علمت "المصريون" أن مبادرة مصرية سعودية مشتركة قدمت لكل من دمشق وباريس تشمل حل المشاكل العالقة بين الطرفين عبر تقديم ضمانات مصرية سعودية لفرنسا بعدم تدخل سوريا في الملف اللبناني وقبولها بالمبادرة العربية لتطبيع علاقاتها مع بيروت القاضية بتطبيع العلاقات بين الطرفين وإقامة تبادل دبلوماسي بين دمشقوبيروت ، والتزام سوريا باحترام سيادة لبنان مقابل موافقة باريس على فتح قنوات للحوار مع دمشق وعدم تصعيد الضغوط عليها. وأشارت المصادر إلى أن مبعوثين مصريين وسعوديين وصلوا إلى كل من سوريا وفرنسا لعرض المبادرة على الطرفين ومعرفة موقفهما منها وإمكانية إدخال تعديلات عليها بما يخدم مساعي تطبيع العلاقات بين الطرفين ونبهت المصادر إلى أن هدف المبادرة هو إيجاد حالة من التباعد بين الموقفين الفرنسي والأمريكي فيما يخص الأوضاع في سوريا حيث ترغب الدول العربية في فك هذا التحالف الذي يحمل مخاطر شديدة على النظام السوري ويعرضه لخطر فرض عقوبات وحصار دولي عليه . وأوضحت المصادر أن الرئيس مبارك سيضع على أولوية أجندته خلال زيارة شيراك المرتقبة للقاهرة نهاية الشهر الحالي ضرورة تطبيع العلاقات بين سوريا وفرنسا حتى لا يستخدم هذا الملف للإضرار بالنظام السوري وهو ما لن تقبل به مصر في ظل الظروف والتوترات التي تمر بها. واستبعدت مصادر أن تسهم هذه المبادرة في حل المشاكل العالقة بين دمشقوبيروت في المستقبل المنظور على الأقل خصوصا أن هناك عددا من الملفات المعقدة التي تحكم علاقات البلدين والتي تحتاج لوقت طويل لعلاجها ، خصوصا أن باريس تعتبر أن دمشق لم تحترم التزاماتها الدولية ولازالت تحتفظ ببعض عناصر استخباراتها في بيروت كما تتهم فرنسا النظام السوري بإرسال عدة إشارات فيما يتعلق بالملف اللبناني تؤثر بالسلب على مواقف باريس ، منها تأكيد وزير الخارجية السوري وليد المعلم مؤخرا على عدم جدوى تبادل العلاقات بين دمشقوبيروت .