«البيئة» تعلن استكمال فعاليات المرحلة الثانية من مسابقة «صحتنا من صحة كوكبنا»    الأسهم الأوروبية تختتم أسبوعاً سلبياً رغم صعودها في تعاملات الجمعة    مدير المشروعات بمبادرة «ابدأ»: يجب تغيير الصورة الذهنية عن التعليم الفني بمصر    فورين بوليسي: إسرائيل فشلت في استعادة الردع وهزيمة حماس بعيدة المنال    مقتل 11 شخصا على الأقل وإصابة 26 آخرين في قصف مخيمات لاجئين في الكونغو    عاجل.. يهود يحرقون العلم الإسرائيلي ويهددون بالتصعيد ضد نتنياهو لهذا السبب.. ماذا يحدث في تل أبيب    ردا على بيان الاهلي.. الكومي يكشف تفاصيل ما سوف يحدث في أزمة الشيبي والشحات    سبب رفض الكثير من المدربين فكرة تدريب البايرن    مكتبة مصر الجديدة للطفل تحتفل بأعياد الربيع غدا السبت    ابنة نجيب محفوظ: الاحتفاء بوالدي بعد سنوات من وفاته أفضل رد على منتقديه    سوسن بدر: لو في عمل معجبنيش بتعلم منه، وسعيدة بتكريمي بمهرجان بردية    الاتحاد يحبط ريمونتادا بلدية المحلة ويفوز عليه في الدوري    ريال مدريد يتحرك لضم موهبة جديدة من أمريكا الجنوبية    محافظ أسوان يتابع جهود السيطرة على حريق اندلع في بعض أشجار النخيل بقرية الصعايدة بإدفو    العناية الإلهية تنقذ شابا انقلبت سيارته في ترعة يالغربية (صور)    البنك المركزي المصري يصدر قواعدا جديدة لتملك رؤوس أموال البنوك وعمليات الإندماج والاستحواذ    برشلونة يوافق على انتقال مهاجمه إلى ريال بيتيس    «المركزي للتعمير» ينفذ محور الخارجة/ سوهاج بطول 142 كم    فيلم السرب.. أحمد السقا يوجه الشكر لسائق دبابة أنقذه من الموت: كان زماني بلوبيف    تخصيص 8 مكاتب لتلقي شكاوى المواطنين بالمنشآت الصحية في الوادي الجديد    الروس والأمريكان في قاعدة عسكرية واحدة .. النيجر على صفيح ساخن    بالإنفوجراف.. 8 تكليفات رئاسية ترسم خريطة مستقبل العمل في مصر    ضبط ربع طن فسيخ فاسد في دمياط    تشيع جثمان عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف    أمين القبائل العربية: تأسيس الاتحاد جاء في توقيت مناسب    طليعة المهن    إعفاء 25% لطلاب دراسات عليا عين شمس ذوي الهمم من المصروفات الدراسية    آصف ملحم: الهجمات السيبرانية الروسية تجاه ألمانيا مستمرة .. فيديو    باتمان يظهر في معرض أبو ظبي للكتاب .. شاهد    دعاء يوم الجمعة عند الغروب.. استغل اليوم من أوله لآخره في الطاعات    بالصور| انطلاق 10 قوافل دعوية    علاء نبيل: لا صحة لإقامة دورات الرخصة C وهذا موعد الرخصة A    حسن بخيت يكتب عن : يا رواد مواقع التواصل الإجتماعي .. كفوا عن مهاجمة العلماء ولا تكونوا كالذباب .. " أليس منكم رجل رشيد "    مُنع من الكلام.. أحمد رزق يجري عملية جراحية في "الفك"    موعد بدء امتحانات الصف الخامس الابتدائي آخر العام 2024 محافظة القليوبية    تنفيذ إزالة فورية لتعدٍّ بالبناء المخالف بمركز ومدينة الإسماعيلية    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    حبس 9 أشخاص على ذمة التحقيقات في مشاجرة بالمولوتوف بين عائلتين ب قنا    الصحة: تكثيف الرقابة على أماكن تصنيع وعرض وبيع الأسماك المملحة والمدخنة    انتظروا الشخصية دي قريبًا.. محمد لطفي يشارك صورة من كواليس أحد أعماله    محافظ الغربية يهنئ البابا تواضروس بعيد القيامة    في اليوم العالمي وعيد الصحافة.."