أطلق عدد من شباب المغرب في التاسع من يوليو الجاري حملة تحت شعار "كن رجلا ولا تترك نساءك وبناتك يخرجن بلباس ضيق"، وبدأت الجملة من الصفحات الإسلامية مطالبين من خلالها الرجال إلى ارتداء النساء ملابس فضفاضة والغرض منها الحد ظاهرة التحرش، وسرعان ما انتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتقاموا بتدشين هاشتاج "كن رجلا". ويدعو القائمون على الحملة إلى ضرورة نشر الحشمة والحياء عن طريق توجيه نداء للرجال بمراقبة زوجاتهم وبناتهم قبل خروجهن إلى الشارع. كما انتشرت حملة "كن رجلا وماتخليش العيالات يخرجو عريانات" التي حثت الشباب على منع النساء من ارتداء البيكيني أو ملابس قصيرة خلال ارتيادهن الشواطئ. لاقت الحملات استحسان كثيرين ممن رأوا فيها فرصة لإحياء قيم المجتمع المغربي المحافط "الذي تغللت فيه الأفكار الغربية الهدامة" وفق تعبير البعض. من جهة أخرى، قوبلت الحملة بانتقادات واسعة، إذ اعتبرها نشطاء تعديا على الحريات الفردية وإهانة للمرأة لأنها تختزل قيمتها في جسدها أو ثيابها. كما أطلقت ناشطات هاشتاج "كن رجلا واتركها في حال سبيلها" أكدن من خلاله بأن "لباس المرأة جزء من حريتها" وطالبن بفتح تحقيق لمحاسبة المسؤولين عن نشر "الأفكار الرجعية التي جعلت من لباس المرأة شماعة يعلق عليها البعض ما لحق بالمجتمعات من فساد أخلاقي". واعتبرن أن حملة "كن رجلا" أماطت اللثام عن "الكبت والعقلية الذكورية المتفشية في المجتمع" رغم المكتسبات التي حققتها الدولة في مجال حقوق المرأة". وفي هذا الإطار، علق أحدهم في منشور على فيسبوك "لكل فرد الحرية الخالصة في اتخاد قرار لبس أي نوع من الملابس على الشاطئ نحن نعيش في دولة القانون ولسنا في الدولة الدينية ... اذهبوا إلى داعش واحكموا النساء هناك". وكتبت ماجدة الكرامي في منشور باللغة الفرنسية: "في المغرب بعض المكبوتين يطلقون حملة "كن رجلاً وغط نساءك" ولأنني امرأة مغربية حرة، ستكون حملتي "كن رجلًا واهتم بنفسك". وترجع فكرة حملة "كن رجلا" بالأساس إلى مجموعة من المدونين الجزائريين، إذ ناشدوا في صيف 2015 الرجال بمراقبة زي قريباتهم وزوجاتهم. كما دعوا إلى التصدي لحملة " السيقان العارية" التي أطلقتها فتيات آنذاك تضامنا مع طالبة جزائرية منعت من دخول الامتحان بسبب ارتدائها تنورة فوق الركبتين. وانتقلت الحملة إلى دول عربية أخرى، حيث دشن نشطاء حملات مشابهة على غرار حملة "زيرو تبرج" التي جاءت كرد على قرار السلطات المغربية بحظر خياطة وتسويق لباس البرقع الأفغاني في البلاد. وقد جددت هذه الحملات الحديث عن ظاهرة "شرع اليد"، التي يعمد خلالها مواطنون إلى الاعتداء أو التدخل في سلوكيات وتصرفات مواطنين آخرين بعلة أنها "مستفزة" وتنافي الشريعة. شاهد..