«كحك بحري».. قدمت معظم شهداء الواجب في سيناء لا يوجد بها امرأة عاطلة.. اكتشاف 21 بئر بترول بالقرية «شوقى الشيخ» تربطه قرابة بعائلة «السادات» وأمين الحزب الوطني الأهالي: أفراحنا على شواطئ بحيرة قارون.. والعروسة بتلبس سوارية
أعاد حادث الكنيسة البطرسية، للأذهان مجددًا علاقة العنف بالفكر التكفيرى، ما دفع البعض للهجوم على محافظة الفيوم، نظرًا لأنها مسقط رأس المتهم بتنفيذ الهجوم "محمود شفيق". "المصريون"، اقتحمت قرية كحك بحرى، إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق أقصى غرب محافظة الفيوم، والتى يشار إليها بأنها من أكبر بؤر التكفير بالمحافظة، نظرًا لارتباطها بالمهندس شوقى الشيخ أحد زعماء التكفير. تقع القرية على شاطئ بحيرة قارون، ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 100 ألف نسمة ولها عشرة توابع هى كحك قبلى والصباحية والعوينة والعلوية وسعيد الروبى وميزار والقاضى وخضير وعبدالله هاشم، ويعمل أكثر من 80% من أهالى القرية بصيد الأسماك والباقى يعملون فى الزراعة. كانت القرية فى بداية التسعينيات أينما ذكر اسمها يذكر معها أحداث العنف والتكفير والفكر المتشدد، بعد انتشار أتباع المهندس شوقى الشيخ، الذين عرفوا ب"الشوقيين" وتمركزوا بالقرية وجعلوها مقرًا لانتشار الفكر المتشدد والمتطرف الذى أحل الدماء والأموال والأعراض خاصة للنصارى والمصالح التى تخضع للحكومة. تقول رباب كحك، إن كحك بحرى كانت معقلاً للشوقيين أتباع شوقى الشيخ والفكر المتشدد ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 100 ألف نسمة وغالبية السكان يعملون فى حرفة الصيد ويذهبون للبحث عن لقمة عيش فى أماكن أخرى بعدما أدارت البحيرة ظهرها للصيادين وتخاذل الدولة والمحافظة فى الاهتمام بالثروة السمكية فاضطر هؤلاء إلى الذهاب لمحافظات السويس وكفر الشيخ والإسماعيلية للبحث عن مصدر رزق لسد احتياجاتهم. وقد استغل شوقى الشيخ، الفقر والجهل بالقرية فى أواخر الثمانينيات بعد خروجه من المعتقل على خلفية اتهامه فى اغتيال السادات وترك قريته التى تربى بها وهى سنرو البحرية، ولجأ إلى قرية كحك بحرى وكان يقوم بسرقة المواشى والأغنام وأفتى بسرقة الأموال الحكومية وتخريبها وكان يستغل هذه الأموال لاستقطاب الفقراء والمعدومين من أهالى القرية وخاصة الشباب لتنفيذ مخططاته. كما قاموا بقتل الضابط أحمد علاء، الذى كان يعمل فى جهاز أمن الدولة وتصفيته أثناء استقلاله سيارته الخاصة وسط مدينة الفيوم. فيما نفت الشائعات، التى كانت تتردد أنه تم ضرب القرية بالطائرات، مؤكدة حصار قوات الشرطة للقرية وبتصفية كل العناصر المتطرفة وهرب شوقى الشيخ، وقاموا بمطاردته حتى قاموا بتصفيته عند مدخل مدينة أبشواى. وعن حال البلد، فقد تغير من الأسوأ إلى الأفضل فالحال تغير وليس بها تطرف ولا تعصب لأى فكر متشدد، فهناك مجندين فى القوات المسلحة بشمال سيناء وقدمت القرية شهداء ومصابين فى أحداث 2013 عندما تم تفجير الأتوبيس الذى كان يقل مجندين. القرية تخرج فيها العديد من أصحاب المؤهلات العليا والمستشارين والقضاة وأعضاء مجلس الشعب، أمثال الحاج يوسف عبدالمقصود كحك وكان عضوًا بمجلس الشعب فى فترة الثمانينيات والحاجة عواطف كحك عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى، فى منتصف التسعينيات حتى 2005 والمستشار منتصر كحك رئيس محكمة والمستشار أحمد صابر. كما يوجد بالقرية الكافيهات والسيبرات ومراكز النت وتليفونات ومراكز شباب، وتقام الأفراح بالقاعات الخارجية على شواطئ بحيرة قارون والقرى السياحية. وأضافت قائلة: أنا عن نفسى يوم زفافى كنت لابسة فستان سوارية ولا يوجد أحد متأثر بفكر الشوقيين. العجيب، أنه لا يوجد فى القرية امرأة واحدة