تناولت الصحف الغربية ملف الأزمة السورية ومجريات الأحداث هناك،حيث رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية الصادرة اليوم "الاربعاء" أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لايزال متماسكا على الرغم من الانشقاقات والاغتيالات التي شهدها هذا النظام القمعي في الفترة الأخيرة. ولفتت الصحيفة البريطانية -في سياق مقال إفتتاحى أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى أن الحرب الأهلية المندلعة في سوريا التي بدأت بمسيرة من الاحتجاجات السلمية وتحولت إلى حرب مسلحة ستصل إلى نهاية المطاف الى اهدافها المتمثلة في الإطاحة بالأسد وتشكيل حكومة تلتزم بإجراء انتخابات حرة وتحقيق المصالحة وإعادة الإعمار، ولكن كل هذا يعد قليل جدا في الوقت الراهن مقارنة بما تشهده المدن السورية مثل دمشق وحلب من صراع يسفر عن مقتل المئات يوميا ويبرهن على أن إرساء السلام في سوريا أمر بعيد المنال. وأوضحت الصحيفة أن هذه الحرب من وجهة نظر المعارضة السورية لاتسير على نحو جيد بالنسبة لهم، حيث اعترفوا بأن وجودهم في المدن السورية يعد محل خلاف كبير بالنسبة لسكان هذه المدن، فهم لاينظر إليهم ك"محررين" لسوريا،بل ينظر إليهم وكأنهم بوارد المعاناة الشديدة المقبلة التي سيشعر بها الشعب السوري،فضلا عن أن ضعف تسليحهم وعدم الدعم الكافي لهم،وعدم قدرتهم على مواجهة أسلحة نظام الأسد،كل هذا يصب في مصلحة نظام الأسد القمعي الذي لم يتأثر بما يحدث له. ومن هذا المنطلق، أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه يتعين على الولاياتالمتحدة تسريع وتيرة تقديم المساعدات للمعارضة السورية. ولفتت الصحيفة الأمريكية -في مقال إفتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاربعاء- إلى أن وتيرة وصول المساعدات غير القاتلة تبدو وكأنها تسير على خطى بطيئة،حيث أعرب النشطاء السوريون في اسطنبول عن خيبة أملهم ازاء تلقيهم عدد قليل من المساعدات ، على الرغم من تأكيدات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بوضع نحو 25 مليون دولار من المساعدات. وتابعت الصحيفة قولها:وردا على خيبة الأمل التي أبداها النشطاء السوريون،قالت وزارة الخارجية الأمريكية أنه قد تم تقديم أكثر من 900 قطعة من المعدات غير القاتلة،ومع ذلك أقر مسؤولون أمريكيون ببطئ وصول المساعدات،مشيرة -الصحيفة- إلى أن مساعد وزيرة الخارجية ريك بارتون تعهد بتسريع توصيل المساعدات. ورأت الصحيفة أن معدات الاتصال التي تعهدت واشنطن بتوفيرها للمعارضة تعد بمثابة الحد الأدنى من الاستجابة التي يمكن أن تقدمها واشنطن،ومؤكدة على أن هذه الاستجابة تعد استجابة غير كافية. ومضت الصحيفة تقول:منذ اندلاع الثورة السورية ضد الرئيس بشار الأسد التي دخلت عامها الثاني،عمل الرئيس الأمريكي باراك أوباما على التأكيد على أن الأسد سيسقط لامحالة،لكن الأسد لم يسقط ورفض الاستسلام؛ ومنذ شهور تشبث البيت الأبيض بآمال غير واقعية للتوصل إلى حل دبلوماسي، مع روسيا التي تصور نفسها على أنها صانع سلام وبناء على ذلك،أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه يتعين على واشنطن توفير القيادة لمساعدة المعارضة في إقامة مناطق آمنة وهزيمة دبابات وطائرات نظام الأسد القمعي،لانه كلما طال أمد هذه الحرب المستمرة، كلما سيرتفع الثمن الذي سيدفعه المدنيون جراء ويلات هذه الحرب ،فضلا عن زعزعة الاستقرار الإقليمي. وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما كان قد صرح يوم الاثنين الماضي بأن ما هو واضح أن إرساء السلام في سوريا أصبح أمر بعيد المنال،مضيفا "وهذا الأمر سيكون السبب في ضرورة أن تتغلب الولاياتالمتحدة على العقبات اللوجستية والسياسية لمساعدة المعارضة،كما حذر بعدم استخدام مخزون الأسلحة الكيمياوية في الحرب الأهلية،مؤكدا على أن استخدامها بالنسبة لأمريكا يعد بمثابة "خط أحمر". واختتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالها قائلة: أن تصريحات أوباما التي بعث بها..تصريحات ملائمة،إلا أنها لا تحل مشكلة ما يجب القيام به للتعامل مع هذا المخزون الهائل من الأسلحة الكيمياوية،في حال سقط نظام الأسد،معربة عن أملها في عدم تواجد أى شائبة في خطط الادارة الامريكية للتعامل مع هذا الأمر.