مصر المسكينة.
وداعا.. حبيبتنا سناء فتح الله
من الذي لم يحزن علي رحيل سناء فتح الله؟
عندما سمعت بالخبر.. رفضت في البداية ان اصدق مثلما يحدث عندما نسمع عن رحيل واحد من الاعزاء.. مع انني كنت اعلم انها مريضة.. وأنها لم تكتب يومياتها الاخيرة.. وقد كنت دائما علي موعد مع يوميات سناء فتح الله.. وعلي موعد معها في الساعة التاسعة.. فقد كنت اكره ان يفوتني ذلك التدفق والصدق والاستقامة وحب الفن والناس والوطن والقضية الذي كان يتردد بين سطور كتاباتها.. ومع ان البعض منا قد فقد الحماسة لكثير من القضايا التي كنا نشتعل لها حماسا في شبابنا.. الا ان سناء فتح الله ظلت حتي النفس الاخير شديدة الحماسة لكل ما هو عادل وحق وصادق وجميل ونبيل في الحياة.. لم يعرف قلمها الرياء او النفاق او الخداع او المواءمات.. كانت كتاباتها ناصعة البياض مثل سريرتها.. كانت تكتب عن قضايا الوطن وفلسطين فأشعر بأنها تضع نبضات قلبها علي سن قلمها.... وكانت تكتب عن المسرح الذي عشقته وكرست له حياتها فأشم رائحة عشقها لهذا الفن العظيم.. وكان آخر ما قرأته لها هو رثاؤها للناقد الذي رحل وحيدا دون ان تمتد اليه يد او يرافق جثمانه احد فاروق عبدالقادر.
والحمد لله ان العزيزة سناء لم تعرف الوحدة في ساعاتها العصيبة.. وبارك الله في ابنها الشاعر الرقيق محمد بهجت الذي لم يتركها هو وزوجته الفاضلة لحظة.. وعزاء لرفيق رحلتها في الحياة وشريك عمرها الصديق الكاتب الكبير احمد بهجت ولعل عزائي في سناء هو الذكري.. فسوف احتفظ لها دائما بصورتها الجميلة عندما رأيتها لاول مرة تنطلق مثل الغزال في طرقات اخبار اليوم وهي مازالت تحت العشرين.. بوجهها المضيء وشعرها الفاحم السواد.. وغمازتيها اللتين تزينان خديها كلما ابتسمت.. وعينيها السوداوين اللتين كانتا تشعان بالذكاء وشقاوة الاطفال.. اعوام طويلة مضت علي هذا التاريخ ولكن صورة سناء في خيالي ظلت كما هي.. لم تتأثر بمرور السنين.. ولم تنهزم امام احداث الزمن وعنفوان المرض.. ويكفي ان ظلت لكلماتها دائما نفس حرارة وحيوية بنت العشرين.
ووداعا يا حبيبتنا سناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.