الطيب خلال ترأسه للحوار بين الأزهر والكنيسة الإنجليكانية: - على قادة الأديان أن يجتمعوا في خيمة واحدة عنوانها "الأديان ضرورة للإنسان" - أتمنى أن ألقى الله وأنا سائر في طريق صنع السلام والتسامح كبير أساقفة كانتربري: - الحوار بين الأزهر والكنيسة الإنجليكانية انطلق في عام 2002 وسط تحديات وصعوبات جمة - علينا التركيز على ما تضمه الكتب المقدسة من تعاليم تحض على السلام والتعايش قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الحوار بين الأزهر والكنيسة الإنجليكانية يحتاج للتوقف أمام عدة إشكالات مهمة، أولها غياب الدين عن توجيه الناس، مبينًا أن هذا الغياب بدأ في الغرب ثم أخذ في الانتقال إلى الشرق، وهو يتلخص في "أنسنة الإله وتأليه الإنسان"، الأمر الذي يترتب عليه شيوع أخلاقيات ترتبط بغرائز الإنسان وليس بروحه، التي ترتبط بالقيم السامية للأديان. وخلال ترؤسه الجولة الثالثة من جولات الحوار بين الأزهر والكنيسة الإنجليكانية، في "قصر لامبث" بمقر أسقفية كانتربري بلندن، أوضح الطيب أنه يجب على قيادات الأديان التصدي للمآسي التي يتعرض لها البشر، والوقوف بجانب الفقراء والمهمشين. وشدد على أن "تصدي الإسلام وحده أو المسيحية وحدها، لهذا الأمر لن يكون كافيًا، وإنما يجب أن نجتمع تحت خيمة واحدة عنوانها: "الدين ضرورة للإنسان"، ووجود هذه الخيمة يتطلب سلامًا بين قادة الأديان". وأشار إلى أنه في "هذا السياق جاء تحرك الأزهر، باعتباره منارة المسلمين الكبرى، لصنع السلام بين رواد المسجد والكنيسة". وتطرق شيخ الأزهر إلى التجربة المصرية في هذا السياق، "حيث أثمر الحوار بين الأزهر والكنيسة بسرعة وقوة، من خلال مبادرة "بيت العائلة المصرية"، الذي يسهم بقوة في التأليف بين المسيحيين والمسلمين، ويقطع الطريق على من يريدون العبث بالنسيج الوطني الواحد للشعب المصري". وقال الطيب، إن البذور الأولى ل"منتدى شباب صناع السلام"، الذي انطلقت فعالياته في الثامن من يوليو الجاري، تحت رعاية الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين وأسقفية كانتربري. وذكر أنه "كان ثمرة لجولة الحوار الماضية بين الأزهر وكانتربري، قبل عامين، حيث دار خلالها نقاش حوار ضرورة نقل الحوار بين القيادات الدينية إلى الواقع المعاش، وتحديدًا إلى الشباب، فالحوار يحتاج أشخاصًا قادرون على البذل والنزول إلى الشارع والوصول إلى الناس حيثما هم، ومن هنا تم التفكير في وجود نخبة من الشباب يؤمنون بقيم السلام والتسامح، ثم يتحولون إلى دعاة لهذه القيم". واختتم الطيب بالقول: "نحن قادمون من منطقة عانت من العبث بالدماء والأرواح، وأتمنى أن ألقى الله وأنا سائر في طريق صنع السلام والتسامح". من جهته، أعرب الدكتور جاستن ويلبي، كبير أساقفة كانتربري، عن سعادته بزيارة شيخ الأزهر والوفد المرافق ل "قصر لامبث". وقال إن "الحوار بين الأزهر والكنيسة الإنجليكانية انطلق في عام 2002، أي بعد تفجيرات 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة بعدة أشهر، وقبل نحو عام من احتلال العراق، فيما كانت الانتفاضة مشتعلة في الأراضي الفلسطينية، ولذا فإن الحوار جاء في وقت كانت الأوضاع والتحديات في الشرق الأوسط صعبة". وأوضح ويلبي أن "التحديات الآن ليست بأقل صعوبة مما كانت عليه في الماضي، خاصة فيما يتعلق بدور وقدرة القيادات الدينية على التأثير في الجماهير، وكيفية مشاركتها في صنع السلام وبناء عالم جديد، وذلك من خلال التركيز على ما تتضمنه الكتب المقدسة من قيم وتعاليم تحض على السلام والتعايش وقبول الآخر". ومن المقرر أن يجري شيخ الأزهر، وكبير أساقفة كانتربري في وقت لاحق اليوم، نقاشًا مفتوحًا مع الطلاب المشاركين في منتدى شباب صناع السلام، يدور حول دور القيادات الدينية في صنع السلام العالمي وترسيخ قيم التعايش وقبول الآخر. ويشارك في المنتدى 25 شابًّا من أوروبا، قامت باختيارهم أسقفيَّة كانتربري بلندن، و 25 شابًّا من العالم العربي، قام باختيارهم الأزهر ومجلس حكماء المسلمين من عدة دول عربية، مع الحرص على تنوع مشاربهم الدينية والتعليمية والثقافية، بما يعكس ثراء الشرق وتعدد جذوره الفكرية والثقافية. ويهدف منتدى "شباب صناع السلام" إلى بناء فريق عالمي من الشباب الواعد الساعي للسلام، وذلك للمشاركة في مبادرات وفعاليات يدعمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع أسقفية كانتربري، بحيث يتم تنفيذها من قبل هؤلاء الشباب وأقرانهم حول العالم من أجل بناء عالم أفضل يعيش فيه الجميع بخير وسلام. وشارك في الحوار، الوفد المرافق لشيخ الأزهر، والذي يضم الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، الدكتور عبد الدايم نصير، المستشار التعليمي لشيخ الأزهر، المستشار محمد عبدالسلام، مستشار شيخ الأزهر، والسفير قدري عبد المطلب، مسئول المراسم والبروتوكول بمشيخة الأزهر. ومن جانب الكنيسة الإنجليكانية، شارك رؤساء الكنيسة في لندن ونيجيريا وباكستان والهند وبنجلاديش ومصر.