كشفت مصادر عربية بالقاهرة أن هناك مساعي سعودية مصرية مشتركة لعقد قمة عربية رباعية تضم إلى جانب الدولتين كلا من سوريا ولبنان لحل الخلافات الدائرة بين البلدين والتي اشتعلت منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وتشكيل لجنة دولية للتحقيق في حادث الاغتيال. وأشارت المصادر إلى أن الدول العربية ومصر تخشى أن تستغل واشنطن هذه المشاكل التي تحدث في الساحة اللبنانية للإضرار بسوريا، موضحة أنه لم يتم تحديد ميعاد لهذه القمة حتى الآن إلا أنها رجحت أن تكون القمة خلال الأسابيع الأولى من عام 2006. وأضافت المصادر أن الحديث عن عقد هذه القمة أغضب العديد من الأطراف على الساحة اللبنانية وكان وراء هجوم النائب اللبناني وليد جنبلاط على مصر وعمرو موسى وخصوصا جامعة الدول العربية التي تلعب دورا محوريا في هذا الشأن. ونبهت المصادر إلى أن النظام عرض مبادرة تطبيع للعلاقات بين بيروتودمشق وإقامة سفارات بين الدولتين وترسيم للحدود وأن تبلغ دمشقالأممالمتحدة عن تنازلها عن مزارع شبعا للبنان وضمها للأراضي اللبنانية حتى يتم تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 425 الخاص بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من مزارع شبعا مشيرة إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد وافق في القمة التي عقدها مؤخرا مع الرئيس مبارك في القاهرة على ذلك. وشددت المصادر على أن مبعوثين مصريين يجوبوا البلدان للإعداد لهذه المفاوضات بين الطرفين والبحث عن صيغة تضمن التبادل الدبلوماسي بين سوريا ولبنان وأن تكف دمشق عن التدخل في شئون لبنان وأن تقوم العلاقات على الاحترام المتبادل وفقا لسيادة كل دولة. وقالت المصادر إن هناك اتجاها سعودي للعدول عن موقفها الحالي والتوجه للوقوف إلى جانب سوريا وتبرئتها من قتل الحريري وهو ما ظهر جليا أثناء القمة الخليجية التي أيدت الموقف السوري في التعاون مع لجنة ميليس الدولية. وفي السياق ذاته ، من المنتظر أن يقوم مستشار الرئيس المصري لشئون الأمن القومي خلال الأيام القليلة المقبلة بجولات مكوكية إلي دمشق ، حاملا نتائج مفاوضاته بلبنان وربما يقوم بجولات مكوكية تأخذ طابع السرية لاحتواء الأزمة السورية اللبنانية بعد أن أخذت القاهرة ضوء اخضر بذلك من مختلف الأطراف المتعلقة بالأزمة . وأبلغت مصر بيروت رسميا بأنها ستوفد مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان للقاء كبار المسئولين اللبنانيين ، وذلك بهدف استطلاع الموقف اللبناني من قيام القاهرة بدور فاعل بالتعاون مع السعودية لمساعدة لبنان في التغلب على مشكلاته الراهنة، ومواجهة التأزم المسيطر على العلاقات اللبنانية - السورية . ويجيء هذا في إطار متابعة المساعي العربية لرأب الصدع في العلاقات اللبنانية - السورية، ورجح مصدر دبلوماسي أن تتم زيارة سليمان إلى بيروت خلال هذا الأسبوع، في محاولة جادة من قبل القاهرة والرياض لمساعدة لبنان على تجاوز الأزمات الكثيرة التي يتخبط فيها، بما في ذلك المساهمة في التحقيق الدولي بجرائم الاغتيال التي شهدتها الساحة اللبنانية خلال عام 2005م .