أثار الهجوم الذي شنه الداعية الإخواني وجدي غنيم, على "الجماعة الإسلامية"، وحزب "البناء والتنمية"، عقب إعلانهما الانسحاب من التحالف الداعم ل "الإخوان المسلمين"، المعروف باسم "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، غضب قيادات الجماعة التي عبرت عن استيائها من الهجوم الذي صدر من شخص وصفته ب "المتناقض". كان غنيم هاجم حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية ل "لجماعة الإسلامية"، بعدما أعلن انفصاله عن ما يُسمى "التحالف الوطني"، الذي أسسته جماعة "الإخوان" قبل أيام من الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013. ونشر "غنيم"، فيديو على موقع "يوتيوب"، بعنوان: "حزب الجماعة الإسلامية خائن ومنافق"، اتهم فيه قيادات الجماعة بمصر ب "الخيانة والعمالة"، ضد ما يُسمى "الفكرة الإسلامية". وقال الدكتور ناجح إبراهيم, القيادي السابق ب "الجماعة الإسلامية", إن "وجدي غنيم اعتاد على السباب وتوجيه الشتائم, فهو شخص تكفيري لم يسلم منه أحد، ويكفر "طوب الأرض", ولم يقُل كلمة حسنة بحق أحد من قبل". وأضاف في تصريح إلى "المصريون": "غنيم اعتاد على صنع البطولة وهو في الخارج، وهذا شيء سهل لأن "اللي على البر مش زي اللي في الميه". وأشار إلى أن "الهجوم جاء بعد خروج الجماعة الإسلامية من تحالف دعم الشرعية", واصفًا قرار الانسحاب من التحالف بأنه "من أحسن القرارات التي اتخذتها الجماعة الإسلامية وإن كان جاء متأخرًا". ورأى إبراهيم، أن "انضمام الجماعة الإسلامية إلى تحالف دعم الشرعية من الأساس هو قرار خاطئ, وخروجها يعتبر تصحيحًا لموقف خاطئ كانت الجماعة اتخذته". في السياق، قال الدكتور أحمد الإسكندراني، المتحدث باسم حزب "البناء والتنمية", إن "الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية كان لها موقف منذ فترة بعدم التواجد داخل أي تحالفات أو تكتل, لذلك قرر الحزب الانسحاب من تحالف دعم الشرعية". وأوضح الإسكندراني ل"المصريون"، أن "انسحاب حزب البناء والتنمية من التحالف لم يعجب وجدي غنيم؛ لذلك كان له رد فعل غير أخلاقي منه، وهو الذي اعتاد على توجيه الشتائم للغير"، معتبرًا أن كلامه "يتناقض مع شخصيته كونه داعية". وأشار الإسكندراني، إلى أن "حزب البناء والتنمية له رؤية، هي الحفاظ على هذا الوطن, وأي وسيلة تودي إلى تحقيق هذا الهدف الحزب معها". واعتبر أنه "من مصلحة الحزب الخروج من أي تحالف وتكتلات, خاصة وأنه لا يوجد ما يسمى بتحالف دعم الشرعية على أرض الواقع". وحث أسامة حافظ, رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية على بتجاهل هجوم غنيم على الجماعة. وكتب عبر حسابه على موقع "تويتر": "كنت أتمنى ألا يفسد وجدي غنيم ما بيننا، وكنت أتمنى من الجميع تجاهله". فيما رد هاجم القيادي بالجماعة، ممدوح علي يوسف على تصريحات غنيم الأخيرة، قائلاً عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "سمعت الإصدار الأخير من الشيخ وجدي غنيم، وتكلمه عن الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية، وحقيقة ساءني إساءة بالغة اتهامه لبعض إخواني بالنفاق والخيانة، وهذا اتهام باطل فيه تجنٍ على إخوة من خير العاملين لدين الله". فيما أكد طه الشريف، العضو السابق بالهيئة العليا لحزب "البناء والتنمية"، أن "الجماعة الإسلامية وقياداتها حافظت على اتزان النفس وعفة اللسان، حينما كانت جماعة الإخوان تزايد على الجماعة في محنتها تزلفًا وتقربًا من السلطة، حتى قال كبيرهم في نهاية الثمانينات: "إننا نجدد البيعة للرئيس مبارك ولي نعمتنا". وأضاف "الشريف"، "حينما راجعت تسجيل السيد "غنيم" الأخير وجدته وللأسف يردد مجموعة من الأكاذيب وكأنها حقائق ومسلّمات". وأوضح أن "غنيم يخضع في إيديولوجيته التي تتلخص في الصدع دومًا بحالة الاستعلاء المغلوط بالإيمان في معاملة المخالفين والمختلفين في العقائد كالنصارى واليهود أو المخالفين في الآراء كبقية القوى الوطنية من ليبراليين ويساريين وغيرهم تلحظها في تهكمه على دعاوى الاصطفاف الوطني وقبول الآخر التي دائمًا ما يؤكد عليها حزب البناء والتنمية".