بقلم : محمد مصطفي البرادعي السلطان( قنصوه الغوري) آخر سلاطين المماليك جلس علي عرش مصر بعد فترة قلق وفساد واستيلاء الامراء المماليك علي ثروة البلاد, فأعاد النظام والأمن الي العاصمة والمديريات بعد أن كلف ادارة الحكم من يثق فيهم, وبدأ بملء خزانة الدولة الخاوية بفرض الضرائب والاتاوات علي جميع طبقات الشعب وأنقص قيمة العملة مما أضر بالتجار, ورغم ما قاساه الشعب من فقر الا أن الغوري كان ينفق بسخاء علي اقامة المنشآت العامة وبني مدرسة وقبة( الغوري) ومجموعة المباني في الحي المسمي باسمه( الغورية), واصلح طريق الحج الي مكة وانشأ محطات للاستراحة وحفر أبار المياه وحصن مدينتي الاسكندرية ورشيد وعزز الحصون الاسلامية واصلح مباني القلعة, وكان قنصوه مضرب الامثال في تشييد قصره بالاثاث وحشود الخيول والانفاق علي الشعراء والمطربين, وقامت في بداية حكمه بعض الاضطرابات من مجموعة من المماليك بمعاونة البدو, وقد تعرضت مصر لأول مرة لخسارة بحرية ومالية كبيرة وهو الطريق الي الهند مارا بمصر والذي كان يدر عليها أموالا طائلة وبعد أن اكتشف فاسكودي جاما طريق رأس الرجاء الصالح سنة7941 م واتخذ البرتغاليون مدينة كلكتا قاعدة لهم سنة1500 م, فانتقلت التجارة التي كانت تذهب الي مصر عن طريق عدن وجدة وسواكن الي الطريق الجديد ومنها الي اوروبا, وهاجم البرتغاليون السفن المصرية فأنشأ الغوري أسطولا بحريا كبيرا هزم البرتغاليين وقتل قائد اسطولهم الورنزو الألميدي وبعد عام من هزيمتهم من الأسطول المصري هاجموه عند مدينة( ريو), وفي عام1513 احتلوا عدن ففقدت مصر سيطرتها علي التجارة الهندية وبدأ في نفس العام أفول نجم الدولة المملوكية وكان السلطان سليم الأول قد تولي الحكم سنة1514 م في الدولة العثمانية بعد أبيه بايزيد الثاني, وكان ميالا للحروب وهزم المشاه اسماعيل اول ملوك الدولة الصفوية عام1514 م وأتجه الي الشاه, وفي سنة1516 م خرج الغوري من مصرعلي رأس جيش كبير قوامه1500 من المماليك و15 أميرا ومئات من الجنود من ابناء الشعب الذين كانوا ينضمون الي الجيش أثناء سيره ودخل دمشق وتقدم الي حلب والتقي الجيشان في معركة( مرج دابق) شمال حلب وبدا النصر لجيش مصر لولا شائعة وفاة الغوري فانضم بعض الجنود الي الجيش العثماني, وجاءت الجيوش العثمانية الي مصر في22 يناير1517 م ودخل سليم الأول القاهرة في26 يناير وقضي علي مقاومة المماليك وقبض علي كبيرهم نائب السلطان( طومان باي) وتم شنقه علي باب زويله وعاد سليم ومعه المتوكل آخر الخلفاء العباسيين الذي تنازل عن لقبه ليصبح سليم الأول خليفة المسلمين عام.1538