شهدت الساعات الماضية إعلان عدد من القوى لسياسية والإسلامية، انسحابها من "التحالف الديمقراطي من أجل مصر"، الذي يعد حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية ل "الإخوان المسلمين" أكبر مكوناته، وفي مقدمتها حزب "البناء والتنمية" التابع ل "الجماعة الإسلامية" وأحزاب "الفضيلة" و"الحرية" الذي يتزعمه عمرو حمزاوي و"التوحيد العربي"، وذلك في أعقاب الفشل في التوصل إلى توافق حول قوائم المرشحين. واتهمت الأحزاب المنسحبة، حزب "الحرية والعدالة" بمحاولة فرض إراداته على الأحزاب وتقليص أعداد مرشحيها إلى حد اعتبرته لا يتناسب مع حجم شعبيتها بالشارع وفرصها في الفوز في الانتخابات. أعلن الدكتور صفوت عبد الغني عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، وكيل مؤسسي حزب "البناء والتنمية"، أن الحزب انسحب من التحالف بعد رفضه تخصيص عدد من المرشحين التابعين للجماعة على قوائمه، إذ تقدم بما يقرب من 150 مرشحًا لخوض الانتخابات وتم التوافق على 70 مرشحًا، إلا أن "اللجنة التنسيقية" للتحالف قلصت العدد إلى 20 مرشحًا فقط على هذه القوائم وهو "ما رفضناه بشكل حاسم". وأضاف إن "التحالف الديمقراطي" فشل بامتياز على الرغم من كونه النموذج الأقرب لنا، لكن وجدنا فيه مشاكل لا تحصي، فكان قرار الجماعة بالانسحاب رسميا من التحالف الديمقراطي"، وأوضح أن "الجماعة الإسلامية" تخوض حالياً مفاوضات مكثفة مع حزب "النور" السلفي لتدشين تحالف بالإضافة إلى أحزاب "الأصالة" و"التوحيد العربي" و"العمل" وغيرهم. في سياق متصل، أعلن الدكتور نادر بكار، المتحدث الرسمي باسم حزب "النور" السلفي انخراط عدد من القوى الإسلامية في حوار مكثف لتدشين جبهة موحدة لخوض الانتخابات، مضيفًا أن المشاورات قد وصلت لمرحلة حاسمة مع عدد كبير من الأحزاب في مقدمتها "الأصالة" و""العمل فيما تجرى المشاورات مع "الجماعة الإسلامية" لحسم موقفها من التحالف على الرغم من إقراره بوجود توافق معها حول ترشحها على قوائم "النور". وكشف عن وجود مساع من جانب حزب "النور" لترشيح عدد من الشخصيات الإسلامية المستقلة والتي سيشكل ترشحيها مفاجئة من العيار الثقيل داخل الساحة السياسية، لكنه رفض الكشف عن هويتها مبررًا هذه بالرغبة في إنجاح مفاوضات اللحظة الأخيرة معهم للترشح على قائمة حزب "النور". من جانبه، كشف اللواء الدكتور عادل عفيفي رئيس حزب "الأصالة" عن توصل حزبه إلى اتفاق مع حزب "النور" على خوض الانتخابات في قائمة موحدة للأحزاب والقوى الإسلامية، مؤكدًا ترحيب حزبه بانضمام عدد من القوى الإسلامية إلى هذا التحالف لخوض الانتخابات بشكل فاعل في المرحلة القادمة. من ناحيته، أكد الدكتور محمد إمام رئيس المكتب السياسي لحزب الفضيلة انسحاب الحزب من "التحالف الديمقراطي" بعد تلقيه اتصالا هاتفيا من الدكتور محمد البلتاجي القيادي البارز بحزب "الحرية والعدالة" بأنه لا توجد فرصة أمام ضم "الفضيلة" إلى التحالف وهو ما فرض علينا اقتصار مرشحينا على المقاعد الفردية. وانتقد إمام بشدة ما وصفهم ب "النهج الإقصائي" الذي يدير به "الإخوان المسلمون" التحالف، مؤكدًا أن هذا ما دفع عددًا كبيرًا من القوى السياسية والإسلامية إلى الانسحاب وخوض الانتخابات على قوائم منفصله. بدوره، أكد حزب "السلامة والتنمية"، استمراره في عضوية "التحالف الديمقراطي"، لافتًا إلى أن اللجنة التنسيقية للتحالف أبلغت الحزب بقبولها ترشيح كل من القياديين البارزين بالحزب الشيخ صالح جاهين والدكتور عباس شنن على المقاعد الفردية بمحافظة الجيزة معلنًا تمسك الحزب بالتحالف في إطار موسع للقوى السياسية. في نفس الإطار، أعلن الدكتور عطية عدنان رئيس حزب "الإصلاح" رفضه الانسحاب من "التحالف الديمقراطي"، موضحًا أن الحزب لن يترك التحالف مهما كانت الخلافات على عدد المرشحين أو عدد الدوائر، لاسيما وأن الحزب مقتنع بجدوى التحالف بين القوى السياسية وهو أمر لافت جدا في برنامج الحزب. وأضاف: "حزبنا قد قدم قائمة مكونة من خمسة أفراد لخوض الانتخابات من بينهم الدكتور عطية عدنان عن دائرة أشمون وأشرف جاويش عن دائرة دمنهور فضلاً عن هشام عويضة ومحمد نصار بدائرة الرمل بالإسكندرية".