كشفت مصادر دبلوماسية أن القيادة السياسية طلبت من العاهل السعودي الملك عبد الله استخدام السعودية نفوذها لدى واشنطن لإقناعها بعدم المضي قدما في إجراءات عقابية ضد النظام السوري والاعتماد فقط على الأساليب الدبلوماسية لحل الأزمة . وأشارت المصادر إلى أن مصر حاولت تهدئة الغضب السعودي من النظام البعثي في دمشق والمتهم في اغتيال الحريري حتى الآن حيث تحمله السعودية المسئولية السياسية والأمنية عن عملية الاغتيال ، حتى لو ثبت عدم تورط دمشق فيها ، وهو ما سبب في توتر العلاقات بين البلدين . وأكدت المصادر أن مصر طلبت من السعودية فتح صفحة جديدة مع دمشق لإنقاذ الرئيس الشاب من نفس مصير صدام حسين خصوصا أن هناك إصرارا أمريكيا وأوروبيا على معاقبة سوريا على تدخلها في الملفين اللبناني والعراقي وضرورة استغلال تقرير ميليس لحشد الدعم الدولي ضدها . وأشارت المصادر إلى أن هناك حرصا مصريا على إنقاذ النظام السوري لأكثر من سبب أهمها العلاقات التاريخية بين البلدين ، حيث تعتبر مصر سوريا حليفا استراتيجيا من الدرجة الأولى ، وتعتبر أن أي اعتداء عليها سيضر بمصالح مصر . والاهم من كل ذلك عند النظام المصري أن فشل نظام بشار سيقطع الطريق أمام المحاولات الحثيثة لتهيئة الساحة لخلافة جمال مبارك في السلطة ، حيث سيخلق هذا حالة من الشك في أهلية مبارك الابن لتولي السلطة ، وسيلفت الأنظار إلى أن عدم خبرته السياسية قد تجر مصر إلى مهاترات واضطرابات كثيرة . وعلمت المصريون أن القاهرة والرياض قد اتفقتا على القيام بحملة دبلوماسية في العديد من الدول الغربية لبحث السبل الكفيلة لإنقاذ النظام السوري حتى لو أجبرت سوريا على تنفيذ صفقة القذافي التي حلت مشكله مع المجتمع المدني .