الصحفيين العرب" يطالب بتحرير الصحافة والإعلام من البيروقراطية    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    الشكاوى الحكومية: التعامُل مع 2679 شكوى تضرر من وزن الخبز وارتفاع الأسعار    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    خطيب المسجد الحرام: العبادة لا تسقط عن أحد من العبيد في دار التكليف مهما بلغت منزلته    الاستعدادات النهائية لتشغيل محطة جامعة الدول بالخط الثالث للمترو    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    بقير: أجانب أبها دون المستوى.. والمشاكل الإدارية عصفت بنا    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    دليل السلامة الغذائية.. كيف تحدد جودة الفسيخ والرنجة؟    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
الجديد في قصص يوسف ادريس في ماجستير لمجدي العفيفي
نشر في الأخبار يوم 07 - 07 - 2010

شعرت بالفخر والسعادة لان ابني البكري في الصحافة حصل علي
ماجستير بتقدير ممتاز عن البناء الفني لقصص يوسف ادريس

السبت:
كانت أمسية امتزج فيها احساس السعادة.. بالفخر
فقد كان ابني في الصحافة وزميلي العزيز الكاتب الصحفي المرموق مجدي العفيفي يجلس علي يمين القاعة رقم 71 بكلية الاداب بجامعة القاهرة مرتديا الروب الجامعي.. وكانت امامه علي المنضدة الصغيرة رسالة الماجستير التي سوف يناقشها وبجانبها باقة ورد.. وكان يتصدر القاعة اعضاء لجنة مناقشة الرسالة التي اختار لها موضوع: »البناء الفني في القصة عند يوسف ادريس«.. وكانت اللجنة مكونة من الاساتذة الكبار الدكتور احمد شمس الدين الحجاجي مشرفا.. وعضوية كل من الدكتور سليمان العطار والدكتور مدحت الجيار..وثلاثتهم من أهم الاساتذة الجامعيين المتخصصين في اللغة العربية وادابها.. وكنت جالسة في المدرج الذي ازدحم بأصدقاء مجدي العفيفي من الكتاب والروائيين والصحفيين الذين حرصوا علي الحضور للاستماع الي هذه الدراسة التي تفتح عوالم جديدة في ادب يوسف ادريس.. وكان احساسي بالسعادة الممتزجة بالفخر سببه ان صاحب الرسالة التي وصفها الاساتذة الاجلاء اعضاء لجنة المناقشة بانها ممتازة وتصلح رسالة للدكتوراه وليس فقط للماجستير هو مجدي ابني البكري في الصحافة فقد بدأ مجدي العفيفي عمله الصحفي في دار أخبار اليوم عام »6791« وانضم وهو مازال طالبا في الجامعة الي فريق العمل بصفحة أخبار الادب التي كنت اشرف عليها والتي كان يحررها مجموعة صغيرة العدد من المحررين لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة.. وكان واضحا منذ بدأ مجدي عمله الصحفي انه يملك الموهبة والحس الصحفي والقدرة علي اصطياد الخبر والموضوع والخبطة الصحفية.. فقد كان شدد الحرص علي ان يحتل الموضوع الذي يقدمه اسبوعيا مكان الصدارة في الصفحة.. وان يحقق في فترات متقاربة خبطات صحفية تثير الجدل والمناقشة في الوسط الادبي.. واستطاع وهو شاب صغير في العشرين ان يكون صديقا لعمالقة الادب الذين يندر ان يجود الزمان بمثلهم.. توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف ادريس واحسان عبدالقدوس وزكي نجيب محمود ويحيي حقي ورشاد رشدي ويوسف السباعي ومصطفي محمود وعبدالقادر القط ومحمود امين العالم وحسين فوري.. وغيرهم من ادباء مصر ونقادها وفلاسفتها.. وكما كان صديقا شخصيا لكل هؤلاء الكبار.. كان علي علاقة وثيقة بشباب الادباء.. وكانت معظم تحقيقاته تصلح