... "أداة التعذيب مسؤول عنها ممسكها في قسم الشرطة أو أمن الدولة وشاريها والداعي لها والمحرض على استخدامها ,الكل في ارتكاب فعل (فتن) سواء ,والتقيت أنا وزميلة إعلامية بالصدفة مع أحد وكلاء وزارة الأوقاف المعممين والمطلين علينا في البرامج الدينية,وشكرته الزميلة شكرا حارا على مساعدته لها في مشكلة ما؟ولعب الفار في عبي فاستفسرت.وعرفت خدمة الشيخ(الجليل) في أن جعل المسجد المواجه لمنزلها تابعا للأوقاف وأبلغ أمن الدولة عن خطيب المسجد الذي أزعج سمع الهانم الجميلة بحديثه عن النار وعذابها و وعيد الله للعصاة" انتهت الحكاية وراح الخطيب المسكين وراء الشمس ونعمت الطروب بالنوم وقت صلاة الجمعة هانئة مطمئنة لا نار حولها ولا قبر أمامها. سيبك أو دعك من الزميلة ومن الشيخ البصباص و تعالى نفتح كشف حساب و أوافقك أن يكون جهاز مباحث أمن الدولة على رأس الكشف.فأمن الدولة كانت مواجهته معلنة للإخوان المسلمين -المحظورة قبل خمسة وعشرين يناير و المتصدرة المشهد الآن -.,كما كان الجهاز المرعب في مواجهة بقية التنظيمات الإسلامية ,والمدنية والمعارضة وحتى المسيحيين.,لكن السؤال الغائب وهل كان جهاز أمن الدولة وحده في تلك المواجهة.,فعلى الرغم من كل مسؤولية الجهاز الذي شهدت أروقته وقبور زنازينه آلاما وصرخات واستغاثات برب الأرض والسماوات,فهو ليس مسؤولا وحده ولا ينبغي أن يحاسب على الطلبات وحده ,فالجلاد كان مذنبا ومجنيا عليه في نفس الوقت,وكان يتبع نظاما وتوجها رسميا ,و شئنا أم أبينا كان مبارك الرئيس الرسمي والقانوني وكان مسيطرا على كل أجهزة الدولة التي لا يعفيها من المسؤولية تبعيتها العمياء لمبارك ورجال ولده وزوجته, فأهلا بمحاسبة أمن الدولة .,لكن معه حاسبوا جهازا إعلاميا ضخما يمتد إلى تلفزيونات و صحف كثيرة منها قومية وبعضها مستقلة و منها أيضا معارضة بامتياز ,وحاسبوا صحافيين وإعلاميين تحريضيين وموصلين جيدين للأخبار والحرارة والكهرباء السارية في آداة التعذيب وقد حرضوا على القتل والفتنة و ألبوا الرأي العام ومنه رأي المؤسسة الأمنية على تلك الجماعات والتنظيمات المعارضة لمبارك, ولا تقل لي إن ضابط أمن الدولة مسؤول وحده و يستيطع أن يميز وأن يرفض تنفيذ تلك الملاحقات والضربات, فهو مصري مثلنا وخضع كملايين منا لعملية غسيل مخ استمرت سنوات من تصوير أعداء النظام كاعداء للوطن ولكل مصري.,في وقت تغنى فيه الصحافيون والإعلاميون المصريون أنهم قادة الفكر ومنبر الرأي وأن حالة حوارهم مستمرة حتى تمييز الغث من السمين والطالح من الصالح,واللي معانا واللي مع الجماعات الاخرى.,ولا سيادتك عاوز تقنعني إن ضابط أمن الدولة مجرم بالفطرة وأن عشرات الصحفيين الذين ألبوا وحرضوا النظام على معارضيهم الشخصيين ومنافسيهم من أولاد الكار ومن خارجه ليسوا مجرمين وعتيدي القذارة,بل قد يكونون أشد قذارة,ولا عاوز تقنعني أن صحفيا يساريا وناشطا سياسيا في جريدة معارضة تابعة لحزب معارض ملأ شاشة التلفزيون المصري وغيره حضورا وسبابا وتحريضا على الإخوان هو برئ.,حاشا وكلا ,بل شتم وحرض وسيفا استلا, حاسبوا أمن الدولة وحاسبوا أيضا رجال دين مسلمين ومسيحيين رسميين كالوا الاتهامات لكل الجماعات ,بل إن أحدهم -وهو للاسف عالم وفقيه جليل- أعلن فتوى رسمية بأن أفراد الجماعات الإسلامية يجب تطبيق حد الحرابة فيهم,يا أخي كاتك ستين نيلة ,هو فيه حدود تطبق بمصر أصلا وسيادتك عاوز تقنعني أن ضابط شرطة أو صحفيا أو مذيعا يستطيع أن يقول لا مقتنعا بكلمة لا ,وهو يجلس في منتهى الأدب في حضرة مفتي كبير وشيخ وجيه ثم يسمع في محاضرات خاصة وسرية! من هذا الفقيه بأن هؤلاء الخارجين على مبارك هم خوراج وعملاء ومرجفون ومنافقون وإرهابيون وحساباتهم البنكية تشهد بالتمويلات الخارجية.,ويسرد هذا المفتي عشرات الأدلة القرآنية والنبوية والقصص التاريخي ثم لا يخرج التلميذ المسكين متحمسا لمحاربتهم,وكأنه رامبوا-اسم الله عليه - أو كأنه شاهد فيلم الشيماء وأعيان قريش ملتفة حول أحد أفراد بكر والزن في الودن على الكيف ويهمسون :من قتل فلانا؟خزاعة.,من عمل كذا؟خزاعة.من لك ثأر معه ؟خزاعة .من ألب على قريش وشق الصف وناصر الدين الجديد؟والمسكين تنتفخ خدوده وهو يصرخ مجيبا خزاعة خزاعة وهطلع عين خزاعة واللي جابوا خزاعة لقد مارس النظام السابق حربا وتطهيرا على أساس الفكر والتوجه ضد الجميع ,واستخدم في ذلك كل الأساليب,ومعه وله مارست الشرطة التنكيل والتعذيب,ومثلها مارس إعلاميون ورجال دين مسلمون ومسيحيون تطهيرا وتنكيلا و تأليبا وتحريضا وصراخا ,ممارسة في مجملها فتنة والفتنة أشد من القتل. فإما أن يكون الحساب شاملا الجميع وكشفه مدرجا به الجميع أو سنبقى غافلين مغمضين أعيننا عن بقية المجرمين ,والفتنة أشد من القتل ,وزوال الدنيا أهون عند خالقها من إسالة دم بغير حق. ومن سبق ذكرهم والإشارة لهم يجب أن يكونوا جنبا إلى جنب مع رئيس أمن الدولة السابق ورئيس الدولة السابق أمام قاض عادل,وعموما أنا مطمئن فالكل سيقف أمام رب التاريخ الذي لا يغفل ولا ينام. [email protected]