أكدت الصحف القطرية في افتتاحياتها اليوم ان تعيين الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي مبعوثا دوليا وعربيا إلى سوريا بديلا عن المبعوث السابق المستقيل كوفي عنان لن يحل الأزمة السورية ما لم يغير المجتمع الدولي موقفه المتذبذب من الأزمة ويمنح الإبراهيمي صلاحيات واسعة ومحددة تتعلق ببحث خطة دولية تحت الفصل السابع لإجبار نظام الأسد على ترك السلطة وتسليمها لحكومة انتقالية وفي إطار زمني محدد ومن خلال آليات واضحة ومحددة يجري تطبيقها على الأرض. وانتقدت الصحف في هذا الصدد موقف روسيا والصين من الازمة السورية . وطالبتهما بوقف دعمهما لنظام الأسد الدموي فورا.. كما طالبت العالم كله باتخاذ موقف حازم وأن يرفع العصا الغليظة في وجه هذا النظام الدموي . وتحت عنوان " مطلوب صلاحيات للإبراهيمي " شددت صحيفة / الراية/ في افتتاحيتها على انه من المهم أن يدرك المجتمع الدولي أن دعوة بان كي مون الامين العام للامم المتحدة بتقديم دعم قوي وواضح وموحد للإبراهيمي لن تتم إلا من خلال إدراك الجميع لمسؤولياتهم تجاه ما يحدث في سوريا والذي يمثل عارا في جبين العالم لفشله في التعامل الجاد معه بسبب الانقسام الدولي وعدم القدرة على التحدث بصوت واحد منذ حدوث الأزمة الأمر الذي ساهم في إجهاض مبادرة عنان ذات النقاط الست وهي الخطة التي لم يلتزم بها النظام السوري رغم موافقته عليها بسبب هذا الانقسام. وبينت انه لذلك حان الوقت بعد تعيين الإبراهيمي بخبرته وإمكاناته المعروفة أن يعمل الجميع على إنجاح مهمته والتي يجب أن تقتصر فقط على خطة لإجبار النظام على الرحيل وتسليم السلطة لحكومة انتقالية تحت إشراف دولي وأن على المجتمع الدولي أن يعي أهمية الظرف الدقيق الذي يواجه سوريا وألا يقع في الفشل مرة أخرى فالموقف واضح للجميع والمطلوب عدم استنساخ تجربتي عنان والدابي وإلا فليس هناك مبرر أصلا لتعيين مبعوث دولي جديد لسوريا يعمل فقط من أجل إطالة عمر النظام وبالتالي تمكينه من ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبه. ولفتت/ الراية /الى أن نجاح مهمة الإبراهيمي مرهون بالمواقف الدولية تجاه سوريا والتي يجب أن تكون ليست إيجابية فقط وإنما أن تقترن بالتحرك الواضح للبحث عن مخرج سريع من الأزمة والذي لن يتم إلا بخروج النظام من السلطة..مؤكدة انه ليس من المقبول إرسال مبعوث جديد بدون صلاحيات محددة والأزمة لاتزال تراوح مكانها. وخلصت / الراية / الى القول ان المجتمع الدولي فشل فشلا ذريعا في سوريا وقرر إنهاء مهمة المراقبين العسكريين وهذا يتطلب أن يتم التغيير في مهمة المبعوث ولذلك فإن مهمة الإبراهيمي في سوريا تشكل اختبارا وامتحانا عسيرا للمجتمع الدولي كما أن الفشل في المهمة يعني ترك الشعب السوري يلاقي مصيره فالقضية ليست قضية تعيين الإبراهيمي بقدر ما هي قضية صلاحيات محددة يجب أن يقوم بها وفي زمن محدد باعتبار أن أزمة سوريا لا تتحمل التسويف. وتحت عنوان " دعوة يراد بها الباطل " قالت صحيفة / الوطن/ القطرية في افتتاحيتها ان إيقاف الحرب في سوريا لا يحتاج إلى نداء من القوى العظمى مثلما تطالب روسيا "وإنما يحتاج أولا من روسيا والصين معا أن توقفا دعمهما لنظام الأسد الدموي فورا ويحتاج ثانيا من العالم كله أن يرفع العصا الغليظة في وجه هذا النظام المجنون". واكدت " انه ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن