مرج دابق هو اسم لمنطقة قرب حلب بسوريا، ودخلت التاريخ بسبب المعركة التى وقعت فيها فى مثل هذا اليوم عام 1516، بين العثمانيين بقيادة السلطان سليم الأول من ناحية، وجيش المماليك بقيادة السلطان قنصوة الغورىمن ناحية أخرى، وانتهت بهزيمة المماليك. كانت العلاقات قد ساءت بين العثمانيين والمماليك، وفشلت محاولات الغورى فى عقد الصلح مع السلطان العثمانى سليم الأول، وإبرام معاهدة للسلام بينهما، فاحتكما إلى السيف، والتقى الفريقان عند "مرج دابق" بالقرب من حلب، ودارت معركة تاريخية بين الطرفين. يقول ابن غياس فى بدائع الزهور: فى صباح يوم الأحد 25 من رجب، أحس الغورى بطلائع الجيش العثمانى، فصلى الصبح، وركب فرسه، وكان على رأسه تخفيفة صغيرة، وعلى جسده ثوبا أبيضا، وعلى كتفه سلاح. سار الغورى يرتب عسكره بنفسه، وأخذ موقعه فى القلب، وكان إلى جواره الصبى العثمانى الأمير قاسم بك أخو السلطان سليم، الذى فر منه والتجأ إلى السلطان الغورى، على أن يظهر هذا الصبى أمام الجنود العثمانيين فيلتفوا حوله ويتركون سلطانهم، ولكى يلفت النظر إليه رفع فوق رأسه علما من الحرير الأحمر. ومن حول الغورى وقفت جماعات من الأشراف حاملين أربعين مصحفا شريفا موضوعة فى أكياس من الحرير الأصفر، من بينها مصحف الخليفة عثمان ابن عفان .. وعلى مقربة من الغورى وقفت جماعات من الصوفية. واقترب الجيشان .. المصرى والعثمانى .. وبدأ القتال .. ودارت رحى المعركة، وانتصر الجيش المصرى فى البداية، وقتل من الجيش العثمانى مايزيد على عشرة آلاف جندى، وأسر الكثيرون، وخارت معنويات السلطان سليم ، وكاد أن يهم بالتراجع والفرار، لكن الخيانة والدسيسة المملوكية لعبت دورا كبيرا هنا. سرت شائعة بين الجنود بأن السلطان الغورى قد وضع فى مقدمة الجيش كل الذين يريد التخلص منهم، ووقعت الفرقة بين المماليك، وتعمد بعضهم الفرار، وهرب أحد قواد الغورى الكبار وهو الخائن "خاير بك" بمماليكه، فاسترد العثمانيون معنوياتهم، واستأنفوا القتال بحماس، وتفرق جيش الغورى، وتراجع كثيرون، وقتل كثيرون، لكن الغورى بقى فى موقعه ولم يتراجع، وراح ينادى جنوده بالصمود فى وجه الغزاة، لكنه رأى كبار قواده يتخلون عنه عمدا، وتجلت الخيانة بأقبح صورها، فأصابه شلل فى أطرافه، وسقط من على فرسه، وقيل بأن الخيل داسته، وقيل بأن رجاله المخلصين فصلوا رأسه عن جسده حتى لايتعرف عليه العثمانيون ويمثلون بجثته، ولم يعرف أحد على وجه اليقين أين ذهبت جثته.