قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية اليوم ان انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب عقب شهرين فقط من تعيينه أظهر مدى انخداع نظام بشار الأسد في إمكانية احتفاظه بأي قدر من الولاء. وأضافت الصحيفة ، في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الالكتروني أن الاسد لم يعد فقط غير قادر على التشبث بحجاب ولكنه أصبح غير قادر على الاعتماد على خدماته الاستخباراتية المتدهورة للكشف عن المخططات بعناية، بالاضافة إلى عدم قدرته على الاعتماد على دعم بعض افضل اصدقائه مثل مناف طلاس، قائد الحرس الجمهوري وأحد المنشقين عن الجيش النظامي السوري. وأشارت الصحيفة إلى اختراق الاجهزة الامنية والاستخباراتية السورية وتساءلت "كيف تم التخطيط لزرع قنبلة في غرفة اجتماع في مبنى المقر الرئيسي لجهاز الامن الشهر الماضي، واغتيال ثلاثة مسؤولين أمنيين كبار؟ " موضحة أن هناك العديد من المسئولين بما في ذلك كبار الشخصيات سيتخلون عن الأسد عندما يكونون قادرين على ارسال عائلاتهم بأمان إلى الخارج عبر الحدود السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة، مع ذلك، هي أن تعجيل الانشقاقات قد أبرزت أيضا الطابع الطائفي للنظام الذي اصبح الآن يتنازع مع نفسه، فجميع المنشقين من غالبية الطائفة السنية التي تشكل الجزء الأكبر من هذه الثورة، كما أن الانشقاقات لم تصل بعد إلى جوهر الأمان للنظام الذى يخضع لرقابة صارمة من قبل القادة العلويين. وذكرت الصحيفة أن النموذج الطائفي قد يعزز خطوط المواجهة في الحرب الاهلية الناشئة التي يمكن أن تهدد سوريا وتقسمها، وللأسف تم تعزيز الانقسام الطائفي من قبل اللاعبين الإقليميين، وقامت إيران الشيعية بدعم نظام الأسد العلوى الشيعي في الوقت الذي قدمت فيه تركيا ودول الخليج السنية الدعم المالى والعسكرى للمعارضة السورية. وقالت الصحيفة انه يجب على السوريين النظر إلى الوضع في سوريا ما بعد الاسد، فبناء دولة سورية موحدة لن يستند فقط على ولاء السنة وحدها مشيرة إلى أن أكبر جائزة يمكن أن تنتزعها المعارضة في الواقع هي كسب الأقليات في سوريا في صفوفها خاصة كسب العلويين الخائفين الذين اضطروا لخدمة النظام.