قالت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وبعض المسئولين من الدول العربية والغربية يناقشون سبل وضع الضباط المنشقين في سوريا في مركز التحول السياسي في الدولة العربية الممزقة، وذلك وفقا لما قاله بعض المسئولين الأمريكيين والشرق أوسطيين. ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين في عددها الصادر اليوم قولهم: إن التركيز على العميد مناف طلاس، وهو صديق قديم للرئيس السوري بشار الأسد، آخذ في الازدياد، في الوقت الذي تتلاشي فيه الآمال بشأن إمكانية أن يستطيع المجلس الوطني السوري حشد المعارضة تحت جبهة واحدة. وأضافوا إن الجهود المبذولة لإيجاد شخصية إنتقالية لديها القبول بالنسبة لمؤيدي نظام الأسد من الروس والدول العربية الرائدة، وكذلك للمعارضة كانت بمثابة المحور الأهم، نظرا لما يناله الثوار من مكاسب في المدن السورية الكبرى ، فضلا عن تزايد حدة الانشقاقات من قبل المسئولين رفيعى المستوي". ورأى المسئولون أن العميد طلاس يعد بمثابة أحد الشخصيات القليلة من الشخصيات المعارضة للنظام التي يمكن أن تساعد على الأرجح في إستعادة النظام في دمشق وتضمن أن يكون مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا آمن..معربين عن أملهم في أن يكون طلاس (المسلم السني) الشخصية الانتقالية المقبولة بالنسبة للمعارضة التي تعد فى أغلبها من مسلمي السنة. ونقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قوله إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان طلاس سيكون رجل المرحلة القادمة أم لا"..مشيرا إلى أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكشف تفكيره ومدى قبوله لمختلف العناصر داخليا ودوليا". وأعربت الصحيفة اعتقادها بأن التركيز على طلاس يؤكد أيضا على قلة عدد الشخصيات التي يمكن أن تقدم كبديل عملي للأسد، فالكثيرون من المعارضة ينظرون إلى طلاس وعائلته باعتبار أنهم جزء وثيق جدا ومرتبط بالحملة القمعية التي شنها الأسد، فضلا عن الفساد المتفشي في أغلب أركان الإدارة الداخلية، مشيرة إلى تشككهم أيضا في قدرته على التغلب على أعضاء الطائفة العلوية، والتي تمثل نحو 12\% من سكان سوريا، وتبدو متمسكة إلى حد كبير ببقاء نظام الرئيس بشار الأسد. وفي السياق ذاته، نسبت الصحيفة إلى بعض الذين يعرفون العميد مناف طلاس تخوفهم من قدرته على تولى زمام القيادة، وأشار أحد معارف العائلة إلى أنه على الرغم من أن طلاس اعترض على استخدام القوة والعنف في إخماد الانتفاضة في أماكن مثل حمص وحماة، ويفضل الحوار، إلا أنه يرى أنه لن يتمكن من الوقوف في وجه متشددى النظام. كما أوضحت الصحيفة الأمريكية أنه لا يزال هناك بعض السوريين الذين يعرفون طلاس وغيرهم من أفراد أسرته يستبعدون إمكانية أن يلعب طلاس دورا مركزيا في أي تحول، وعلى الأخص بسبب الدور الذي لعبته عائلته في نظام الأسد على مدى أربعة عقود. ورغم ذلك، أعرب مسئولون أمريكيون وأوروبيون عن أملهم في أن يكون دور طلاس في المعارضة من شأنه أن يساعد في كسب الدعم الروسي للعملية الانتقالية في دمشق، نظرا للروابط العائلية لطلاس الطويلة مع نظام الأسد، الذي تعود بداية علاقاته -الأسد- مع روسيا إلى الحرب الباردة.