نفت قيادات حزب النور أن يكون اختيار ثلاثة من أعضاء الهيئة العليا لمناصب بمؤسسة الرئاسة من باب الترضية السياسية للحزب بعد أزمة الحكومة والتى قرر فيها الحزب رفض تولى حقيبة البيئة، موضحين أن الاختيار جاء للكفاءة وحسب الثقل السياسى للحزب فى الشارع فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فيما اتجه الحزب إلى تأخير السعى نحو تحالفات انتخابية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة إلى اللحظة الأخيرة. وكان حزب النور قد انفصل عن التحالف الديمقراطى الذى كان يرأسه حزب "الحرية والعدالة" في الانتخابات السابقة. وأكد الدكتور يسرى حماد -المتحدث الرسمى باسم حزب النور- أن الحزب لن يلجأ للتحالفات الانتخابية إلا فى اللحظة الأخيرة في ظل عدم تحديد الشكل الذى ستجري به الانتخابات المقبلة، أى بعد الانتهاء من الدستور والاستفتاء عليه – حسب قوله -، لافتاً إلى أن تحالفات القوى المدنية التى تم تدشينها ستفشل لأنها لم تبنَ على أسس سليمة. ولفت إلى أن أى تحالف يعقده حزب "النور" عدة عوامل تحكمه وهى تقارب الأيديولوجية والرؤية الفكرية والاتفاق على ملفات مشتركة للعمل داخل البرلمان. من ناحية أخرى أشار إلى أن اختيار الدكتور عماد عبد الغفور كمساعد للرئيس ليس من باب الترضية السياسية وإنما لكونه الحزب الثانى فى مصر بعد الحرية والعدالة، ومن الطبيعى أن يكون له تواجد فى جميع المواقع السياسية أكثر من ذلك لكفاءة أعضائه وخلفياتهم الفنية وثقلهم فى العمل السياسى. وأضاف أن الحزب يكثف من اجتماعاته ولقاءاته مع أعضاء مؤسسة الرئاسة للاطلاع على المهام الموكلة إليهم وصلاحياتهم لبحث سبل دعم مؤسسة الرئاسة في الفترة المقبلة. وقال السيد مصطفى -نائب رئيس حزب "النور"- إن تولى الدكتور عماد عبد الغفور، رئيس الحزب، منصب مساعد الرئيس، والدكتور بسام الزرقا والدكتور خالد علم الدين عضوى الهيئة العليا للحزب لمنصب مستشارى الرئيس لم يأت من باب الترضية السياسية للحزب فى أعقاب الأزمة التى تفجرت بينهم وبين حزب الحرية والعدالة. وأشار إلى أن المسئولية السياسية لكل حزب تحدد بناءً على نسبة التصويت التى حاز عليها فى آخر انتخابات برلمانية، لافتاً إلى أن حزب "النور" حصد ما يقرب من 9 ملايين صوت من إجمالى 29 مليون صوت بنسبة 25% من نسبة التصويت، وهو ما يعبر عن حجم الحزب فى الشارع ويستوجب نسبة مماثلة في المشاركة فى السياسية. وقال نائب رئيس حزب "النور": "لا نتعامل بنوع من الترضية ولا نوع من الإهمال وإنما الأمر طبيعى أن نحصل على مقاعد بمؤسسة الرئاسة تضاهى وزن الحزب فى الشارع". وألمح إلى أن اللائحة الداخلية للحزب تعتبر رئيس الحزب مستقلاً، ولا يمنع توليه أى مناصب من رئاسته للحزب، مشيراً إلى أن الدكتور عماد عبد الغفور سيطلع الهيئة العليا للحزب على مهامه الوظيفية وحجم الصلاحيات الممنوحة له حتى يتم تحديد مدى قدرته على الجمع بين المنصبين، مؤكدًا أن الرؤية العامة لأعضاء الحزب تشير إلى أن وجوده مهم ومفيد لهم فى المرحلة الحالية. وأكد أن التحالفات الانتخابية انهارت بمجرد قرار إقالة قيادات المجلس العسكرى، مشيراً إلى حالة الارتباك السياسى التى أعقبت القرار، فكثير من القوى السياسية كانت تحدد رؤيتها للتحالفات الانتخابية على أساس وجود المجلس العسكرى فى المشهد السياسى، وأن كثيرًا من الأحزاب بدأت تعيد تصوراتها لسير العملية السياسية فى المرحلة القادمة, مشيرًا إلى أنه لا يصح عقد تحالفات انتحابية إلا قبل إجراء الانتخابات بأسابيع قليلة، وأن حزب "النور" لا يعقد تحالفات مضادة لأحد وأن أى تحالف انتخابى لابد وأن يعقد بناءً على رؤية الحزب الخاصة، وألا تخالف تصور الحزب لشكل الحياة السياسية كأن تكون مرجعية الحزب هى الشريعة الإسلامية وتقارب البرنامج مع برنامج "النور".