ضربات صحفية رائعة فقد كانت هذه الفترة من تاريخ صفحة أخبار الادب بالأخبار من اخصب الفترات التي تحققت فيها انتصارات صحفية ادبية مدهشة.. يكفي ان اذكر المعركة التي اثارتها الصفحة بين شيخ كتاب مصر توفيق الحكيم والدكتور رشاد رشدي.. وكان ذلك قبل ان يفوز كاتبنا العالمي نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الادب.. فقد اعلن الدكتور رشاد رشدي في صفحة اخبار الادب انه لا يوجد اديب مصري او عربي يستحق جائزة نوبل لان الادب العربي شديد المحلية.. وقد اغضب هذا الرأي استاذنا توفيق الحكيم الذي كان يري انه يستحق جائزة نوبل.. فكان ان رد علي الدكتور رشاد رشدي بمقال نشره في جريدة الاهرام تحت عنوان »أسخف مقال«.. وفي هذا المقال حاول الكاتب الكبير بذكاء شديد ومن خلال استعراض اعماله ان يثبت ان الادب المصري يستحق جائزة نوبل وكان يقصد بالطبع ادب توفيق الحكيم.. وقد توالت ردود فعل هذه المعركة في الوسط الادبي.. وانقسم كُتاب مصر ونقادها الكبار إلي فريقين.. فريق يتفق مع توفيق الحكيم.. وفريق يأخذ بوجهة نظر الدكتور رشاد رشدي.. وكانت هناك معركة اخري تفجرت بين الدكتور رشاد الذي كان وقتها مديرا لاكاديمية الفنون وتوفيق الحكيم الذي هاجم فكرة اهداء الاكاديمية ورئيسها للدكتوراهات الفخرية إلي عدد من شيوخ الادب والفن ومن بينهم توفيق الحكيم نفسه والموسيقار محمد عبدالوهاب.. فقد رأي توفيق الحكيم ان مستوي الحاصلين علي الدكتوراه الفخرية يهبط عاما بعد عام.. وان المعيار في الحصول علي هذه الدكتوراه الفخرية اصبح هو الشيخوخة وكبر السن لا الاستحقاق.. وهكذا في كل اسبوع كانت أخبار الأدب تثير قضية ادبية شديدة السخونة تستمر توابعها اسابيع حتي نفجر قضية جديدة مثل خبطة احسان عبدالقدوس عندما اعلن وسط ذهول الوسط الادبي عن رفض ترشيح نفسه لجائزة الدولة التقديرية في الآداب وكانت وقتها هي اعلي جائزة تقدمها وزارة الثقافة وكان احسان مرشحا لها في ذلك العام.. وعرض احسان عبدالقدوس مبرراته لرفض الجائزة.. وكانت المرة الاولي التي يثير فيها احد كبار الادباء اعتراضاته علي اسلوب اختيار الفائزين لهذه الجائزة.. وهي اعتراضات مازال البعض يرددها حتي اليوم.
وقد كانت الصفحة الادبية في الفترة التي اشرفت فيها عليها ابتداء من عام 6791 وحتي عام 4891 عندما تم اختياري رئيسة لتحرير مجلة الكواكب بدار الهلال هي الفرصة التي برزت فيها مواهب مجدي العفيفي بحيث تلقي في نفس الوقت الذي قدر لي فيه ان اترك الاشراف علي الصفحة عرضا للعمل في صحافة سلطنة عمان.. وهناك تزايدت فرص الصحفي المصري الشاب في التألق وتكشفت قدراته فصار مديرا لعدد من اهم الجرائد والمجلات العمانية والخليجية ومديرا لمكاتب هذه المجلات بل ومديرا لمكتب مجلة نوريز الامريكية الاقتصادية ومستشارا اعلاميا لمؤسسات الانتاج الاعلامي ولبعض القنوات الفضائية وخبيرا اعلاميا في مكاتب بعض الوزراء العمانيين ومؤلفا لاثني عشر كتابا في الفكر والثقافة والحياة وكاتبا لبعض الاعمال التليفزيونية الوثائقية.. واخيرا وبعد رحلة طويلة اثبت فيها وجوده علي المستوي الاعلامي اختير مستشارا صحفيا في مكتب جلالة السلطان قابوس للشئون الاعلامية منذ عام 5002 وعمل في نفس الوقت مديرا لمكتب اخبار اليوم في عمان.. ووسط كل هذه المشاغل انتهي من كتابة رسالته للماجستير عن البناء الفني في القصة القصيرة عند يوسف ادريس.
