كتبت أكثر من مرة هنا فى "المصريون" مبيناً كراهية اليسار المصرى الماركسى والمتطرف والعدوانى ل"الدولة المدنية".. اليسار الذى وقف وراء إشعال فتنة نصر حامد أبو زيد (1992 1995) وعلاء حامد صاحب رواية "مسافة فى عقل رجل.. محاكمة الإله" ما بين عامى (1988 1991)،.. وبائع البوية "صلاح الدين محسن" صاحب كتاب "ارتعاشات تنويرية" والتى وصف فيها القرآن الكريم ب"كتاب الجهل البدوى المقدس" عام 2000، بالتزامن مع نشر وزارة الثقافة رواية "وليمة لأعشاب البحر" للسورى حيدر حيدر.. وقدم بائع البوية آنذاك للمحاكمة وقضت الأخيرة بحبسه ثلاث سنوات ومصادرة كتبه وقال عنه أشرف العشماوى وكيل نيابة أمن الدولة التى قدمته للمحاكمة نصا: "صلاح نموذج لمن مرضت قلوبهم، وفسدت عقيدتهم، فعميت بصائرهم، وضلت طريق الهدى أبصارهم، نموذج للعبث والضلال وللفجور والإلحاد.. ما ترك آية كريمة فى كتاب الله إلا وسخر منها.. ولا شعيرة من الشعائر ولا فريضة من الفرائض فى الدين الإسلامى إلا واستهزأ بها وتهكم عليها".. مرورا بحلمى سالم الذى كرمته الدولة ب"50 ألف جنيه" لقاء قصيدته "شرفة ليلى مراد" عام 2007، والتى وصف فيها الله تعالى ب"القروى الذى يزغط البط" وب"عسكرى المرور"، فيما أدانته المحكمة وقضت بسحب الجائزة منه. فى كل هذه المحطات كان اليسار الماركسى المتطرف فى مصر، والذى تربى على علف زريبة فاروق حسنى، يمارس حملات إعلامية عاتية على القضاء المصرى، ويحاولون تخويفه وإرهابه ووصفه ب"القضاء الأيديولوجى" للضغط عليه وحمله على النزول عند رغباتهم فى حماية هذا الإسفاف الذى يقدمونه باسم الإبداع! والتجربة فى مجملها وفى بعدها الآخر، تكشف مدى عداء وكراهية الماركسيين المصريين لفكرة "الدولة المدنية" والتى يُعتبر القضاء، هو أحد أهم أعمدتها الرئيسية.. إذ لم تتجرأ على القضاء المصرى أى قوى سياسية أو فكرية فى مصر، إلا اليسار الماركسى المتطرف، والذى استظل طوال حكم المخلوع بوزارة الثقافة حيث أغدقت عليه الأخيرة، بالعطايا والمكافآت وبجوائز الدولة التقديرية.. إنهم الأعداء الحقيقيون ل"العدالة" و"القانون" ول"الدولة المدنية".. [email protected]