يسود الغموض التحالفات الانتخابية للقوى والأحزاب الإسلامية خلال الانتخابات البرلمانية القادمة، حيث لم تنجح أى من الأحزاب الإسلامية الرئيسية فى تحديد شكل التحالفات فيما بينها خلال انتخابات مجلس الشعب القادمة معتبرة أنه من المبكر الحديث عن هذه التحالفات فى وقت لم تنته الجمعية التأسيسية من صياغة الدستور والاستفتاء عليه تمهيدا للدعوة لانتخابات عامة. وانقسمت القوى الإسلامية حول الدخول فى تحالفات، ففيما اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين الأمر سابقا لأوانه فى ظل عدم تحديد موعد لانتخابات مجلس الشعب، رفض حزب النور هذه التحالفات، مشيرا إلى أنه يفضل خوض الانتخابات فى قوائم مستقلة به وهو موقف شاطره فيه حزب الأمة المصرية بزعامة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المستبعد من انتخابات مجلس الشعب. يأتى هذا فى الوقت الذى أعلن حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية أنه لم يحدد موقفه حتى الآن رغم تفضيله خوض الانتخابات البرلمانية القادمة فى قوائم مستقلة، لاسيما فى محافظات الصعيد التى تشكل معقلا تقليديا لنفوذ الجماعة، فيما ربطت الجبهة السلفية بين خوضها الانتخابات مستقلة وبين إمكانية التنسيق فيما بينها وبين حزب الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل تحت التأسيس. وقال المهندس على عبدالفتاح القيادى بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسة لجماعة "الإخوان المسلمين"، إن الجماعة ترحب بوجود تحالف يضم كل القوى الإسلامية والوطنية لخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة، لاسيما أن مصر فى مرحلة بناء وتحتاج لتضافر جميع القوى الوطنية. وقلل عبدالفتاح من شأن الأنباء التى تتردد عن وجود مشاورات مع حزب النور لتدشين تحالف انتخابى، مؤكدا أن الحرية العدالة لم يدخل فى أى حوار مع أى من القوى الوطنية والإسلامية حتى الآن حول العملية الانتخابية باعتبار الأمر سابقا لأوانه رغم اعترافه بوجود اتصالات لا تنقطع بين الحرية والعدالة وكل الأحزاب فيما يتعلق بكل التحديات التى تواجه مصر. فى السياق ذاته، كشف الدكتور يونس مخيون عضو الهيئة العليا لحزب النور عن أن الاتجاه الأقوى داخل الحزب هو خوض الانتخابات بقوائم مستقلة بالحزب، فحزبنا يملك الإمكانات والشعبية والتأييد الجماهيرى بشكل يسمح له بتأمين حصة معتبرة من المقاعد تؤمن له دورا سياسيا فى البرلمان لا يقل عن سابقه. وشاطره الرأى الشيخ جمال صابر القيادى البارز فى حملة "لازم حازم" أن حزب الأمة المصرية سيشارك فى الانتخابات بشكل منفرد وفى جميع الدوائر، سواء فيما يخص القوائم أو المقاعد الفردية، مرجحا تحقيق الحزب نتائج باهرة خلال الانتخابات القادمة بما يمتلكه من كوادر وبرنامج سيشكل طفرة فى الحياة السياسية المصرية. ولفت إلى أن الانتخابات البرلمانية القادمة ستشكل لحظة فارقة فى تاريخ البلاد، مما سيدفع الحزب إلى خوضها فى منتهى القوة، لاسيما أن نتائجها ستكتب نهاية لنظام مبارك وستحقق جميع أهداف الثورة. من جانبه، أكد الدكتور طارق الزمر المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية أن الجماعة الإسلامية ستخوض الانتخابات من خلال قوائم مستقلة، لاسيما فى محافظات الصعيد إن كانت لا تستبعد الدخول فى تحالف وطنى موسع مادام هذا التحالف يحقق أهداف الثورة. وتابع: قد ننسق مع الأحزاب والقوى الإسلامية والوطنية على المقاعد الفردية بسبب شراسة المعركة على هذه المقاعد والتى تحتاج لتكاتف الجميع لقطع الطريق على الفلول للعودة للبرلمان مجددا. ونفى الزمر وجود اتصالات مكثفة بين حزب البناء والتنمية وحزب الحرية والعدالة حول التنسيق فى الانتخابات القادمة، لافتا إلى عدم وجود أى اتصالات حول هذا الملف تحديدا حتى الآن وإن كانت هناك قوى وأحزاب إسلامية لم يسمها، قد أجرت اتصالات معنا للدخول فى تحالف موسع لخوض البرلمان هو الأمر الذى ندرسه حتى الآن. على صعيد آخر، كشف الدكتور خالد سعيد الأمين العام للجبهة السلفية عن أن الاتجاه الأقوى داخل الجبهة حتى يتمثل فى خوض انتخابات البرلمان من خلال قوائم خاصة بالجبهة فى جميع محافظات الجمهورية وإن كان لم يغلق الباب نهائيا أمام إمكانية التنسيق مع عدد من القوى الإسلامية وفى مقدمتها حزب الأمة المصرية بزعامة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل فى إطار بناء تحالف إسلامى قوى. فيما كشفت مصادر أن قوى إسلامية أخرى مثل حزب السلامة والتنمية الجهادى وحزب الأصالة السلفى وحزب الإصلاح والتنمية وغيرها لم تحدد وجهتها حتى الآن حيث ستنتظر إقرار الدستور وتحديد شكل النظام الانتخابى حتى تحدد القادة وجهتها، لاسيما أن حزب الأصالة لم يحسم موقفه من استمرار انخراطه فى التحالف السلفى أو تدشين تحالف مع الحرية والعدالة فى ظل العلاقات الوثيقة التى تربط بين الشيخ محمد عبدالمقصود الزعيم الروحى للحزب والذى لعب دورا فى تأمين دعم قوى سلفية عديدة للدكتور محمد مرسى خلال الانتخابات القادمة