ولكن ما هو الجديد في رسالة ماجستير مجدي العفيفي عن البناء الفني في قصص يوسف ادريس ليستحق صاحبها تقدير الامتياز والاشادة من اساتذة اللجنة الذين استمرت مناقشتهم لها ثلاث ساعات متصلة؟
خلصت الرسالة إلي »ان يوسف ادريس اتخذ من فن القصة القصيرة شكلا ادبيا مناسبا لتحقيق رسالته فالقصة عنده وسيلة من وسائل ايصال الحقائق والمعرفة المؤصلة والموثقة في اتصالها وتشابكها بالحقائق الكونية وأنه لذلك وهب لها عمره واثبتت الرسالة مدي نجاح اعمال يوسف ادريس في خلق شكل مصري للقصة القصيرة ساهم به في تجذير الهوية الابداعية وهذا التأصيل يعد من أكبر انجازات يوسف ادريس وابناء جيله.. واثبتت الرسالة ان يوسف ادريس استطاع من خلال فنه القصصي ان يكسر القشور الصلدة لكثير من المحرمات والممنوعات والمحظورات في النفس والمجتمع والضمير باستنطاق المسكوت عنه في الدين والسياسة والاخلاق والمجتمع وانتزاع الاقنعة وتجريد العقل من الاوهام وتمييز الخيوط الدقيقة بين المعقول واللامعقول ومواجهة المشكلات النوعية بالتعمق فيها وطرحها للجدل واختراق الافق المسدود بفتح الطريق للحوار حول كل شيء وهو في كل ذلك يبحث عن شكل قصصي مميز يلتحم فيه العنصر البنائي بالبعد الوظيفي وصولا إلي قصة مصرية جدا.. وذلك هدف كبير جاهد طويلا في سبيل تحقيقه.. وقد تحقق بمهارة وجدارة.
ولعل من اهم ما جاء في رسالة ماجستير مجدي العفيفي انه كشف احقاد الدارسين الاسرائيليين والاجانب لأدب يوسف ادريس مثل الصهيوني ساسون سومينج والهولندي كوبر شويك.. كما ابرز اعترافات النقاد العرب من اليساريين الذين ظلموا يوسف ادريس واكتشفوا ظلمهم له بعد مماته مثل محمود امين العالم وغالي شكري وقامت الدراسة بالرد علي الذين هاجموا يوسف ادريس وكشف مواقفهم الشخصية منه.. واخيرا كشفت هذه الدراسة ان انجاز يوسف ادريس القصصي يمثل حلقة جوهرية من حلقات تطور فن القصة القصيرة كفن معقد ومتشابك وان تاريخ القصة القصيرة في مصر والعالم العربي يتوقف عند انجاز يوسف ادريس باعتباره معلما بارزا ومؤثرا في مسيرة هذا النوع الادبي المراوغ وانه استطاع بجدارة ومهارة ان يحافظ علي شكل القصة القصيرة من الذوبان والتلاشي وان اعمال يوسف ادريس القصصية تجدد نفسها مع كل قراءة كاشفة من خلال الرؤية الشمولية التي تنتظم مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية والانسانية داخل انساق فنية وتشكيلات جمالية.
وقد انتهت المناقشة النهاية السعيدة المتوقعة.. عندما وقف الدكتور الحجاجي واعلن حصول الباحث علي درجة الماجستير بامتياز وكانت هذه نهاية امسية شعرت فيها بالسعادة والفخر.
دفاع عن الكلاب والقطط المفتري عليها!
الاربعاء:
حتي الحيوانات الاليفة في بلدنا تجد من يحقد عليها ويكرهها ويطالب بابادتها ويؤلب الناس عليها ويقول بأن المصريين ينفقون علي الكلاب والقطط في العام الواحد اربعة مليارات جنيه!!!!
وقد ازعجني كثيرا أن الذي كتب التحقيق الذي يهاجم الحيوانات الاليفة بكل قسوة ويهاجم ايضا بعض الجمعيات التي ترفق بالحيوانات في مصر وتعالجها.. واحد من الكتاب الذين لهم تاريخهم واحترامهم.. وان النشر جاء في صفحة كاملة من جريدة الاهرام شديدة الاحترام.
