ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في سياق عددها الصادر اليوم السبت أنه يبدو من الواضح في خضم الصراع الدموي الدائر في سوريا حاليا أنه لايوجد من يستطيع حل الأزمة السورية سواء كان الرئيس السوري بشار الأسد أو المجتمع الدولي،فالأزمة السورية بذلك بلغت مفترق طرق وهى بأمس الحاجة إلى حل لإنهاء هذه الأزمة. وأشارت الصحيفة الأمريكية -في سياق مقال إفتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى تعهد الأسد في مقابلة نادرة له على التلفزيون الإيراني ب-"إبادة الإرهابيين"، مضيفا "لا أحد يدرك المطلوب لحل الأزمات السورية كما نفعل نحن". ولكن ترى الصحيفة أن من خلال مانراه من المظاهرات السورية كالتي خرجت أمس في جمعة "واثقون بنصر الله" بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق،حيث هتف المتظاهرون "لن نخضع لاي كان سوى الله"،إضافة إلى تصاعد حدة أعمال العنف في جميع أنحاء البلاد، يبدو من الواضح أن الأسد لايحل أى شئ. وقالت الصحيفة في الوقت الذي تقصف فيه قوات الجيش السوري المدن والقرى السورية، ومن ناحية أخرى يقاوم السوريون في المعارك الضارية بينهم وبين قوات الجيش، تستعد دول العالم للمساهمة في حل الأزمة بالمزيد من الحديث فقط. ولفتت الصحيفة إلى خطة كوفي أنان،المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، حيث يقول أنه شكل "مجموعة العمل بشأن سوريا" والتي ستجتمع في العاصمة السويسرية جنيف اليوم ، وتتضمن عدد من دبلوماسي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا) والاتحاد الاوروبي، إضافة إلى تركيا والعراق والكويت وقطر بغية التوصل إلى اعتماد لخطته ذات النقاط الست، لاسيما ما يتعلق منها بوقف أعمال العنف،لافتة إلى أن هذا الاجتماع يأتى عقب فشل خطة أنان للسلام في وقت سابق. واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه في حال وجد المشاركون في محادثات جنيف سبيلا من شأنه أن يساعد في اتخاذ إجراء مناسب،فإن ذلك سيكون بمثابة أمر مشجع،لكن الدلائل تشير إلى أن المجتمع الدولي لايزال عالقا في مواضيع أقل أهمية من الأزمة السورية. وأردفت الصحيفة تقول إن الفترة التي تسبق اجتماع جنيف شهدت تشاجر بعض وزراء خارجية القوى العالمية حول ماإذا كان من المهم أن تحضر كلا من إيران أو المملكة العربية السعودية المحادثات أم لا، "الأمر الذي لن يحدث". وأشارت الصحيفة إلى الخطة الأولية لأنان والتي تشير إلى أنه سيطلب تأييدا لاقتراح لا ينص صراحة على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، لكنه يدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تستبعد شخصيات تهدد الاستقرار في سوريا. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأنها ترى أن مجموعة العمل بشأن سوريا يبدو أن جعبتها خالية من الحلول،ولكنها من ناحية أخرى أعربت عن أملها في أن يكون هذا الاعتقاد خاطئا. ورأت الصحيفة أن الأمور الواضحة حاليا تتمثل في تدهور الوضع في سوريا،حيث ازدياد أعداد القتلى يوميا،في إشارة إلى ماذكرته جماعات المعارضة السورية أمس من ارتفاع أعداد القتلى يوم الخميس الماضي ليصل إلى 190 حالة وفاة ،اليوم الذي وصف بأنه أحد أعنف الأيام الذي شهدتها الثورة السورية. وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتم التحقق من هذه التقديرات بسهولة،إلا أنه يبدو أن "دوما" الضاحية التي تقع شمال غرب دمشق وتقاوم نظام الأسد، فازت بنصيب الأسد من أعداد الوفيات،حيث سقط أكثر من ربع القتلى في القصف المتواصل الذي شهدته دوما. وطرحت الصحيفة مجموعة من الأسئلة ترى أنه يتعين على الدبلوماسيين عندما يجتمعون في جنيف التفكير فيها،وذلك من خلال التأمل في تصاعد حدة اعمال العنف وماقد يحدث في الأسبوع القادم أو الشهر القادم مادام الأسد باقيا في السلطة،وأى ضاحية أخرى مثل دوما ستقع تحت وابل القصف المتواصل،وأى منطقة ستشهد انفجارات القنابل،إضافة إلى هل ستظل الحرب باقية داخل الحدود السورية فقط أم أنها ستنتشر لتصل إلى ماهو أبعد من ذلك؟. ولخصت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية -في ختامها- إلى أن الدبلوماسيين في حاجة إلى الذهاب لما هو أبعد من مجرد "الثرثرة" حول الوضع في سوريا،فيجب عليهم العمل على توحيد القوى من أجل وضع نهاية حقيقة للعبة التي تمارس بالنسبة للأسد والحرب المنتشرة.