كشفت مصادر دبلوماسية أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك لم يتعاط إيجابيا مع مساعي الرئيس مبارك بشأن التوصل إلى حل وسط في أزمة سوريا مع المجتمع الدولي مشيرة إلى أن مصادر دبلوماسية فرنسية أكدت صعوبة وجود حلول سحرية لأزمة سوريا مع المجتمع الدولي وان سوريا أمامها خيار واحد وهو الانصياع لإرادة المجتمع الدولي. أوضحت المصادر أن الرئيس شيراك لم يكتف بهذا بل أنه أوضح للقيادة السياسية المصرية بضرورة ممارسة أقصى قدر من الضغوط على سوريا استجابة لطلبات لجنة التحقيق الخاصة بمقتل الحريري وتوجيه رسائل صارمة لها حتى لا تفهم دمشق خطأ أن الدعم العربي لها يمكن أن يجعلها تتنصل من التزاماتها. وأشارت المصادر إلى أن باريس رفضت بشكل صارم تأكيدات للقاهرة بضرورة تمتع الرئيس بشار الأسد بالحصانة التي يوفرها له منصبه الرئاسي مؤكدة أن لجنة ميليس لن تستجوب الأسد بل ستستمع إليه كما حدث مع الرئيس اللبناني إميل لحود. وشددت المصادر على أن باريس أكدت للقاهرة أنها لا تدعم ولا تقدم أي مساندة لنائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام رغم وجوده في أحد القصور بالعاصمة الفرنسية وأنه ليس لباريس أي علاقة من قريب أو بعيد بانشقاق خدام. ونقل عن المصادر أن فرنسا تحفظت على المساعي المصرية لتطبيع العلاقات بين باريس ودمشق مشددة على أن سوريا تعرف ما ينبغي القيام به لتطبيع هذه العلاقات. وتوقعت المصادر أن تنقل القيادة السياسية المصرية لنظيرتها السورية تفاصيل ما تم خلال زيارتي الرئيس مبارك لكل من الرياض وباريس وما دار خلالها من مناقشات لتدرك دمشق طبيعة المواقف الدولية سعيا لاتخاذ قرارات تحفظ ماء وجه سوريا وتجنبها غضب المجتمع الدولي.