ولو ان الكاتب ذكر في تحقيقه الذي نشره تحت عنوان »انه عالم كلاب وقطط« ان المصريين ينفقون علي الكلاب والقطط اربعة ملايين جنيه او حتي عشرة او مائة مليون لكان من السهل تصديق الرقم.. اما اربعة مليارات مرة واحدة فهو امر بعيد عن التصديق .سية.. وعلي طعامها المستورد؟!
وقد كان من الممكن اعتبار هذا التحقيق الصحفي من باب الدعابة او الفكاهة لولا ان كاتبه صحفي كبير ولولا ان التحقيق اتخذ طابعا دمويا عندما طالب فقراء بلدنا الذين وصفهم بالمطحونين الشقيانين ان يقوموا بحملة في كل القري والنجوع بالهراوات والطوب وسم الفئران لابادة صنف القطط والكلاب من علي وجه الارض!
ويا سيدي الكاتب .. كيف طاوعك قلبك علي الدعوة لقتل حيوانات مسالمة ليس لها ذنب سوي تصورك ان هناك قططا وكلابا في مصر ينفق عليها اربعة مليارات من الجنيهات؟ وحتي لو أن هذا صحيح وهو مستحيل فما ذنب قطط وكلاب القري والنجوع التي لا تقل بؤسا عن سكانها.. وما الذي سوف يستفيده أهل القري والنجوع من قتل حيوانات هي اصدقاء للفلاحين وتساعدهم في حياتهم.. القطط تساعد في القضاء علي الفئران.. والكلاب تساعد في الحراسة والدفاع حتي الموت عن اصحابها.. فالله ولكن للأسف فإن الدعوة إلي قتل وتعذيب الحيوانات الاليفة هي ثقافة مجتمعنا.. لا يختلف في ذلك الكاتب المثقف.. أو المحافظ الذي يأمر بقتل الكلاب والقطط في الشوارع بالرصاص او بالسم الزعاف.. او اطفال المدارس الذين تحرضهم »الأبلة« المحجبة علي ضرب وتعذيب وقتل الكلاب بأبشع الطرق لانها »نجسة« وهو ما اساء الي سمعة مصر في الخارج وللعلم فإنني لست عضوا من اي جمعية من جمعيات الرفق بالحيوان.. وانما انا ارفق بالحيوان كما تدعوني لذلك انسانيتي وديني.. ولانني من اصدقاء الحيوان فانني علي صلة ببعض جمعيات الرفق بالحيوان في مصر من اهمها جمعية اصدقاء الحيوان التي يرأس مجلس ادارتها المحامي الكبير احمد الشربيني..ومقر هذه الجمعية في شبرامنت حيث يوجد ملجأ للحيوانات المريضة او المصابة بكل انواعها.. فنشاط الجمعية لا يقتصر علي الحيوانات الاليفة وانما ايضا علي حيوانات الجر والمواشي وقد شهدت لهذه الجمعية اكثر من مؤتمر دولي حضره بجانب نشطاء الحيوان في العالم فضيلة شيخ الجامع الازهر السابق الدكتور المرحوم محمد سيد طنطاوي الذي القي في المؤتمر محاضرة عن الرفق بالحيوان في الاسلام وحضرتها سمو الاميرة عالية شقيقة الملك حسين التي تعتبر من أشد اعضاء الرفق بالحيوانات.. وفي هذه المؤتمرات تناقش قضايا تهم الانسان.. مثل الامراض التي تنتقل من الحيوان الي الانسان.. ومثل افضل وسائل نقل حيوانات الذبح من بلادها البعيدة مثل استراليا الي مصر وعشرات القضايا التي تهم الثروة الحيوانية في بلادنا التي ارتفعت فيها اسعار اللحوم ارتفاعا جنونيا لاسباب لها علاقة بسوء تربية المواشي وسوء معاملة الحيوان مثل هذه الجمعيات من بينها ايضا جمعية ترأسها السيدة امينة اباظة كريمة الكاتب الراحل الكبير ثروت اباظة وجمعية ترأسها الاعلامية المعروفة مني خليل.. والعديد من الجمعيات الاخري المحترمة التي هي في خدمة المجتمع وهي جمعيات لا علاقة بها بفنادق السبع نجوم او بعمليات تسريح شعر الكلاب وطلاء اظافر القطط.. وانما هي جمعيات تحاول الرفق بالحيوانات بجميع انواعها.. وعلاج الحيوانات المعذبة في مصر من اجل صالح مصر وصالح البشر في مصر.. ثم ان الحيوانات سوف يحاسب الله البشر علي القسوة عليها.. يوم الحساب فمن الاحاديث النبوية الشريفة ان امرأة دخلت النار في قطة عذبتهاوحبستها حتي ماتت جوعا.. وان رجلا غفر الله له لانه سقي كلبا يلهث من العطش.. فالرحمة بالحيوان شريك الانسان علي الارض هي من جوهر الديانتين الاسلامية والمسيحية. عالم القطط والكلاب في مصر هو عالم بائس.. لان ثقافة عدم احترام الحيوان هي السائدة للأسف.. والمفروض علي كتابنا خاصة الكبار ان يكرسوا اقلامهم للدعوة للرفق بالحيوانات.. شركائنا في الارض.
