هو آخر الأباطرة الإثيوبيين، نصب ملكا عام 1928، وكان عمره وقتها 36 سنة، ثم أصبح إمبراطورا عام 1930، وأقصى عن ملكه عام 1974 إثر ثورة شيوعية قادها منجستو هيلا مريام، وبعد عام واحد توفى فى ظروف غامضة، ودفن فى عام 2000 بعد 25 عاما من وفاته. كان هيلاسلاسى مسيحيا متشددا ينتمى إلى الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية، وهى كنيسة تؤمن بخصوصيتها العقيدية لأن أتباعها يؤمنون أنها الوحيدة التى حافظت على نقاء المسيحية. أما هيلا سيلاسى الأول فتعنى قوة الثالوث المقدس هو اللقب الذى تلقب به عند توليه عرش إثيوبيا إلى جانب لقبه الآخر وهو أسد يهوذا، وملك ملوك إثيوبيا، ويعكس اللقب تدين هيلا سيلاسى. عاد الإمبراطور الحبشى هيلاسلاسى إلى الحكم فى بلاده بمساعدة الإنجليز بعدما طرده الإيطاليون، ورأى أن يستغل الظروف الدولية لجمع أسلاب إيطاليا فى إفريقيا؛ فضم الصومال وإريتريا إلى مملكته التوسعية، وساعدته على ذلك بريطانيا والولايات المتحدة، حيث اتصل ببعض رجال الكنيسة لاستمالتهم إليه، وقامت المخابرات البريطانية بإثارة العدوان والنعرات الدينية والقبلية، ونجحت إثيوبيا فى خلق حزب موال لها فى إريتريا سنة 1946م عُرف باسم حزب الاتحاد مع إثيوبيا كانت قاعدته من المسيحيين. ناهض هذا الحزب المسلمين الذين أسسوا حزب الرابطة الإسلامية الإريترية وحددوا أهدافه بالاستقلال التام، وشهدت تلك الفترة صراعات سياسية حادة، نشأت خلالها عدة أحزاب لها ارتباطات خارجية، تبنى بعضها سياسة الاغتيالات مثل حزب الاتحاد مع إثيوبيا الذى أنشأ ميليشيا إرهابية عرفت باسم "الشفتا" اغتالت عددا من القيادات الوطنية، كما عمل هيلاسلاسى على إثارة الخلافات بين الأحزاب الإريترية فكثرت الانشقاقات بها، وقام المنشق الماركسى منجستو هيلا ماريام بانقلاب ضده أطاح به، ثم أعلن موت هيلاسلاسى فى مثل هذا اليوم عام 1975 فى ظروف غامضة، ولم يعلن عن دفنه. عُثر على رفات الإمبراطور الراحل أسفل أحد مراحيض القصر فى عام 1992، وحفظ فى إحدى الكنائس منذ ذلك الحين حتى دفنت بجوار بقية أفراد عائلته فى كاتدرائية الثالوث، ويعتقد أنه حدثت مذبحة للعائلة المالكة لأن العثور على رفات إمبراطور سابق فى هذا المكان يدل على أن هناك جريمة ما لم يتم التحقيق فيها. وفى يوم 5/11/2000 أى بعد مرور 25 سنة على وفاته ورى رفاته تراب إثيوبيا حيث أقيمت جنازة له فى أديس أبابا بعد وفاته، وتمت مراسم الدفن فى كاتدرائية الثالوث المقدس. ورفضت الحكومة الإثيوبية منح الجنازة الصفة الرسمية حيث إنها اتهمت الإمبراطور الذى حرر إثيوبيا من الاحتلال الإيطالى اتهمته بالظلم والقسوة خلال 45 سنة قضاها فى حكمه، واعتبرت أن الجنازة شأناً عائلياً وليس حكومياً، وقد احتجز الإمبراطور البالغ من العمر واحدا وثمانين عاما فى قصره ليموت بعد عام واحد فى ظروف غامضة إلا أنه من المرجح أنه قتل على يد محتجزيه.