تعرضت جماعة أخرى من جماعات التكفير غير جماعة "شكرى مصطفى"، وهى جماعة "الشوقيين" بقرية كحك بالفيوم لتأثير الرؤى والمنامات. وقد ظهر الشوقيون، بقوة فى عام 1988، وما بعدها واحتلوا قرية كحك بالفيوم وأعلنوها إمارة إسلامية وأميرها شوقى الشيخ، الذى ينتسب إليه الشوقيون. وكان نائبه رمضان مصطفى، قد رأى فى المنام أنهم سيحكمون العالم فاستيقظوا جميعًا على صيحات جنود عبد الحليم موسى وزير الداخلية الأسبق، لتكذب منام شوقى وأصحابه ليقتل شوقى الشيخ والعشرات وتحكم المحكمة بإعدام رمضان مصطفى فيفيق الكثير منهم من الحلم. وتقع قرية كحك، على شاطئ بحيرة قارون، ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 100 ألف نسمة ولها عشرة توابع هى كحك قبلى والصباحية والعوينة والعلوية وسعيد الروبى وميزار والقاضى وخضير وعبدالله هاشم، ويعمل أكثر من 80% من أهالى القرية بصيد الأسماك والباقى يعملون فى الزراعة. وكانت القرية فى بداية التسعينيات أينما ذكر اسمها يذكر معها أحداث العنف والتكفير والفكر المتشدد بعد انتشار أتباع المهندس شوقى الشيخ، الذين عرفوا ب"الشوقيين" وتمركزوا بالقرية وجعلوها مقرًا لانتشار الفكر المتشدد والمتطرف الذى أحل الدماء والاموال والاعراض خاصة للنصارى والمصالح التى تخضع للحكومة. تقول رباب كحك ل"المصريون"، إن كحك بحرى كانت معقلاً للشوقيين أتباع شوقى الشيخ والفكر المتشدد، حيث استغل شوقى الشيخ الفقر والجهل بالقرية فى أواخر الثمانينيات بعد خروجه من المعتقل على خلفية اتهامه فى اغتيال السادات وترك قريته التى تربى بها وهى سنرو البحرية واللجوء إلى قرية كحك بحرى، وكان يقوم بسرقة المواشى والأغنام وأفتى بسرقة الأموال الحكومية وتخريبها وكان يستغل هذه الأموال لاستقطاب الفقراء والمعدومين من أهالى القرية وخاصة الشباب لتنفيذ مخططاته . كما قاموا بقتل الضابط أحمد علاء الذى كان يعمل فى جهاز أمن الدولة وتصفيته أثناء استقلاله سيارته الخاصة وسط مدينة الفيوم. فيما نفت الشائعات التى كانت تتردد، بأنه تم ضرب القرية بالطائرات، مؤكدة حصار قوات الشرطة للقرية وبتصفية كافة العناصر المتطرفة وهرب شوقى الشيخ وقاموا بمطاردته حتى قاموا بتصفيته عند مدخل مدينة أبشواى. وعن حال البلد فقد تغير من الأسوأ إلى الأفضل، وليس بها تطرف ولا تعصب لأى فكر، وقدمت القرية شهداء ومصابين فى أحداث 2013 عندما تم تفجير الأتوبيس الذى كان يقل مجندين. كما تخرج من القرية العديد من أصحاب المؤهلات العليا والمستشارين والقضاة وأعضاء مجلس الشعب أمثال الحاج يوسف عبدالمقصود كحك وكان عضوًا بمجلس الشعب فى فترة الثمانينيات والحاجة عواطف كحك عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى فى منتصف التسعينيات حتى 2005 والمستشار منتصر كحك رئيس محكمة والمستشار أحمد صابر. كما يوجد بالقرية الكافيهات والسيبرات ومراكز النت وتليفونات ومراكز شباب، وتقام الأفراح بالقاعات الخارجية على شواطئ بحيرة قارون والقرى السياحية. وأضافت قائلة: أنا عن نفسى يوم زفافى كنت لابسة فستان سواريه ولا يوجد أحد متأثر بفكر الشوقيين. العجيب أنه لا يوجد فى القرية امرأة واحدة عاطلة، بل خرجت غالبية النساء إلى سوق العمل لكى تثبت جدارتها وإن كان ارتداء السيدات للنقاب أهم ملامح قرية كحك. وكان أكبر حادث تعرضت له القرية نتيجة الفكر التكفيرى، قيام أحد الشباب بقتل والده، ما دفع قوات الأمن لحصار القرية بالمدرعات والأسلحة الخفيفة والثقيلة وانتهت المعركة بقتل 22 من شباب القرية وبعدها بدأت حملات اعتقال شملت أكثر من 800 من أبنائها. وبعد هذه الأحداث دخلت القرية بؤرة اهتمام المسئولين، وقد تم مؤخرًا اكتشاف 21 بئرًا للبترول حول القرية وبدأ الإنتاج فى بئرين منها بما يعنى أن أهالى القرية ربما يدخلون عهدًا جديدًا إذا ما تم تشغيل شبابها فى هذه الآبار.