أجرى الرئيس السوداني، عمر البشير، الأحد، زيارة غير معلنة إلى دمشق، وفق مصادر سياسية سودانية مطلعة. وقالت المصادر، للأناضول، إن البشير أجرى زيارة خاطفة لسوريا في طريق عودته للخرطوم من جولة خارجية، دون تقديم تفاصيل أخرى. وبينما لم تعلن الخرطوم رسميا عن الزيارة حتى الساعة (20: 50 ت.غ)، دعت الرئاسة السودانية الصحفيين لتغطية عودة الرئيس السوداني من زيارة خارجية "سرية"، حسب الدعوة التى وزعت على الصحفيين. وأفادت الدعوة بأن هناك تصريحات مهمة، من دون تفاصيل. يأتي ذلك بينما نقلت وكالة أنباء النظام السوري إن رئيس النظام بشار الأسد استقبل، ظهر اليوم، الرئيس البشير، وبثت صور للاستقبال. وقالت الرئاسة السورية في بيان، إن «الرئيس الأسد استقبل في مطار دمشق الدولي رئيس جمهورية السودان عمر حسن البشير، الذي وصل بعد ظهر اليوم في زيارة عمل للجمهورية العربية السورية». وتابع البيان أن «الرئيسان توجها بعدها إلى قصر الشعب، حيث عقدا جلسة محادثات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة». وأكد الرئيسان الأسد والبشير خلال المحادثات أن الظروف والأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وهذا بدوره كفيل بتحسين العلاقات العربية العربية بما يخدم مصلحة الشعب العربي. وأشار الرئيسان إلى أن ما يحصل في المنطقة وخاصة في الدول العربية يؤكد ضرورة استثمار كل الطاقات والجهود من أجل خدمة القضايا العربية والوقوف في وجه ما يتم رسمه من مخططات تتعارض مع مصالح دول المنطقة وشعوبها. وتحدث الرئيس السوداني عمر البشير، بعدما قام بأول زيارة من رئيس عربي إلى الجمهورية العربية السورية منذ احتجاجات 2011. وقال البشير إن سوريا دولة مواجهة «وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية وما حدث فيها خلال السنوات الماضية لا يمكن فصله عن هذا الواقع وبالرغم من الحرب بقيت متمسكة بثوابت الأمة العربية»، حسب وكالة الأنباء السورية. وأعرب الرئيس السوداني عن أمله «أن تستعيد سوريا عافيتها ودورها في المنطقة في أسرع وقت ممكن وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيدا عن أية تدخلات خارجية». وأكد البشير «وقوف بلاده إلى جانب سورية وأمنها وأنها على استعداد لتقديم ما يمكنها لدعم وحدة أراضي سوريا». وأكد الأسد من جانبه أن سوريا وعلى الرغم من كل ما حصل خلال سنوات الحرب بقيت مؤمنة بالعروبة ومتمسكة بها، موضحا في الوقت ذاته أن تعويل بعض الدول العربية على الغرب لن يأتي بأي منفعة لشعوبهم لذلك فالأفضل هو التمسك بالعروبة وبقضايا الأمة العربية. وشكر الرئيس الأسد للرئيس البشير زيارته وأكد أنها ستشكل دفعة قوية لعودة العلاقات بين البلدين كما كانت قبل الحرب على سوريا. وهذه هي أول زيارة لرئيس عربي إلى دمشق منذ اندلاع الثورة السورية، قبل نحو 8 سنوات.