بإذن الله, سيمر اليوم بسلام, وبخيبة أمل الداعين لإسقاط أول- وأكرر- أول رئيس منتخب فى تاريخ مصر, ستمر لأن الناس أصبحت تميز بين الغث والسمين, وبين البطريق والفريق, وعكاشة والغريق, ومن عبقريات التأمل فى ساعة صفا لأحد أصدقائى القدامى المحدثين, أنه قد هرب الفريق, ثم هرب توفيق, وأن العامل المشترك هو القافية بين الاسمين, فقلت يا صديق, والقافية تحكم, وتضىء لنا الطريق, ليس بعد الخيانة جريمة وطنية, فإسرائيل استغاث بها ابن عكاشة, لما منعوا ظهوره على الشاشة, والشاشة ساخنة, ليس بسبب سخونة البرنامج, ولكن لأن نسيت المكواة جوار التليفزيون, والتليفزيون يحتاج معجزة, والمعجزة أن نصدق أن سوسو بك لا يدفع لأبو حامض, وأبو حامض, يقلد سمير جعجع فى كل شىء, فما كادت الاشتباكات الطائفية تدب فى لبنان هذه الأيام, بإيعاز من جعجع, حتى قصد تلميذه- والحمد لله أنه تلميذه, وسبحان موقع الطيور على أشكالها, وفاضح المنافقين فى لحنها حتى نعرفها من أشكالها- ونسيت ماذا كنت آقول؟ آه: جعجع أشعل لبنان, فاستجاب أبو حامض وقرر اللعب بالنار, والنار مصدرها عود الثقاب, وعود الثقاب باللغة العربية – قلت لكم- إنه "الزند", وفى تراثنا أن من يلعب بالنار, ستغير له أمه ملاءة السرير صباحا, وأبو فطيرة غير أبى حصيرة, وأبو حصيرة هو نصاب يهودى يعتبرونه وليا, وله مقام بدلتا مصر, ومصر آمنة مطمئنة بإذن ربها, فيها فومها وعدسها وبصلها وقثاؤها ونيلها, وأهرامها وعجائبها, والعجائب مفردها عجيبة, وعجيبة أمور النائب المنحل, وأعجب منها مقالات أبو حمالة الأذى, فقد قرأت لكم ما كتب منذ أيام تحت عنوان "حركة النفس الزكية".. والنفس الزكية هو أحد أطهار آل البيت ممن تصدوا للظلم, ولم تفلح حركته, ولو قرأ أحدهم المقال, لقال: إن أبو حمالة كاتب عبقري, مع أن العبقرى الحقيقى هو المسروق كلامه, وهو أحد أعلام جريدة المصريون, الأستاذ السورى محمد العبدة, فله كتاب رأيناه وكحلنا به عيوننا قبل عشرين عامًا أيام الصبا, بعنوان "حركة النفس الزكية" ومقال السارق ملخص لمقدمة كتاب العبدة, و"العبدة" لغة: تأتى بمعنى القوة, وفى محكم التنزيل "خذ الكتاب بقوة" أما فى صحف الهبل والتطبيل, فشعارهم سرقة كلام الناس بقوة, والادعاء بأنهم أصحابها, حتى كدت أدعو إلى مسيرة اليوم, لإقرار عقوبة لمسجل خطر السرقات الأدبية, فتذكرت الدعوة للتظاهر, فقلت لنفسي:عيب واختشِ, ثم خفت على نفسى, على مبدأ أن"اللى اختشوا ماتوا" والذين لم يختشوا يريدون أن يشعلوا مصر, ومصر قال الله عنها "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" فقلت: صدق الله العظيم, ووالله العظيم مصر ستستقر وسيطيب لنا العيش فيها, قولوا آمين. [email protected]