نظام الأسد ما كان ليمكن أن يظل يمارس القتل الممنهج والفظاعات وجرائم الحرب لولا فيتو العار المزدوج- الروسي الصيني- في مجلس الأمن ولولا دعم هاتين الدولتين بلا استحياء للرئيس الذي يقتل شعبه". وشددت الصحيفة على" انه كان لزاما على الغرب أن يقاطع الدعوة الروسية ذلك لأنها ليست فقط دعوة لن تلقى أي استجابة من النظام الشرير وإنما لأنها /دعوة حق أريد بها باطل/ وما الباطل هنا إلا إعطاء النظام القاتل المزيد من الوقت ليقتل ويرتكب المزيد من الفظائع على الأرض ومن الجو". ولفتت الى" ان ماتبثه الشاشات الآن من سوريا التي تتغطى بالركام والدم والخوف والفرار يقول شيئا واحدا: نظام الأسد- الذي أدرك أخيرا نهايته- بدأ يتخبط في قمة رعبه وجنونه وحين يصل أي نظام في الدنيا هذه المرحلة من الرعب والجنون فلن تنفع معه أي دعوة حتى ولو كانت هذه الدعوة من حلفائه المقربين. ما ينفع هذا النظام هو أن يريح العالم.. ما ينفعه هو ألا يستريح- على الإطلاق- في مقبرة التاريخ". واختتمت / الوطن / افتتاحيتها قائلة " لا راحة لهذا العالم من كل هذا القتل وكل هذه الفظائع وكل هذا الجنون إلا بالقوة..هل يسمعنا هذا العالم؟ هذا ما يقول به المعذبون بفظائع الأسد في سوريا". أما صحيفة /الشرق/ فقد قالت في افتتاحيتها بعنوان " سوريا .. السيناريو الأسوأ " إن الأزمة السورية تعقدت حيث لايزال سفك الدماء مستمرا مشددة علي ضرورة وضع حد للعنف ولمعاناة السوريين وحقن الدماء وتحقيق مطالب الشعب المشروعة في الانتقال السياسي السلس إلى نظام ديمقراطي بما يحفظ وحدة واستقلال وسيادة سوريا. وأكدت الصحيفة أن الشعب السوري يتطلع إلى مرحلة ما بعد الأسد موضحة أن هناك تحديات تستوجب التأهب كما أن السيناريو الأسوأ يتمثل في استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية والبيولوجية أو سقوط بعضها في أيدي جماعات متشددة كالقاعدة وقالت إن السيطرة على هذه الأسلحة مخاطرة في حد ذاتها تتطلب نشر قوات برية. وحذرت من أن الوضع يتدهور إلى الأسوأ حيث أن تدفق اللاجئين إلى الجوار يزداد كما أن هناك أكثر من مليوني سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة وفي المقابل فإن النظام يتصدع ويشهد انشقاقات مهمة ويفقد شرعيته بينما يتقدم الجيش السوري الحر. وأشارت إلي أن تداعيات الأزمة السورية ألقت بظلالها على لبنان وانتقلت إليه عدوى الخطف الأمر الذي دفع بدول الخليج لإجلاء رعاياها. ورأت الصحيفة أن إنهاء مهمة المراقبين يضع مجلس الأمن الدولي تحديدا أمام مسئوليات كبيرة في ظل الدعوة إلى أعمال الفصل السابع مشيرة إلي أن الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة الذي عين خلفا لكوفي عنان يواجه مهمة صعبة ودقيقة فبرغم من خبرته في التعامل مع أزمات دولية متعددة إلا أن الأزمة السورية تعد الأصعب. وشددت علي أهمية حشد كل الدعم لإنجاح مهمة المبعوث الجديد حتى ينعم الشعب السوري بالحرية والعزة والكرامة موضحة أن أولى خطواته أن يعمل على وقف العنف وحماية المدنيين والسعي لضمان تنفيذ القرارات ذات الصلة بمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وانتهت /الشرق/ إلي القول إن مهمة الإبراهيمي ستكون الأخيرة معربة عن أملها بأن تفضي إلى حل سياسي وتنقد المدنيين وتحميهم ومؤكدة أن تدخل مجلس الأمن بموجب الفصل السابع سيبقى خيارا واردا كما حدث في ليبيا.