كشفت مصادر مطلعة ل "المصريون" أن زيارة مبارك إلي كل من السعودية وفرنسا كانت بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد ، وللمساعدة في تخفيف الضغوط الدولية الشديدة عليه .. وقد نقل مبارك للعاهل السعودي الملك عبد الله اتهامات سورية لأجهزة الاستخبارات السعودية وبعض النافذين بالوقوف خلف هروب عبد الحليم خدام لفرنسا وتحدثه لقناة العربية (السعودية) للتأثير علي نظام الحكم السوري وزيادة الضغوط الدولية عليه ، كما نقل مبارك اتهامات سورية بدعم بعض القيادات السعودية وجهاز الاستخبارات السعودي للشيخ سعد الحريري نجل الراحل رفيق الحريري صاحب المواقف المتشددة والاتهامات المتكررة للنظام السوري بالضلوع في حادث مقتل والده . وشدد مبارك في طلبه من العاهل السعودي على ضرورة وقف أية ضغوط من أي جهة سعودية أو لبنانية علي النظام السوري في هذه المرحلة الحرجة لكل الأنظمة العربية ، كما طلب منه التدخل لدى قوي المعارضة اللبنانية لتخفيف حدة انتقاداتها ومطالبها ضد الرئيس بشار الأسد . الموقف نفسه والمطالب ذاتها كررها مبارك في لقاءه بالرئيس الفرنسي جاك شيراك ، حيث طلب منه أن تخفف فرنسا من حده موقفها تجاه سوريا فيما يتعلق بمسألة اغتيال الحريري ، وحذر من أن الموقف الفرنسي تجاه سوريا سيفقد فرنسا مصداقيتها التي كانت اكتسبتها خلال موقفها الرافض للحرب علي العراق . وقد بحث مبارك مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك إمكانية التوصل إلى صيغة حل وسط يمكن بموجبها تجنيب سوريا فرض عقوبات عليها من مجلس الأمن في حال رفضها التجاوب بشكل كامل مع طلبات لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الحريري . وطالب مبارك شيراك بضرورة استثناء الرئيس السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر الأسد من الخضوع لاستجواب من قبل لجنة التحقيق الدولية .. حيث ستعد هذه الخطوة تصعيدا خطيرا في أوضاع المنطقة واستقرارها .. وستعتبر تكرارا للسيناريو العراقي ، فضلا عن أضراره على ملف التسوية الفلسطينية . ونبهت مصادر إلى أن مبارك سيحاول لعب دور الوسيط بين دمشق وباريس لمعالجة التوتر الشديد الذي تعاني منه علاقات البلدين منذ قيام دمشق بالتمديد للرئيس اللبناني إميل لحود وهو ما كانت ترفضه فرنسا شكلا وموضوعا ودخول العلاقات بين البلدين نفقا مسدودا ، وهو ما أنعكس على التصعيد الفرنسي ضد سوريا . ونقل مبارك بحسب المصادر رسالة تطمينات لفرنسا فيما يخص عدم التدخل في الشأن اللبناني ومنح الشركات الفرنسية امتيازات في سوريا خصوصا الشركات النفطية حيث ترددت أنباء عن استياء فرنسا الدائم من قيام سوريا بتصفية أنشطة شركة توتال النفطية وتفضيل شركات بوكس عليها وشركات روسية أخرى للعمل في سوق النفط السوري . وتعتقد المصادر أن ترميم العلاقات السورية الفرنسية يعد شيئا مهما جدا بالنسبة لمساعي القاهرة لتخفيف الضغوط الدولية المتتالية بعد تأكيدات أن التصعيد ضد سوريا ينطلق من باريس وليس من واشنطن خصوصا أن الصياغات الدقيقة لقرارات مجلس الأمن وعدم إمكانية التحايل عليها هي لعبة تجيدها الدبلوماسية الفرنسية كثيرا وهو أمر ظاهر في قرارات مجلس الأمن وأهمها قرارا مجلس الأمن الأخيرين حول الانسحاب من لبنان وضرورة التعاون مع لجنة ميليس . ومن جانب أخر طلب مبارك من شيراك منع عبد الحليم خدام من التحدث لوسائل الأعلام طوال فترة بقائه في فرنسا . ولم تستبعد المصادر أن تلتقي شخصيات دبلوماسية مصرية بعبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق علي هامش زيارة الرئيس مبارك لفرنسا . وكان عبد الحليم خدام قد اتهم في حديث سابق لقناة العربية النظام السوري باغتيال رفيق الحريري وممارسة انتهاكات خطيرة في لبنان . وتفرض السلطات الفرنسية إجراءات أمنية مشددة علي عبد الحليم خشية تعرض حياته للخطر .