أكدت مصادر دبلوماسية أن القاهرة والرياض قد طرحتا على الإدارة الأمريكية مبادرة مشتركة لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وكل من واشنطن وباريس وإنقاذ النظام السوري بعد أن وصلت العلاقات بين الطرفين إلى منعطف ينذر بالخطر . وكشفت المصادر أن المبادرة تتضمن تعهد النظام السوري بالقيام بإصلاحات سياسية شاملة والإفراج عن آلاف المعتقلين في السجون السورية والتعاون الكامل مع واشنطن في ضبط الحدود العراقية ومنع تقديم أي دعم لقوى المقاومة العراقية مع بذل أقصى ضغوط على حزب الله لتهدئة الحدود اللبنانية الإسرائيلية والحظر المقلق لأنشطة الفصائل الفلسطينية في دمشق مشيرة أن واشنطن قد تعاطت إيجابيا مع المبادرة المصرية السعودية بعكس فرنسا التي أكدت أنها تنتظر أفعالا لا أقوالا من النظام السوري مع ضرورة إنهاء الوجود الاستخباراتي السورية تماما من الأراضي اللبنانية وإظهار أكبر قدر من التعاون مع التحقيقات الدولية فيما يخص مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري . وعلمت المصريون أن وفودا مصرية رفيعة المستوى قد زارت دمشقوواشنطن وباريس للبحث عن أوجه التهدئة بين الأطراف الثلاثة وضمان عدم انزلاقها إلى الحد الذي يشعل صراعات جديدة في المنطقة . وشددت المصادر على أن الدبلوماسية المصرية قد نجحت في التخفيف من الضغوط الدولية على دمشق بخصوص التحقيقات في مقتل الحريري وأن المبادرة المصرية قد جعلت واشنطن تغض الطرف عن ضرورة أن يخضع الرئيس السوري أو كبار مساعديه للتحقيق أو المساءلة من قبل لجنة "ميليس" الدولية وينتظر أن تكثف القاهرة جهودها مدعومة بموقف عربي مؤيد لإصلاح العلاقات بين دمشق وباريس وإعادتها إلى طبيعتها بما يخدم مصالح الطرفين ويبعد نذر المواجهة خصوصا أن هناك يقينا لدى مصر بأن التصعيد الدولي مع دمشق كان ينطلق من باريس وليس من أي عاصمة أخرى . وقد تلقت القاهرة موافقة باريس على بدء حوار فرنسي سوري لحل المشاكل العالقة ستبدأ جوالاته قريبا بين قادة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الفرنسية و السورية .