عاطلة بل خرجت غالبية النساء إلى سوق العمل لكى تثبت جدارتها وإن كان ارتداء السيدات للنقاب أهم ملامح قرية كحك. وكان أكبر حادث تعرضت له القرية نتيجة الفكر التكفيرى، قيام أحد الشباب بقتل والده، ما دفع قوات الأمن لحصار القرية بالمدرعات والأسلحة الخفيفة والثقيلة وانتهت المعركة بقتل 22 من شباب القرية وبعدها بدأت حملات اعتقال شملت أكثر من 800 من أبنائها. وبعد هذه الأحداث دخلت القرية بؤرة اهتمام المسئولين، وقد تم مؤخرًا اكتشاف 21 بئر بترول حول القرية وبدأ الإنتاج فى بئرين منها، بما يعنى أن أهالى القرية ربما يدخلون عهدًا جديدًا إذا ما تم تشغيل شبابها فى هذه الآبار. وأضاف"ط. ع .أ"، أن المهندس شوقى الشيخ - زعيم الشوقيين- تم اعتقاله على خلفية اغتيال السادات، وكان معتنقًا للفكر المتشدد، وبعدما خرج من المعتقل عام 1985 تبنى فكرًا أطلق عليه الشوقيين إشارة إلى اسمه وكان غير متزوج وينحدر إلى عائلة وأسرة عريقة بقريته الأم سنرو البحرية فهو من عائلة الشيخ أكبر عائلات القرية ولها باع طويل فى العمل السياسى. الشيخ تربطه علاقة قرابة ب"محمد أحمد عبداللطيف الشيخ" فهو ابن عمه، والذى كان أمين عام الحزب الوطنى بالفيوم من عام 1998 ، حتى عام 2005، وكان رئيسًا للمجلس الشعبى المحلى بالمحافظة بجانب رئاسته لشركة الفيوم للأعلاف وتجمعه علاقة نسب بالسياسى المرحوم طلعت السادات، وخال عضو مجلس النواب محمد مصطفى الخولى الذى ظل متربعًا لعضوية مجلس الشعب عن محافظة الفيوم لدورات متتالية ممثلاً للحزب الوطنى حتى الدورة الأخيرة، التى وافته المنية العام الماضى وخال الدكتورة عبير سمير سليمان عضو مجلس النواب عن دائرة مركز الفيوم فكل هؤلاء تربطهم علاقة قرابة بالمهندس شوقى الشيخ، زعيم الفكر المتطرف والمتشدد بقرية كحك بحرى. وأكد هانى فتح الله عبدالدايم مدرس بالأزهر، أن الإرهاب ليس له مكان ولا زمان وغير متعلق بأشخاص فعادل حبارة من الشرقية فهل يعقل أن نقول إن الشرقية بلد الإرهاب وبالتالى محافظة الفيوم ليست بلد الإرهاب فالإرهاب الفكرى أشد ضراوة من الإرهاب التفجيرى، ولابد من أمن فكرى للنهوض به لمقابلة هذا التطرف فمنازلنا كلها عبارة عن إرهاب فكرى، ولو الابن تطاول على والديه واتسم بالعدوانية دون مقابلة هذا العدوان فعندما يخرج هذا الشاب إلى الشارع فسوف يحمل طابعًا عدوانيًا تجاه المجتمع. وأضاف، أن محافظة الفيوم بطبيعة شعبها متدين والجذور الريفية والطابع الأصيل متأصل فى نفوسنا فليس من المعقول أن نصفها بالإرهاب لأن كل هذه الأشياء التى حدثت كلها فردية فليس كل المواطنين تشبعوا بالفكر المتطرف للشوقيين، ولا كل المواطنين انضموا لداعش. وتابع: لو قورنت الفيوم بمحافظات، لظهر أنها أقل المحافظات فى الحوادث الإرهابية ولكن كل المسئولين أخذوا عليها أنها أعلى محافظة صوتت للإخوان فى انتخابات الرئاسة، وهناك بعض العناصر التى غرر بها من أفراد الفيوم نتيجة الفقر والجهل، وهذا يرجع للإهمال من جانب الدولة المتمثل فى ندوات التوعية التى تنفذها مراكز الشباب وقصور الثقافة والنوادى الاجتماعية لغرس القيم النبيلة والرأى المعتدل . وأوضح، أن الفيوم خرجت الكثير والكثير أمثال الدكتور صوفى أبوطالب رئيس مجلس الشعب الأسبق ورئيس الجمهورية عقب اغتيال السادات والدكتور على لطفى رئيس وزراء مصر الأسبق وحمد باشا الباسل عضو ثورة 1919 والدكتور يوسف والى. وفى مجال الفن عميد المسرح الفنان يوسف وهبى ومريم فخر الدين ونجلاء فتحى وسعيد عبدالغنى ومحمد أبوالوفا. وفى كرة القدم الكابتن سيد عبدالحفيظ وعبدالله رجب والمرحوم محمد عبدالوهاب وسيد معوض وأحمد صديق، بالإضافة إلى أن الفيوم من أعلى المحافظات تقديمًا للشهداء سواء من رجال الجيش أو الشرطة.