ويا عزيزي الكاتب الكبير عزت السعدني.. انتظر منك مقالا او تحقيقا صحفيا من تحقيقاتك الممتعة يدعو هذه المرة الي الرفق بالحيوان بحيث يمكن اعتباره اعتذارا لقطط وكلاب مصر المسكينة.
وداعا.. حبيبتنا سناء فتح الله
من الذي لم يحزن علي رحيل سناء فتح الله؟
عندما سمعت بالخبر.. رفضت في البداية ان اصدق مثلما يحدث عندما نسمع عن رحيل واحد من الاعزاء.. مع انني كنت اعلم انها مريضة.. وأنها لم تكتب يومياتها الاخيرة.. وقد كنت دائما علي موعد مع يوميات سناء فتح الله.. وعلي موعد معها في الساعة التاسعة.. فقد كنت اكره ان يفوتني ذلك التدفق والصدق والاستقامة وحب الفن والناس والوطن والقضية الذي كان يتردد بين سطور كتاباتها.. ومع ان البعض منا قد فقد الحماسة لكثير من القضايا التي كنا نشتعل لها حماسا في شبابنا.. الا ان سناء فتح الله ظلت حتي النفس الاخير شديدة الحماسة لكل ما هو عادل وحق وصادق وجميل ونبيل في الحياة.. لم يعرف قلمها الرياء او النفاق او الخداع او المواءمات.. كانت كتاباتها ناصعة البياض مثل سريرتها.. كانت تكتب عن قضايا الوطن وفلسطين فأشعر بأنها تضع نبضات قلبها علي سن قلمها.... وكانت تكتب عن المسرح الذي عشقته وكرست له حياتها فأشم رائحة عشقها لهذا الفن العظيم.. وكان آخر ما قرأته لها هو رثاؤها للناقد الذي رحل وحيدا دون ان تمتد اليه يد او يرافق جثمانه احد فاروق عبدالقادر.
والحمد لله ان العزيزة سناء لم تعرف الوحدة في ساعاتها العصيبة.. وبارك الله في ابنها الشاعر الرقيق محمد بهجت الذي لم يتركها هو وزوجته الفاضلة لحظة.. وعزاء لرفيق رحلتها في الحياة وشريك عمرها الصديق الكاتب الكبير احمد بهجت ولعل عزائي في سناء هو الذكري.. فسوف احتفظ لها دائما بصورتها الجميلة عندما رأيتها لاول مرة تنطلق مثل الغزال في طرقات اخبار اليوم وهي مازالت تحت العشرين.. بوجهها المضيء وشعرها الفاحم السواد.. وغمازتيها اللتين تزينان خديها كلما ابتسمت.. وعينيها السوداوين اللتين كانتا تشعان بالذكاء وشقاوة الاطفال.. اعوام طويلة مضت علي هذا التاريخ ولكن صورة سناء في خيالي ظلت كما هي.. لم تتأثر بمرور السنين.. ولم تنهزم امام احداث الزمن وعنفوان المرض.. ويكفي ان ظلت لكلماتها دائما نفس حرارة وحيوية بنت العشرين.
ووداعا يا حبيبتنا سناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.