* كبير أساقفة كانتربرى: علينا التركيز على تعاليم الكتب المقدسة الداعية للسلام عقد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والدكتور جاستن ويلبي، كبير أساقفة كانتربري، حوارا مفتوحا مع الشباب المشاركين في منتدى شباب صناع السلام، الذي ينظمه الأزهر الشريف، بالتعاون مع كنيسة كانتربري ومجلس حكماء المسلمين، في العاصمة البريطانية لندن. وأجاب الإمام الأكبر وكبير الأساقفة عن عدد من تساؤلات الطلاب والطالبات من الغرب والشرق، ووجها لهم رسائل تساعدهم على أن يكونوا صناعا للسلام في بلدانهم. وفي بداية حديثه، رفض الإمام الأكبر وصف مديرة الحوار له ب»الزعيم الديني»، مشيرا إلى أن الإسلام يساوي بين القائد والفريق الذي يقوده، وأنه عندما تحمل مسئولية مشيخة الأزهر، شعر بأنه يحمل مسئولية البشرية جميعًا وليس المسلمين فقط. وخلال اللقاء خاطب الامام الاكبر الشباب قائلا: «أيها الشباب.. أنتم الأمل ونحن جئنا لنسلمكم الشعلة، ولا تنتظروا منا توجيهات وإنما نحن ننتظر منكم خططا وندعمكم لكي يصبح هذا المنتدى نموذجا يحتذى به، ويضم الشرق والغرب». ونصح الإمام الأكبر الشباب بتجنب الحوار في العقائد، مؤكدا أنه لا تحاور في الدين والعقيدة وإنما الحوار في المشتركات والقيم الإنسانية، مثل التسامح والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وليس القوة أو العنف». وفي نهاية اللقاء، تجاوب الإمام الأكبر مع رغبة أحد الطلاب المشاركين في المنتدى في تعلم اللغة العربية، معلنا عن تخصيص منحة لمدة شهرين لمن يرغب من المشاركين في المنتدى في تعلم اللغة العربية بالأزهر الشريف. حضر الحوار عدد من الشخصيات المصرية والعربية، في مقدمتهم السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج، ود.محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، ود.عبد الدايم نصير، المستشار التعليمي لشيخ الأزهر، والمستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر، والسفير جون كاسن، سفير بريطانيا في القاهرة، ود.علي النعيمي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، والدكتورة جهاد عامر، عضو مجلس النواب، والسفير قدري عبد المطلب، مسئول المراسم والبروتوكول بمسيخة الأزهر، والداعية الشاب مصطفى حسني. وكان فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والدكتور جاستن ويلبي، كبير أساقفة كانتربري، قد رأسا، أمس الجولة الثالثة من جولات الحوار بين الأزهر الشريف والكنيسة الإنجليكانية، وذلك فى «قصر لامبث»، مقر أسقفية كانتربري. وأشار الإمام الأكبر، إلى أن الحوار بين الأزهر والكنيسة الإنجليكانية يحتاج للتوقف أمام عدة إشكالات مهمة، وأول هذه الإشكالات هى غياب الدين عن توجيه الناس، مبينًا أن هذا الغياب بدأ فى الغرب ثم أخذ فى الانتقال إلى الشرق، وهو يتلخص فى «أنسنة الإله وتأليه الإنسان»، حيث ترتب على ذلك شيوع أخلاقيات ترتبط بغرائز الإنسان وليس بروحه، التى ترتبط بالقيم السامية للأديان. وأوضح الإمام الأكبر، أنه يجب على قيادات الأديان التصدى للمآسى التى يتعرض لها البشر، والوقوف بجانب الفقراء والمهمشين. كما أشار شيخ الأزهر إلى التجربة المصرية فى هذا السياق، حيث أثمر الحوار بين الأزهر والكنيسة بسرعة وقوة، من خلال مبادرة «بيت العائلة المصرية»، الذى يسهم بقوة فى التآلف بين المسيحيين والمسلمين، ويقطع الطريق على من يريدون العبث بالنسيج الوطنى الواحد للشعب المصري. وأضاف الإمام الأكبر أن منتدى شباب صناع السلام»، الذى انطلقت فعالياته فى الثامن من يوليو الحالي، تحت رعاية الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين وأسقفية كانتربري، كان ثمرة لجولة الحوار الماضية بين الأزهر وكانتربري، قبل عامين . من جانبه أوضح كبير أساقفة كانتربري، أن التحديات الآن ليست بأقل صعوبة ، مما كانت عليه فى الماضي، خاصة فيما يتعلق بدور وقدرة القيادات الدينية على التأثير فى الجماهير، وكيفية مشاركتها فى صنع السلام وبناء عالم جديد، وذلك من خلال التركيز على ما تتضمنه الكتب المقدسة من قيم وتعاليم تحض على السلام والتعايش وقبول الآخر.