على خطى إخوان السودان والأردن سارت حركة النهضة التونسية التابعة لجماعة الإخوان، فى طريق الابتعاد عن التنظيم الدولى، حيث أكد عبد الفتاح مورو، نائب رئيس حركة النهضة بتونس، التابعة لجماعة الإخوان، ونائب رئيس مجلس الشعب التونسى، فى تصريحات إعلامية نشرها أحد المواقع التابعة للجماعة، أن قادة التيار الإسلامى لابد وأن يتوافر لديهم وعى سياسى فقط فى بعض الأحيان. وأضاف "مورو"، أنه يجب على القيادات الإسلامية فى الوطن العربى، الحفاظ على وعيها، مشيرًا إلى أنه ينبغى نتعامل بمزيد من الوعى اليوم، ومطلوب من القادة الإسلاميين وغير الإسلاميين الخروج من الأزمة الراهنة، داعيًا قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى أن يمتلكوا القدرة على فهم الواقع. ووجه نائب رئيس حركة النهضة التونسية، رسالة للجماعة قائلًا: "على الإخوان أن تتعامل وفقًا للأمر الواقع فى مصر حاليًا"، مستشهدًا بتنازل النبى - صلى الله عليه وسلم - عن صفته بوثيقة الصلح مع قريش، قائلًا: "لابد من تنازل القيادات السياسية". وأكد "مورو"، أن القضية ميزان قوة، وإن لم تستطع المطالبة بحقك فعليك تغيير مطلبك، وقال: "لا تفكر بنفسك فقط بل فكر بمصر"، مؤكدا ضرورة التخلى عن الطلب بعودة مرسى، وأن الإصرار على هذه المطالب يعقد من الأزمة. كما أعلنت حركة النهضة التونسية، فى المؤتمر العاشر لها من العام الماضى بحضور الرئيس الباجى قايد السبسى، فصل العمل الدعوى عن السياسى والانفصال عن التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، وهو ما يثير التساؤل حول إمكانية انفصال فروع الجماعة فى بقية الدول العربية، لينتهى التنظيم الدولى للإخوان. وخرجت الحركة ومؤسسها راشد الغنوشى بإعلان عن عقد جمعية عمومية للحركة ضمن مساعى تشكيل حزب سياسى، إلا أن هذه الدعوة لازمها إعلان "الغنوشى" فك الارتباك بالتنظيم الدولى للإخوان، وإعلان أن حركة النهضة ليست تابعة لإسلام السياسى، ولن تتبع جماعة الإخوان. وقد أثارت الدعوة حينها ردود أفعال واسعة، خاصة أنها جاءت بعد هجوم شديد شنه عبد الفتاح مورو، نائب رئيس حركة النهضة التونسية، على التنظيم فى مصر، واستعراض أخطائه. كما أن هذه الدعوة جاءت بعد حالة من التلاسن نشبت بين إخوان مصر وحركة تونس أعقاب الانتخابات الرئاسية التونسية، عندما لم تعلن حركة النهضة تأييدها علانية لمنصف المرزوقى، وتركت لأعضائها الحرية فى اختيار مرشحيهم، وهو الأمر الذى أغضب قيادات إخوان مصر الهاربين فى قطر وتركيا، ليفتحوا النار على قيادات النهضة فى ذلك التوقيت. وفى تنصل واضح عن التنظيم الدولى للإخوان قال عبد الكريم الهارونى، رئيس مجلس الشورى بحركة النهضة التونسية، إن سفير الاتحاد الأوروبى فى تونس أخطأ وعليه الاعتذار عن ما قاله فى أول فرصة، وذلك بخصوص وصفه النهضة بأنها "الإخوان المسلمين فى تونس". واعتبر "الهارونى"، أن توصيف السفير لا يعنى تغييرًا فى موقف الاتحاد الأوروبى. كما أكد "الهارونى"، أن البيان الذى أصدرته الحركة حول مقاضاة وسائل الإعلام يأتى على خلفية تتالى حملات التشويه ضد الحركة - على حد تعبيره - وإلحاق التهم الباطلة والتحريض. وأضاف أننا مع حرية الإعلام ونحترم كلّ الصحفيين لكن بعض الأطراف تفتح منابرهم الإعلامية فقط لاتهام النهضة وقيادتها، ولن نقبل بتسميم الوضع فى البلاد ونشر الأكاذيب دون تقديم أدلة وبراهين. وأضاف "الهارونى"، فى تصريح صحفية، "لا أتفهم سبب انزعاج نقابة الصحفيين من بياننا لأننا لجأنا إلى القضاء، وهو هيكل مستقل وعادل ومتحرر من أى ضغوط، وكل من يتهم النهضة عليه أن يتحمل مسئوليته"، مشيرًا إلى تقدّم النهضة بعدّة قضايا ضدّ وسائل إعلام أجنبية والقضاء أنصفنا واعتذرت هذه المؤسسات منا حتى أنها دفعت لها تعويضات مادية، نفس الشىء سنقوم به مع وسائل إعلام محلية.