قرية كحك التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم واحدة من القري التي كان لها تاريخ حافل بالتعذيب من أباطرة أمن الدولة في النظام السابق ويكمن سر العلاقة السيئة للقرية مع الجهاز المنحل في انتماء عدد من أبنائها لبعض الحركات والجماعات الجهادية، أحد هؤلاء المهندس شوقي الشيخ ابن عم أمين الحزب الوطني المنحل في الفيوم محمد أحمد عبد اللطيف. وكان شوقي واحدًا من جماعة الجهاد قبل أن ينفصل عنها وتتلمذ على يدي الشيخ يوسف البدري، اٍنضم شوقي للجماعة بمعرفة طارق الزمر واعتقل وهو عضو في الجماعة في بداية 1981 ثم خرج من الِاعتقال بعد اِغتيال السادات وكون جماعة «الشوقيين» التي اِتسمت بتكفير كل من هو على مذهب آخر غيرها وذاع صيت الجماعة في أرجاء المحروسة وفي عام 1991شهدت القرية مواجهات شرسة مع جماعة أُخرى خرجت من عباءة الشوقيين وهي جماعة التكفير واِعتقلت مباحث أمن الدولة عددا كبيرا من أعضاء الجماعة فما كان منهم إلا أن اِغتالوا الشخص الآخر سبب مصائب قرية كحك وهو المقدم أحمد علاء ضابط أمن الدولة، وكان يشغل منصب رئيس قسم مكافحة النشاط الديني. ونصبوا له كمينا أمام مكتبه وأطلق عليه عضوان بالجماعة النار من سلاح آلي وتمكنا من اِغتياله داخل سيارته ولاذا بالفرار على دراجة بخارية، كان ذلك إثر اتهامه بتجريد زوجة أحد قادة الشوقيين من ملابسها وأجبرها على السير شبه عارية عبر شوارع القرية لرفضها الإدلاء بمعلومات عن مكان هروب زوجها. وظلت القريه تتمتع بسمعه سيئه لدي مباحث أمن الدوله حتي تم اِعتقال اِمام مسجد القرية الشيخ أحمد سليم كحك ومعه تسعة أفراد هم مرسي محمد رمضان ومحمد محمود عبد المنعم وخليفة محمود رمضان والذين أعدوا ونفذوا عملية اغتيال ضابط أمن الدولة وهم نور محمود رمضان ومحمد سليم على كحك ورجب محمد إبراهيم عبد الرزاق وخالد محمود السيد خالد وإبراهيم عبد التواب مرسي. وعندما رفض ابناء القريه اِعتقالهم فتم اعتقال أشقاء أحمد سليم كحك وزوجاتهم وابنائهم وبناتهم. وأشعلوا النيران في منزلهم المكون من ثلاثة طوابق، لتلتهم النار البيت بالكامل ويصاب عدد من المواطنين منهم أقرباء سليم بحروق بنسب مختلفه وتوفي اِثنان من أبناء سليم في السجون هم محمد وسيد سيلم كحك. الشوقيون مزج شوقي الشيخ مؤسس الجماعه بين فكرة حمل السلاح ضد الحكومة التي تعلمها أيام عضويته لتنظيم الجهاد، وبين فكرة تكفير من ليس معه؛ وهو ما دفعه إلى القيام بالعديد من الأعمال المسلحة التي سرعان ما أفضت لمواجهة واسعة بينهم وبين الشرطة بعد قتل خفير نظامي وواِلاستيلاء على سلاحه الحكومي؛ وقُتل شوقي في مواجهه بين الشرطة والتنظيم في شوارع القريه في واقعه تشبه حرب الشوارع عام 1990م. وبعد قتل الشيخ اندلعت موجه من العنف على يد الشوقيين بأشد ما يكون وزاد من عنفهم أن بعض قادة الجهاد رأوا أن تسليح الشوقيين بالقنابل اليدوية أمر مفيد لاِستنزاف قوة الحكومة وبالتالي فقد أمدوا الشوقيين بكل القنابل التي استعملوها في صراعهم المسلح ضد الشرطة طوال الفترة الممتدة من عام 1990م وحتى 1994م عندما التأم شمل أغلب قادة الشوقيين وأعضائهم داخل السجون ليخرجوا منها عام 2006م اثر فوز الاِخوان المسلمين بعدد من مقاعد مجلس الشعب في محاوله من الحكومة لإطلاق مجموعات تكفيريه لاِرهاب المواطنين وابعادهم عن جماعه الاِخوان التي كانت تكتسب جماهيريه كبيره كرها في الحزب الوطني. وارتكب الشوقيون العديد من الأعمال المسلحة ضد الشرطة والمتعاونين معها ولكن أكثر أعمالهم كانت السطو المسلح على محال ذهب مملوكة لمسيحيين على اعتبار أن أموال غير المسلمين حلٌ لهم؛ وكانت معظم اِشتبكاتهم مع الشرطة تحدث عندما تحاصر الشرطة مجموعة منهم أو تحاول القبض عليهم، وكان يستخدم في كل المواجهات بين التنظيم والشرطة الأسلحة الألية والقنابل اليدوية.