- قتلت الشرطة 22 من شبابها واعتقلت 800 بسبب انتمائهم للجماعات المسلحة - انتقلت بفضل نسائها من ظلام التشدد إلى نور العلم في قرية كحك .. النقاب سيد الموقف قرية كحك إحدي قري مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم كانت منذ سنوات أينما ذكر اسمها يذكرك بأحداث العنف والتكفير والفكر المتشدد بعد الأحداث الجسام التي شهدتها القرية أوائل التسعينيات بالرغم من بعد أهلها الحقيقيين تماما عن شبهة التطرف، لكن هذه القرية أصبحت الآن إحدي أكبر القري النموذجية في الفيوم وظلت لسنوات القرية الأولي بالرعاية لعدد من محافظي الفيوم وإن كان أهل القرية يرجعون الفضل في هذا لمحافظ الفيوم الأسبق الدكتور عبدالرحيم شحاتة ثم أكمل من بعده المحافظ السابق اللواء مجدي قبيصي، حيث زار القرية عدة مرات والتقي أهلها وحقق لهم الكثير. تقع قرية كحك علي شاطئ بحيرة قارون جنوب مدينة الفيوم، ويبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة وتتبعها 10 عزب صغيرة وقري، وهي: كحك قبلي والصباحية والعوينة والعلوية وسعيد الروبي وميزار والقاضي وخضير وعبدالله هاشم، ويسمي الجزء الواقع علي البحيرة كحك بحري أما الجزء الداخلي فيطلق عليه كحك قبلي. ويعمل أكثر من 80% من أهالي القرية بصيد الأسماك والنسبة الباقية تعمل في الزراعة ولكنها تعاني من قلة مياة الري نظراً لوقوعها علي نهايات بحر النزلة مما أدي إلي اتجاه أهلها للعمل في مهنة صيد الأسماك من بحيرة قارون، ونظراً لسوء حال البحيرة وانهيار الثروة السمكية فيها فقد اضطر أكثر من عشرة آلاف شاب من أهل القرية إلي الهجرة منها بحثاً عن مصدر للرزق وحباً في مهنة الصيد حيث تجدهم يعملون في المدن الساحلية مثل الإسكندرية والإسماعيلية والسويس وسفاجا والغردقة، حتي إن منطقة كبريت في السويس أكثر من 70% من أهلها من قرية كحك، وانعكس هذا الأمر علي دور المرأة في القرية فأصبحت تتحمل مسئولية الأسرة في غياب زوجها وعائلها فلا تجد امرأة في القرية عاطلة بل خرجت غالبية النساء إلي سوق العمل وناطحت الرجال في إثبات جدارتها وإن كان ارتداء السيدات النقاب أهم ملامح قرية كحك. وتعتبر المرأة صاحبة الفضل في النقلة التي تشهدها القرية الآن نتيجة حسن تربيتها لأبنائها وصبرها علي مصائب الأيام سواء هجرة زوجها للبحث عن عمل أو تغيب زوجها وأولادها في المعتقلات فترة طويلة حيث تسبب الفقر والبطالة وتدني الخدمات في القرية في أوائل التسعينيات إلي دخول أكثر من 800 من شباب القرية السجون والمعتقلات حيث انتمي بعضهم للفكر السلفي فكان بعضهم من اتباع الشيخ عمر عبدالسلام والبعض انتمي للطريقة الشوقية مع شوقي الشيخ وأطلق عليهم الشوقيون، والقليل منهم انتمي لفكر التكفير والهجرة. وقد أدي هذا إلي أحداث عنف كبيرة شهدتها القرية عام 1992 ومصادمات بين الشباب والآلاف من قوات الأمن بعد قيام أحد الشباب من الشوقيين بقتل والده مما أدي لتدخل الشرطة حيث حضرت الآلاف من قوات الأمن بالمدرعات والأسلحة الخفيفة والثقيلة وانتهت المعركة بقتل 22 من شباب القرية وبعدها بدأت حملات اعتقال شملت أكثر من 800 من أبنائها. وبعد هذه الأحداث دخلت القرية بؤرة اهتمام المسئولين، حيث بدأ محافظ الفيوم وقتها الدكتور عبدالرحيم شحاتة في توصيل الخدمات للقرية فدخلها الصرف الصحي كأول قرية في مركز أبشواي بتكلفة 4 ملايين جنيه وقتها وتم عمل سنترال للقرية في أوائل التسعينيات بسعة 200 خط وإقامة مركز شباب نموذجي به ورش للنجارة وماكينات للتطريز وعدد من الألعاب الرياضية. ومؤخرا تم اكتشاف 21 بئراً للبترول حول القرية وبدأ الإنتاج في بئرين منها بما يعني أن أهالي القرية ربما يدخلون عهدا جديدا إذا ما تم تشغيل شبابها في هذه الآبار.