كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى عن أن القيادة السياسية لم تنجح في تخفيف حدة الموقف الفرنسي المتشدد تجاه نظام بشار الأسد وأن شيراك لم يتعاط بشكل إيجابي ولو نسبيا من المبادرة المصرية السعودية لتطبيع العلاقات بين دمشق وباريس وهو ما أكدته تصريحات الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه والرئيس مبارك بعد انتهاء جولة المفاوضات بين الرئيسين. أوضح شيراك أن فرنسا ليس لها موقف معادي من النظام السوري الذي عليه احترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شئونه وسحب أجهزة استخباراته من لبنان وترسيم الحدود بشكل نهائى وتبادل الاعتراف بين دمشق وبيروت عبر إنشاء سفارتين في البلدين بتمثيل دبلوماسي كامل وهي تصريحات تكشف عن موقف تقليدي تبنته فرنسا طوال الأشهر الماضية. اشارت المصادر الى أن تأكيدات شيراك حول ضرورة تعاون سوريا الكامل مع لجنة التحقيق الدولية في مقتل الحريري تؤكد فشل الجهود المصرية السعودية في إيجاد حالة من التباعد بين الموقفين الفرنسي والأمريكي حيال دمشق. ولفتت المصادر إلى أن مصر لم تنجح في إقناع فرنسا في إعطاء حركة حماس فرصة لإعداد البيت الفلسطيني من الداخل وعدم قطع المعونات عن الحكومة الفلسطينية الوليدة لما لهذا من تأثير سلبي على الأوضاع في الأراضي المحتلة بل إن باريس استطاعت أن تقنع القاهرة بضرورة استمرار الضغوط على حماس لإجبارها على الاعتراف بإسرائيل عبر تقديم الدعم للرئيس عباس حتى تغير حماس مواقفها وأشارت المصادر إلى ان التوافق الوحيد بين البلدين جاء حول طموحات إيران النووية حيث نجحت فرنسا في إقناع مصر بضرورة إعلان موقف صريح يتمثل في معارضة الطموحات النووية الإيرانية بحجة خطورتها على الأوضاع في المنطقة وهو ما يؤكد ما رجحه المراقبون من أن الغرب قد نجح في خلق معارضة عربية لطموحات إيران النووية تكون مصر هي رأس الحربة فيها. من جانبه أكد الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في الشئون الأوروبية أن القمة المصرية الفرنسية قد شهدت تباينات عديدة خصوصا حول الملف السوري حيث مازالت فرنسا تتمسك بموقفها المتشدد حيال دمشق وربطت بين أي تطبيع للعلاقات مع سوريا باستجابة سوريا لجميع القرارات الدولية والاعتراف بسيادة لبنان. غير أن اللاوندي أكد أن القمة ستسمح لمصر بالدخول في حوار جدي مع باريس حول الملف السوري وربما ينجح هذا الحوار في أيجاد تباعد بين الموقفين الفرنسي والأمريكي حيال دمشق وهو ما تسعى إليه مصر والسعودية.